رحلة الى بغداد بعين محمد الدراجي ترفع اسم العراق الى العالمية

صوتها/مشاهير

بعد إعلان وزارة الثقافة العراقية تمثيل فيلم “الرحلة” في جوائز الأوسكار لعام 2019 عن فئة أفضل فيلم أجنبي، استقبلت الصالات اللبنانية العرض الاول للفيلم العراقي للمخرج محمد الدراجي، مساء 3 تشرين الأول، في صالات سينما ميتروبوليس في بيروت.

وقد حضر السفير العراقي في بيروت علي بندر العامري وشخصيات دبلوماسية وأهل الصحافة والاعلام بحضور الممثلة العراقية زهراء غندور والمخرج محمد الدراجي.

تم تصوير الفيلم بتقنية عالية الجودة وبإخراج يضاهي الاخراج العالمي. وبمجرّد 82 دقيقة تمكن هذا الفيلم من التأثير بمشاعر المشاهدين وايصال العراق الى العالمية.

وتجدر الاشارة الى ان أحداث الفيلم تدور في بغداد عام 2006، حيث تستعد “سارة” للقيام بفعل ارهابي مرعب إنسانياَ، في ظل الاوضاع الامنية السيئة إلا أن مواجهة غير متوقعة وغريبة تمنحها فرصة لتشهد عواقب فعلها التدميري.

وراء صمت “سارة” ويأسها حزام ناسف لا ينقصه سوى الضبط على مقبض التفجير، بعد أن أقنعها “الارهابيون” بأهمية تطهير الأمة الاسلامية من الكفار والسيئين. ولكنها سرعان ما تلتمس عواقب فعلها التدميري في وجوه الأطفال والناس العاديين البريئين.

هذا الفيلم العراقي يحاكي لغة سينمائية جديدة، ورسالة واضحة ضدّ الارهابيين والكفار ويحذّر من التفجيرات الانتحارية التي تحصد ضحايا أبرياء وينتج عنها أمة مشردة وقاسية ومجرمة.

ومن هذا المنطلق، فقد عبر السفير العراقي في بيروت عن فرحته تجاه الجوائز التي نالها هذا الفيلم والأصداء التي لاقاها والتي دفعت به الى العالمية، من وراء الرسالة الواضحة والمهمة التي يقدمها. معتبرا أن المخرج محمد الدراجي والممثلة زهراء غندور تمكنوا من رفع اسم العراق عالميا وهذا فخر لنا جميعنا كعراقيين.

أما زهراء غندور، الاعلامية العراقية التي تخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى، فقد قدمت الشخصية بواقعية وصدق وابداع وأقنعت المشاهد بهذا الدور السينمائي الاول لها. عاشت شخصية سارة بكآبة ويأس فكيف تمكنت من ذلك؟

وفي هذا السياق تقول زهراء بأنها قرأت قصص الارهابيين لتفهم الدور جيدا وقد تمكنت من الاطلاع على طريقة تفكيرهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث وجدت شهادات حية واعترافات وأخبار تشرح اوضاعهم بالتفصيل الدقيق. ومن هنا ابتكرت شخصية سارة الخاصة والقاسية.

وتضيف زهراء: ” للاسف، تعلمت الكثير عن الحياة التي يعيشها الانتحاريون والارهابيون. وقد وصلت لفترة يأس وإحباط، ومن هنا استطعت أن ابتكر شخصية سارة بخلفية حزينة. فسارة تشبه كل فتاة عراقية تعيش في الحرب، فقد أحبت وشكّكت بنفسها وأعجبت بسلام الرجل الذي يعاني من الضغوط الامنية والاجتماعية نفسها، وخاضت رحلة البحث عن الاشياء السيئة التي أوصلتها لهذه الحالة النفسية.” فبالنسبة لزهراء، نحن جميعنا نفتش في حياتنا عن أسئلة وأمور غامضة وربما من دون ايجاد أجوبة مقنعة.

