صوتها:تحقيقات وتقارير
يبدو أن مسلسل عمليات التهريب لم يقتصر على النفط أو الآثار في العراق، بل امتد ليشمل أيضاً تهريباً لسعات الانترنت عبر الكابل الضوئي بمشروع “سيمفوني” في العراق.
مافيات متخصصة تنتشر في بعض المحافظات العراقية لسرقة سعات الانترنت والنتيجة خسائر بملايين الدولارات وضعف في الانترنت بشكل عام.
والكابل الضوئي مشروع تابع لوزارة الاتصالات العراقية يتم من خلاله نقل سعات الانترنت بين المحافظات.
وزير: خسائر بملايين الدولارات
ملايين الدولارات خسائر العراق نتيجة سرقات لسعات الانترنيت، هذا ما يؤكده وزير الاتصالات نعيم الربيعي بقوله في حديث لـ السومرية نيوز إنه “في الشهر الواحد نخسر بحدود ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار شهرياً بسبب التهريب”.
ويضيف الربيعي، أن “التهريب يتم في مناطق الموصل وكركوك وأجزاء من أطراف بغداد”، مبيناً أن “أكثر عمليات التهريب تكون المناطق القريبة من الإقليم عبر نصب أبراج”.
ويوضح وزير الاتصالات، أن “هناك نوعين من التهريب أحدهما عبر قطع الكيبل عبر بوابة النفاذ ويتم أخذ شعيرة من الكيبل ليتم بيعها”، لافتاً إلى “وجود مناطق لا توجد فيها رقابة”.
ويؤكد أن “عمليات التهريب تعتبر تخريبا، وبالتالي فإن أية شركة لها يد سوف يتم محاسبتها باعتبار أن عملها يوازي عمل داعش وسوف يتم إدخالها في القائمة السوداء ويتم تغريمها وطردها”.
السرقة: تهديد لأمن المعلومات
ويقول عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية النائب برهان المعموري في حديث لـ السومرية نيوز، إن “العراق ما زال أمام تحديات كبيرة والخطر لم ينته فما زالت الحواضن الارهابية واعداء البلد يتصيدون الفرص للنيل من استقرار العراق”، مبيناً أن “حرب المعلومات أصبحت اليوم من الأسلحة الخطيرة التي تعتمد عليها دول ومنظمات عالمية”.
ويضيف المعموري، أن “تكرار عمليات سرقة سعات الانترنت هي قضية ليست سهلة وهي بحاجة إلى جهود جبارة للسيطرة عليها وتعاون بين مختلف الجهات لإيجاد آليات مناسبة لاحتوائها، خاصة أن السيطرة على المنافذ الحدودية حتى اللحظة ليست مكتملة، كما أن أنابيب النفط رغم حجمها الكبير فما زالت فيها عمليات سرقة وتهريب فكيف هو الحال في كيبلات نقل انترنت تقاس بالمليمترات ومن يتعامل بها هي جهات ذات خبرة بالقرصنة المعلوماتية”.
ويشير المعموري، إلى أن “هناك ضرورة لاستنفار كافة الجهود لحماية أمن المعلومات الداخلي من السرقة والعمل على تحصين بوابات الانترنت”، داعياً إلى “تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين هيئة الاتصالات وجهازي المخابرات والأمن الوطني لإيجاد الحلول وتوفير التخصيصات اللازمة لإيقاف عمليات سرقة سعات الانترنت والاستعانة بالخبرات العالمية بهذا المجال من أجل شبكة المعلومات الداخلية”.
اقتصادي: الشركات المتهم الرئيسي
ويقول الاقتصادي خيري منعم في حديث لـ السومرية نيوز، إن “عمليات التهريب يقوم بها متخصصون وبالتالي فان هناك شركات تعتبر المتهم الرئيسي في ذلك”، مطالبا وزارة الاتصالات بـ”ضرورة التعاقد مع شركات رصينة باعتبار أن هذه الشركات تنأى عن القيام بمثل هكذا أعمال نظراً لخوفها على سمعتها”.
ويتابع منعم، أن “كل دول العالم تكون الدولة هي المسيطرة على بوابة النفاذ الدولية الا في العراق”، لافتاً إلى أن “عدم السيطرة على هذه البوابة تعني تعرض أمن الدولة للخطر فضلا عن خسارة العراق بالملايين الدولارات يمكن أن يجنيها من وراء ذلك، إضافة إلى أن عدم السيطرة على هذه البوابة تؤدي أيضاً إلى سهولة سرقة السعات”.
مواطنون يشكون بطء الانترنت
وأبدى عدد من المواطنين تذمرهم إزاء “بطء” الانترنيت، مشيرين إلى أن “الوزارة وقفت عاجزة عن إيجاد حل لهذه المعضلة”.
وتقول نور صبحي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “خدمة الانترنت في العراق ضعيفة جداً مقارنة بدول الجوار”، مضيفةً أن “هذا الضعف يأتي من سرقات منظمة لشبكة الانترنت وتهريبها”.
وتلفت صبحي إلى أن “ما يتم دفعه لأصحاب شبكات الانترنت تعتبر كبيرة مقارنة ما تقدمه هذه الشركات من خدمة”، معتبرة أن “قطع الخدمة بين فترة وأخرى خلال اليوم من الأمور المألوفة لدى المواطن”.
وكانت وزارة الاتصالات أعلنت، في وقت سابق، أنها ستعلن أمام الإعلام والرأي العام أسماء الجهات والشركات المتورطة بتهريب السعات حين إكمال الإجراءات التحقيقة وثبوت المتورطين بذلك، وستتخذ حينها كافة الإجراءات القانونية والإدارية.
كما أعلنت، في 24 كانون الاول 2018، الاطاحة باكبر عمليات التهريب لسعات الانترنت في محافظة كركوك، مبينة ان العملية تعادل ضبط خمسة مليون دولار شهرياً حسب التقديرات.
فيما تم الكشف ايضا على عملية تهريب كبرى لسعات الانترنت في ديالى عبر منفذ المنذرية.