ماهر ضياء محيي الدين
مشاكل بلد الخيرات والثروات تتفاقم يوم بعد يوم ، والقادم لا يبشر بالخير مطلق، وقد تصل إلى مستوى يصعب السيطرة عليه أو نحو الأسوأ بكثير عما نعيشه اليوم .
واحدة من عشرات المشاكل التي ما زالت بدون حلول واقعية هي أزمة السيول التي ضربت بعض مناطق البلد مؤخرا ، وما تسببت من غرق المنازل ، وتجريف الأراضي وإتلاف المحاصيل الزراعية ، والمخاوف تزداد بعد وصول مستوى الماء إلى مستويات تهدد بغرق بعض المناطق في محافظات عدة ، وكالعادة حلول ترقعية من حكومتنا لا تتناسب مع حجم المشكلة .
البعض يرمي سيل من الاتهامات على الدول الجوار، ويحملها تبعات الأزمة ، لأنها هي في فترة من الفترات السابقة قطعت عنا المياه بحجج شتى ، وجعلت البلد وأهله يدخل في دوامة من الخوف والقلق، والعيش تحت التهديد مع انخفاض مستوى المياه في السدود والأنهار والخزانات ، لتكون النتائج يتحملها المواطن البسيط ، والأراضي الزراعية تدمر أكثر مما هي عليه ، وهي أصلا متروكة ومهجور لأسباب يعرفه الجميع .
في أزمتنا الحالية حدث العكس ونغرق بسيول من المياه القادمة من الدول التي قطعت علينا المياه في الفترات الماضية بحجة كثرة الإمطار وعدم القدرة في السيطرة عليها ، ومع المفروض إن نفرح ونستبشر خيرا ، لكننا نخشى من الغرق ، واتساع دائرة الخطر بعد استمرار موجة السيول، وامتلاء السدود ، والحكومة كعادتها تحاول معالجة الأمر بشكل إعلامي وسياسيا أولا ، ثم تبدأ قصة رمي الآخرين بتهمة الفشل وسوء إدارة الملف من الجميع .
وعلى فرض انتهت الموجة ، وأصبحت مستويات المياه جيد جدا السؤال الذي يطرح هل سنستفيد من هذه المياه في الزراعة أو الري أو توليد الطاقة الكهربائية ؟ الجواب في جملة واحد لا وألف لا لن نستفيد منها على فرض الزيادة أو النقص في حجم المياه المخزون أو شهدنها المئات من السيول .
خلاصة الحديث المشكلة ليست في الغير أو في حجم المخزون من المياه أو السيول ، بل في سوء الإدارة لدولة ومؤسساتها من قمة الهرم إلى أسفله لانعدام الخبرة والكفاءة والقدرة على تحمل مسؤولية ، لتكون صورة البلد بهذا الحال المزري للغاية .