صوتها:مقالات
حيدر حسين سويري
بات الشريف في القطاع العام مدعاة للسخرية، والفاسد مدعاة للفخر والريادة! إنهُ الزمن الذي أخبرنا عنهُ أجدادنا: ليس فيهِ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر.
آليت على نفسي إلا أن أفضح الفاسدين وأكشف حيلهم ووسائلهم في كسبهم الحرام، فقد ثبت أن أكثر الناس تثبتاً وتطرفاً وتمسكاً بشئٍ ظاهراً هو أبعدهم عنه، فمن يتكلم عن العلم هو ابعدهم عنه، وكذلك الدين والشرف والوطنية، لكن ما دمنا واقعيين فاننا مطالبون بإظهار الدليل، ولكن هل يوجد دليل على فساد المسؤول من وجود حلول لحل وحللة المشاكل والتحديات فيتركها ويذهب لما يزيد تعقيدها؟! هل يوجد دليل على فسادهِ أكبر من هذا؟!
عندما تذهب إلى مسؤول معين، وتفضح أحد موظفيه وتثبت فشله وفساده، ويستمر المسؤول بإستخدام نفس الموظف في نفس المكان أو ترقيته، فماذا يعني ذلك؟
عندما يأتي كتاب من جهة عُليا إلى مسؤول دائرة، فيخفيه إلا عن مقربيه(اللوكَيه)، فيستفيد منهُ هو وحاشيتهُ، ولا يعلم باقي الموظفين بصدور هذا الكتاب ولا وروده إلى دائرتهم، وبعد علمهم عن طريق الشبكة العنكبوتية(الأنترنت) أو من دائرة أخرى عن طريق الصدفة، لا يستطعون محاسبة مسؤولهم، بل يرد عليهم وبكل وقاحة: أن الكتاب لا يشملهم! وعند إستفسارهم وقولهم: لماذا؟ يرد وبصورة أوقح من سابقتها:(شنو تعلمونا شغلنا؟ إلي ما عاجبه يبطل او ينتقل إلى مكان آخر) وكأن دائرة الدولة أصبحت ملكه! نعم لقد صرح أكثر من مدير دائرة بأنهُ أشترى تلك الدائرة، ويدفع مبلغاً شهرياً للبائع! ولا تعجب في عراق العجائب.
يقولون كا ن الإقطاع سائداً أبان الحكم الملكي، وأعتقد هو نفسهُ الخصخصة في زماننا ولكن لبس قناعاً آخر، وبما أن الإقطاع الأول قضى عليهِ الإنقلاب العسكري فهل ننتظر إنقلاباً عسكرياً آخر للقضاء على الإقطاع الجديد؟ ولكن ماذا جنينا من الأنقلابات العسكرية غير الدمار والخراب وعسكرة الدولة وتدمير إقتصادها وكافة مجالات الحياة فيها؟ إذن ما الحل؟ وما نفعل؟
الحل يكمن: في إبعاد الجهلة والأميين الذين ثبت فشلهم، وتمكين الناجحين والنزيهين الذي ثبت نجاحهم وبانت نزاهتهم.
بقي شئ…
تشهد اليوم منطقة المعامل(أطراف شرق بغداد) تطوراً خدمياً رائعاً وسريعاً، بعد أن أستلم(عبطان) ملف الخدمات، فهذا الرجل بعد أن نجح في ادارة وزارة الشباب والرياضة، ينجح اليوم في ادارة ملف الخدمات، نقول: دعوه يعمل وخذوا ما شئتم.