صوتها/ مقالات
د . خالد القره غولي
الرياضة في عالمنا اليوم لم تعد ينظر اليها من باب الترف والفراغ بل من قنوات الوطنية الصادقة والرفعة والتعلق بالثوابت والانتماء للبلد والي الارض والشعب , هذا ما شاهدة المشاهدونمن خلال المتابعة للبطولات الرياضية العالمية،
وبلادنا التي انهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة الى من يداوي جراحها، ويجمع بين ابنائها ويعزز من ادوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين، وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة , ونحن في هذه الظروف كنا نقف امام ضرورة ملحة في كيفية المشاركة في المنافسات الرياضية ، وان نكون فاعلين فيها , وهذا ما كان يتطلع اليه الرياضيون العراقيون وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي ان تتحشد كل الجهودلتحقيقه , تمت المشاركة في عدد كبير من البطولات الرياضية في كافة الالعاب لكن تلك المشاركات كانت رمزية ، وكان اخرها درس الاولمبياد الآخير الذي اعطى الصورة الواضحة امام حكومتنا العراقية وامام السيد وزير الشباب والرياضة الجديد في ان تعيد النظر في بناء الحركة الرياضيةالعراقية الجديدة بعد هذا الاولمبياد والوقوف بحزم امام معضلة الرياضة العراقية , والصورة توضحت بالكامل وفشلت الفرق العراقية والعربية في الاولمبياد معا. نعم، نحن ذهبنا الي الاولمبياد للمشاركة ،
ولكن للمشاركة ليس الا ! نحن اليوم بأمس الحاجة الي كل قلب وعقل وإرادةلنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا بعد النجاح الرائع الذي حققته البرازيل في استضافة دورة الألعاب الاولمبية والتي حظيت بها مدينة الريو للمرة الاولي في تاريخها ، تبرز أمام الواجهة جهودا مخلصة بذلت لإنجاح هذا الحدث الذي يعد أكبر تظاهرةرياضية عالمية تنظمها دولة في امريكا الجنوبية , ووسط متابعتي لمجريات هذه الدورة التي ابهرت العالم كله والتي تعد اضخم بطولة شهدها العالم ، كان يطاردني سؤال بشكل دائم : ما الفائدة التي ستعود بها الدول المضيفة من استضافة مثل هكذا بطولات , وبين هذا وذاك أعود الينفسي وأسأل ، لم تذكرت عندما شارك وفدنا العراقي في دورة الألعاب الاولمبية في عام 1980 في موسكو وشارك في هذه البطولة اضخم وفد رياضي مثّل بلدنا العزيز في مثل هكذا بطولات حتي تم فسح المجال لعدد من العراقيين الذهاب مع الوفد العراقي المشارك بصفة مشجعين وبدعم منالحكومة العراقية السابقة ,
السؤال التالي : ما قصة غدر الزمان والأيام الخوالي وحكاية شمسنا الرياضية التي غابت في وضح النهار في هذه الظروف؟
بالطبع استطيع أن أسهل المهمة في تفسير العديد من الأسباب التي قد تكون كافية للإجابة ، وما أكثرها في وسطنا الرياضي. أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوى الذي وصلتإلية الصين في جميع المجالات غير الرياضة ، أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد او القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الاسهام الفاعل فيه.. الخ !
وفي تقديري ان المعيار الحقيقي في استضافة بطولة اولمبياد بهذا الحجملا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف أولاً ، ان الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية، ولكنها تضاعف من فرص تحقيق إضافة جديدة إلى مركز متقدم. ثانياً ، ان تحقيق الافادة منها وليس شرطا ان تكون على شكل أموال سائلة ، على الرغم من ان الفوائدتدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائية , ولكن الافادة الأهم تأتي على شكل تطوير البني التحتية وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب رائعة , ولا أخفي أخيراً أن هذه البطولة التي اقيمت في دولة آسيوية تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتاريخيا , ولكن مشاركة وفدنا في هذه البطولة جاءت متأخرة ومع شديد الاسف بسبب محاولات عدد من المسؤولين لعرقلة مسيرة الرياضة العراقية وابعاد عدد من العناصر الجيدة من المضمار الرياضي تتبع المنافع الشخصية ..
لقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً تاما المشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات تغذيها وتمولها الجيوب الفارغة من أجل الراحة والاستجمام ، وان جماهيرنا الرياضية في العراق والوطن العربي تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها للأولمبياد ما سبب خروج الفرق الرياضية من المسابقات من الادوارالاولية، بينما يبقي رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم هدايا ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين !
دعوتنا نحن ( الرياضيين – الإعلاميين ) الي وضع النقاط على الحروف وإقامة مؤسسة رياضية تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبناء منشآت رياضية وتأسيس معاهدرياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا الى العمل في هذا المجال الرياضي ..
لست متشائما ، وادعو الجميع الي العمل الجاد في العراق اليوم ، عسى ان نعثر على رياضي عراقي بقدرة الرياضي الاميركي السباح مايكل فليبس الذي حصد لبلده ثمانيةاوسمة ذهبية في الوقت الذي لم تحققه اكثر من 141 دولة شاركت في هذا الاولمبياد والدعوة الخالصة الى ايقاف معاول الهدم الرياضية العراقية .. واحب هنا ان اهمس في اذن المسؤول الاول عن الرياضة العراقية السيد وزير الشباب والرياضة العراقي الجديد ان يترك اللجنة الاولمبيةلأهلها ! وانت تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية لهذه الخطوة التي عصفت بالرياضة العراقية !