المرأة قادرة لا ضحية

صوتها/طباشير

د.نبراس المعموري  


سلام لأمي التي علمتني بقسوتها.. كيف أمشي على الشوك.. أو أتمدد فوق المسامير.. قادرة لا ضحية
“لميعة عباس عمارة ”
علمتنا امنا الكثير.. كرهنا الانصياع لامور كررتها علينا ظننا منا ان معرفتنا بالحياة بلغت غايتها، تبينا بعد سنين مواطن الحكمة فيما علمتنا اياه الامهات.
صورة شعرية جسدتها كلمات لميعة فاعادتنا لذاكرة الطفولة بعنادنا وزعلنا وغضبنا واضرابنا عن الطعام فالقسوة واحدة عند الامهات.. قسوة الافراط بالحب والخوف على صغيرها من المجهول فكانت ساعة التنبيه والوقوف عند الصواب والخطأ، يقال البنت كأمها كيفما كانت.. كانت هي واظنهم توهموا في ذلك فالبنت وليدة امها فقط بل ابيها وبيئتها فكيفما كانوا كانت! ولعلنا بذلك ندرك كيف ان لكل منهما كيان وفكر واحساس مختلف رغم انهما التحفا الدار ذاته، كبرنا لنتذكر نصائحهما التزامهما انزعاجهما اختلافهما حتى في توجيهنا .

القسوة تعلم الكثير وشوك امي ومساميرها كانت درسا مهما في حياتي فتعلمت ان الاشياء لا تأتي بسهولة وان المرأة كائن مظلوم في مجتمع ظالم لايعرف غير لغة الذكور، تعلمت ان اقول لا حتى لأمي! وتعلمت ان ابكي بصمت وامسح دموعي كما كانت امي لكن الفرق بيني وبينها انها اعتادت على مسح دموعها دون ان ترفض تكرارها بالطريقة ذاتها اما انا فرفضت! بيوتاتنا المعطرة بمسك امهاتنا شهدت الكثير تعلمن من القسوة الكثير لتكون كما قالت لميعة جعلتها قادرة لاضحية وسؤالي لما نرتضي ان نكون ضحية؟ كان بامكاننا ان نكون غير ذلك ان اتحدنا وقررنا ذلك ان اتفقنا ونحن ننمو ان نغير واقعنا فنرفض الظلم والانصياع لما نكره، ذكريات زاخرة بالقصص الحزينة.

قصة ام وطفلة كبرا معا وشابا معا فالظلم لايعرف صغير وكبير، الظلم واحد لانه اصر على نهش حياتهما بقسوة الاعراف والتقاليد والممنوعات التي ان ادرجناها نجدها فاقت استفهامات رجل يسخر ويستفز ليقول ما أنت ؟ الا جمع لا ؟
بعض الامهات الخاضعات علمن لغة التحدي لبناتهن بالصدفة فرفضن واقع امهاتهن وكسرن المحظور، وعلا صوتهن ضد قسوة عيش قارورة الحنان؛ فتعلمن الاعتراض رغم براءة طفولتهن، هذا حال كثيرات ممن امتلكن اراد ة التغيير التي ارشفتها جدران المنزل القديم بسؤال كيف كان البكاء وكيف امسى بعد صمت واستدراك ؟ درسا مهما للواتي عرفنا ان الشوك والمسامير عناوين يمكننا تجاوزها ان عرفنا ان نكون قادرات لاضحية .

محبتي رغم كل شيء الى من حاكت ليالي الشتاء بسنارات بلوز ارتديه في الصباح .

 

شاهد أيضاً

غيبوبة المدى !

د. نبراس المعموري قد يبدو مصطلح (غيبوبة المدى ) ذو طابع أدبي أو فلسفي، لكنّني …

error: Content is protected !!