حسن عبد الحميد
إذا كان المال لا يجلب لك السعادة، فإنه – من وجهة نظر البعض- قد يجعلك تعيش تعاستك برفاهيّة، أُجدني مقتنع- جداً- بما ورد بعد أن أكل الدهر وشرب مقولة ؛ ” المفلس في القافلة أمين” بعد أن تقتنع بذلك المثل الأمريكي “الصنع ” والذي يدعي بأن المال ليس الشيء الأهم في الحياة، لكنه السبيل الوحيد فيها !!.
لقد تسّمرّتُ إعجاباً بنص رسالة تركها ” ستيف جونز” مؤسس وصاحب شركة آبل(Apple) للبرامجيات وهو يواجه شبح السرطان ببسالة، تاركاً ثروةً طائلةً تجاوزت قيمتها السبعمائة مليار دولار- عدّاً و نقداً – إذ تُعد شركته الأغلى في عالم اليوم منذ زمن ولادة أبونا” آدم”، حتى كتابة السيّد ” أبل ” لشذرات أقواله، – قبل و فاته- التي يقول فيها : ” لقد وصلت إلى قمة النجاح في الأعمال التجارية … في عيون الأخرين ، حتى كانت حياتي رمزا للنجاح ، ومع ذلك كان لدي القليل من الوقت للفرح، وأخيراً في النهاية ثروتي هي مجرد حقيقة أنا معتاد عليها، في هذا الوقت وأنا مُمدّد على سريري في المستشفى أتذكر حياتي الطويلة ، أدرك أن جميع الجوائز و الثروات التي كنتُ فخوراً جدا بها أصبحت ضئيلة وغير ذات معنى مع ا قتراب الموت الوشيك، الآن فقط أفهم بعد أن أمضيت حياةً مُحاولاً جمع ما يكفي من المال لبقية حياتي، أن لدينا ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف لا تتعلق بالثروة –فقط- ، يجب أن تكون أهدافنا أكثر أهمية، على سبيل المثال، قصص الحب،و الفن، و أحلام الطفولة، عدم التوقف عن ملاحقة ثروة يمكن أن يجعل منك مجرد شخص منهك، أو كائن آلي، نحن كائنات يمكن أن تشعر بالحب، الحب كامن في قلب كل واحد منا، ومصيرنا يجب أن لا يكون فقط الجري وراء الأوهام التي تبنيها الشهرة أو المال الذي أفنيت من أجلهما حياتي، ولا يمكنني أن أخذهما معي الآن، لا يمكنني أن أخذ معي إلا الذكريات التي تعزَّزّت بالحب، هذه هي الثروة الحقيقية التي سوف تتبعك، وسوف ترافقك، وستعطيك القوة والضوء للمضي قدماً و إلى الأمام، أسعى بالوصول للأهداف التي تريد تحققها، كل شيء كامن في قلبك ويديك”
لم يُنهي السيّد Apple أقواله بعد ، بل أكمل رسالته سائلاً نفسه ” ما هو أغلى سرير في العالم؟ ثم يجيب ؛” إنه سرير المستشفى !! ” وليختم جملة نصائحه قائلاً ؛” اجمع كنزك من حبّ عائلتك، من حب زوجتك أو زوجك، ومن حب أصدقاءك. إعتنِ بنفسك جيداً ، وكُن كريماً و حليماً مع الآخرين، فلا تدري كم من الوقت بقي لك ” .
بقدر ما أسعدتني هذه السطور الحانية ،أبكتني – ايضا- بخشوع ، و أنا ارددّ عبارة شكسبير ” النصيحة هي أردأ أنواع الفضيلة “.