رغم إعلان بيان النصر على تنظيم “داعش” في عموم البلاد، منذ التاسع من شهر كانون الأول 2017، إلا أن آثاره لا تزال موجودة لغاية الآن، فنساء وأطفاء “الدواعش” الأجانب لا زالوا وراء القضبان في العديد من السجون بالعاصمة بغداد.
وكشفت وكالة “رويترز” في تقرير انها “زارت سجن الرصافة، الذي يعتبر من صميم معضلة التصرف مع نساء «داعش» وأطفالهن”.
وأضافت أن “بنت أذربيجانية وعبر السياج الأشبه بالسلاسل الذي يحيط بنحو 100 طفل قالت : (من فضلكم أريد العودة للبيت. لو سمحتم ساعدونا. هذا مكان غير صالح لنا)”.
ونقلت الوكالة عن مديرة السجن التي طلبت عدم كشف أسمها، ان “الثقة في البداية كانت صعبة، وسجينات حاولن قتل أنفسهن وأطفالهن”، مبينة أن “السجن يضم بين جدرانه 1241 امرأة وطفلا أجنبياً يشتبه في أنهم من أطفال مقاتلي «داعش» من أكثر من 12 دولة”.
وأكدت أن “أعمار 774 طفلا منهم تتراوح بين تسعة أشهر و15 سنة”.
وبينت مديرة السجن ان “الأوضاع في السجن، الواقع داخل مجمع وزارة الداخلية ذي الحراسة المشددة، تحسنت منذ الأيام الأولى. ولم يتم السماح بزيارة الزنزانات التي تقضي فيها النساء وأطفالهن ما يقرب من 20 ساعة يوميا ولم تسمح السلطات بالتصوير”.
وأوضحت، ان “نحو 225 طفلا ولدوا في السجن ببغداد لأن كثيرات من الأمهات وصلن إلى السجن وهن حوامل”.
وقالت البنت الأذربيجانية لمراسلة “رويترز” “جبتي لنا ملابس أو دواء؟ محتاجين دواء كتير». وكانت ترتدي حجابا أزرق اللون. كانت البنت ضمن مجموعة قالت مديرة السجن إنها من الأطفال الذين صدرت على أمهاتهم أحكام بالسجن المؤبد ليقضين فترة لا تقل عن 20 عاما بسبب عضويتهن في تنظيم داعش ودخول العراق بصفة غير قانونية. والبنت أصغر من أن تُقدم للمحاكمة بموجب القانون العراقي وليس من الواضح طول الفترة التي ستقضيها وراء القضبان”.
وتابعت الوكالة، أنه “يسمح للأطفال بالخروج إلى الفناء لمدة ساعتين يوميا وبخلاف ذلك يقضون أيامهم في زنازين مكدسة أو يشاهدون حلقات الرسوم المتحركة على التلفزيون”.
وأشارت إلى أن “نحو 20 مصدرا مطلعا على الظروف في السجن وقضايا النساء أكدوا ان الأطفال ينامون على حشايا رقيقة يعتريهم الملل وينهشهم الجوع بل والمرض في كثير من الأحيان دون رعاية طبية تذكر”، موضحة أن “أكثر من ستة من هذه المصادر إن الأوضاع السيئة أدت إلى وفاة سبعة أطفال على الأقل، فيما أكدت مصادر دبلوماسية ومن الاستخبارات أن عددا من النساء توفين أيضاً”.