ظاهره بيض وباطنه نتن.. قشور مستوردة تفرض على العراقيين

ما أن تكسر قشرتها الرقيقة وينسكب محتواها في المقلاة حتى تفوح رائحة نتنة منها ويبدو صفارها مختلطا بلون الدم، مشهد يثير الاشمئزاز يلخص ظاهرة بيض المائدة الفاسد المستورد الذي يغزو أسواق العراق.

وتثير شكوك حول نوعية وسلامة البيض المهرب باعتباره انه غير خاضع للفحص من قبل الجهات الرقابية المتمثلة بالتقييس والسيطرة النوعية، فانه لا يمكن للمستهلك التمييز بين البيض المنتج محليا والمهرب خصوصاً أن المهربين عمدوا الى عدم ختم البيض لايهام المواطنين بانه بيض محلي مما يهدد هذه الصناعة الوطنية بالوجود والاستمرار”.

الزراعة: 10% من البيض المستورد مختوم

وتؤكد وزارة الزراعة في كتابها الصادر في 5 كانون الاول 2018 والمرسل الى الهيئة العامة للجمارك بان “بيض المائدة يدخل الى العراق بدون اجازة وان بعض المستوردين يقومون بوضع 10% من البيض مؤخرة الشاحنة مختوم والباقي غير مختوم يتم اعادة تعبئته على اساس انه بيض عراقي محلي”.

وطالبت وزارة الزراعة “بضرورة الحد من ادخال البيض المستورد بدون اجازة صادرة من وزارة التجارة“، مؤكدة على ضرورة “انتهاج سياسة استيرادية تتوافق مع كميات البيض المنتج محليا والكميات التي تستورد”.


جمع تواقيع لمناقشة قضية البيض المستورد والفاسد

يقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية فلاح الخفاجي إن “حالة الانفلات والتسيب الحاصلة في المنافذ الحدودية بعموم العراق والتي تسببت بدخول بضائع فاسدة او مسرطنة او حتى اثرت سلبا على المنتوج المحلي ومن بينها اغراق السوق بالبيض المستورد”، مبينا ان “المنافذ الحدودية تسيطر عليها مافيات وحيتان فساد والحكومة غير قادرة على مواجهتها”.

ويضيف الخفاجي، ان “عمليات التهريب ودخول البضائع بدون مراقبة هي امور دمرت الاقتصاد العراقي وهنالك حالة تهرب من دفع التعرفة الكمركية وادخال مواد تختلف عن المواد المسجلة بالمنفيست ناهيك عن المواد المسرطنة والفاسدة التي ملأت الاسواق دون وجود رقابة حقيقية من الجهات المعنية”.

ويؤكد الخفاجي عن عزمه “جمع تواقيع اليوم الاثنين لادراج قضية دخول البيض الفاسد والبيض المستورد بشكل غير قانوني بشكل اغرق السوق واثر على المنتوج المحلي ضمن مناقشات الجلسات المقبلة”.

ويشير الخفاجي الى انه “سيتبنى قضية الدفاع عن حقول الدواجن المحلية وعن المنتوج المحلي برلمانيا لحين ايجاد سبل ملزمة للحكومة بحماية المنتوج المحلي وايقاف دخول البضائع بطرق غير قانونية بشكل يضعف المنتج المحلي”.


البيض المهرب ضربة قوية للمنتج المحلي

ويعتبر الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي ان “طرح البيض المستورد والمهرب الى الاسواق المحلية باسعار بخسة يؤثر على المنتج الوطني ويقلل من فرص تسويقه وهو مايجعل المنتج المحلي خاسرا ويشكل ضربة قوية لصناعة الدواجن في البلاد”.

ويضيف علي ان “المواد الغذائية ذات الشق الحيواني من المواد الاكثر حساسية تجاه صحة الفرد كونها تحتاج ظروف سلامة وخزن عاليين، بالاضافة الى الفحوصات البكتيرية والمايكروبية وفحوصات الجودة وهو ما يفرض رقابة عالية من كل الدول على هذه المنتجات الا ان ضعف التنسيق مع اقليم كردستان وعدم خضوع منافذه للسلطات الاتحادية وتعليق العمل بالسيطرات الوسطية بين المركز والاقليم فتح الياب على مصراعيه لدخول منتجات زراعية غير مفحوصة وقد يكون بعضها غير صالح للاستهلاك”.

وطالب علي من “وزارة الزراعة باصدار اختام خاصة بالمنتج المحلي تقوم جهات خاصة من الوزارة ودوائر البيطرة بختم البيض المحلي واعطاءه اولوية في السوق وفرض قيود على الاستيراد في حال وصول مستويات الانتاج الى الاكتفاء”.

ووجهت الجمعية العراقية لرعاية منتجي الدواجن، في 16 اذار 2019 رسالة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالتدخل لحماية المنتج المحلي اسوة بباقي دول العالم، فيما طالبته بحماية المنتج المحلي.

وكان عدد من الجهات الرقابية ومنظمات المجتمع المدني قد ناشدة خلال الفترة الماضية رئيس مجلس الوزراء بإيجاد حل لوقف تدفق بيض فاسد عن طريق المنافذ الحدودية من كردستان ومن مناشئ تركية وأوكرانية ودول أخرى وذات صلاحيات منتهية ومن حقول تستعمل أعلاف حيوانية وبعضها يعاد تعبئتها في حقول في كردستان وتصدر إلى بغداد والمحافظات الجنوبية وبدون أي فحص مسبق.


شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!