لكنّ الأمر المثير في هذا الفيلم والذي جعله واقعيّ هو أن زهراء دخلت بعمق الشخصية الموكلة اليها. فكانت ترتدي حزاما ناسفاً أجزاء منه حقيقية، وهذا ما أثر على أدائها وشخصيتها. وقالت بأنها كانت تشعر بثقله الجسدي والنفسي. وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم شعرت بنقص حين خلعته لأنه أصبح جزء منها، على حدّ تعبيرها. مضيفة: استغرقني وقت طويل للخروج من الحالة المأساوية التي عشتها. فهذا الحزام الذي كنت أرتديه حقيقيّ ويستخدم في وزارة الداخلية عند تفكيك أحزمة الارهابيين.”

أما بالنسبة للمخرج العراقي محمد الدراجي، فقد أشار الى أن كل الشخصيات الموجودة في الفيلم كانت تخوض التجربة التمثيلية للمرة الاولى باستثناء الممثل أمير جبارة، الشاب الذي يدخل حياة سارة. وقد عمل المخرج على اظهار حضور رائع للاطفال في الفيلم، رغم أنها تجربتهم السينمائية الاولى لكنهم ارتدوا الدور بكل حرفية وكأن خبرتهم في مجال التمثيل عمرها سنوات من الاختبار.

ومن هنا، أكد الدراجي أن “بداخل كل انسان فنان، وأنا قررت أن أخرجه لنقدم مادّة جديدة للمشاهدين. لذا تعاونت مع الاطفال وخضنا تجربة التمثيل وكأننا نلعب ونلهو وهذا ما أوصلنا لنتيجة النجاح.”

أما بما يخصّ تمرين زهراء على هذا الدور السينمائي “القاسي”، فقد أوضح الدراجي أنها خاضت فترة تمرينية صعبة ودقيقة، اذ تم تمرينها لفترة سنتين متتاليتين مكّنتها من لبس الشخصية بحرفية تامة. وأثناء تصوير الفيلم، كان يتم عزلها في غرفة لمدة 8 ساعات في اليوم من دون مقابلة الناس حتى أقرب المقربين اليها. وكانت مجبرة على حمل أثقال لاظهار تعبها النفسي والجسدي، فكانوا يجبرونها على حمل الحجارة الثقيلة وتناول أطعمة معينة لعيش الدور وتقديمه بطريقة مميزة ومبدعة ومؤثرة.

أما بالنسبة للمخرج محمد الدراجي، فقد كان له تجربة شخصية وجديدة. ويقول بأنه قبل عام 2012 كان قاسي جدا على شخصية سارة ودورها التمثيلي، ولكنه كان دائما يفتش عن شخصية حقيقية ليتعلم ويقتبس منها.

ويضيف: ” أثناء تفتيشي عن شخصية واقعية تشبه سارة، التقيت بـ 3 فتيات عراقيات في السجن. تأثرت بهن كثيرا وتأثرت تحديدا بفتاة معدنها طيب، واكتشفت بأنها انسانة وليست ارهابية. ولذلك قررت أن اطبق هذه الشخصية على زهراء. وهكذا تلاحظون بشخصية سارة، فثمة جانب انساني في داخلها.”

وهنا يطرح السؤال: أممكن أن نرجع الانسانية الى الارهابيين والمكفرين؟! …

يذكر أنّ هذا الفيلم نال جوائز عديدة قبل ترشيحه الى الاوسكار. فقد نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان شرم الشيخ السينمائي، وجائزتا لجنة التحكيم وأفضل ممثلة للفنانة زهراء غندور من مهرجان مسقط السينمائي الدولي، بالاضافة الى تنويه خاص من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، والجائزة الكبري من مهرجان السينما العربية بباريس، وجائزة أفضل ممثلة لزهراء من مهرجان السينما العربية بباريس.

ويشار الى ان فيلم الرحلة من إخراج محمد الدراجي، ومن تأليف إيزابيل ستيد ومحمد الدراجي، ومن بطولة زهراء غندور وأمير جبارة وهدى علي وحيدر علي. وهو من إنتاج HUMAN FILM والمركز العراقي للفيلم المستقل (IIFC)، بالتعاون مع LIONCEAU FILMS وعراق الرافدين وشبكة الإعلام العراقي.

شاهد أيضاً

سطرت مسيرة فنية “عريقة”.. محبو فيروز يحتفلون بعيدها الـ90

ككل عام، يحتفل محبو أيقونة الفن اللبناني ورمز وحدة اللبنانيين فيرون بذكرى ميلادها في تاريخ …

error: Content is protected !!