صوتها/شعر
..في بلادي..
قد تمادى الحزن فينا
دخل القهر قلوباً حائرات
ودموعاً نازلات
وشموعاً ذابلات
فجرعناه سموماً وجروحاً وخدوشاً من دوات
وارتضيناه كطفلٍ بيدينا كنساءٍ خائفات
في بلادي
قد قتلنا وذبحنا وسرقنا وبكينا في سكات
ونثرنا بانفجارٍ كشظايا حائرات
ثم مرُّوا شامتينا
يسمعونا التعزيات
ويقولوا كم حزنَّا لعراقٍ فيهِ كل الذكرات
ما لكم يا قومنا
ما بكم يا شعبنا
هل رضيتم ذلنا
في قلوبٍ ماتَ حلمٌ بصغارٍ يبتغي وصلَ النجوم
ويحيكوا الشمسَ دوماً بالغيوم
فيصيرُ المجدُ فينا ليسَ إلا كلمات
في بلادي أيُّ عارٍ قد خفينا
قد رضينا بالغزاة
********
في بلادي حزنُ طفلٍ عمره عشر سنين
وأبوه في جنانِ الخلد بين الخالدين
في بلادي صوتُ أمٍ لم يذق إلا الأنين
في بلادي ألفُ آهٍ في قلوبِ النازحين
في بلادي أيُّ حبٍّ قد ينادوا..
ماتَ حبي في بلادي منذ ماتَ الأكرمين
في طفوفِ القلبِ أرجوا
جمع أشلاءِ الحسين
وأحني شعرَ رأسي وفؤادي وترابي
بدماءِ الطيبين
هؤلاء المرتمين
ويعوم الحزنُ فينا بينَ شيخٍ وجنين
ويدومُ النعي حتى ينتهي عمرُ السنين
يا بلادي
يا بلادي..
نحنُ حقاً آسفين
********
في بلادي حاكمٌ خان الوفاء
حاكمٌ يرضي طغاةً نشروا شرَّاً وقتلاً
في بلاد الأنبياء
وأباحوا سبيَ آلاف النساء
ثمَّ يرموا في فراتِ الخير جسمٌ ودماء
ودموعٌ من رجاء
وكأن اليوم عادت كربلاء
وأبا جهلٍ ينادي نحنُ قومٌ مصلحين
قد قتلنا ابن خيرِ المرسلين
بأراضي السفهاء
وأراضي الأنبياء
بأراضٍ قد تحنَّت بدماءِ الشهداء
حيثُ صاروا كالسراب
شهداءٌ من شيوخٍ ونساءٍ وصغارٍ وشباب
نحنُ قومٌ قد وضعنَا حلمَنَا بينَ التراب
وشبعنا في طعامٍ من أيادي البسطاء
وحلمنا بنخيلٍ أو رغيفٍ أو بماء
في بلادِ العظماء
نحنُ نغدوا في شقاءٍ وعناء
يا بلادَ الأكرمين
نحنُ حقاً آسفين
*********
في بلادي قومُ شرٍ قد أباحوا الطائفية
لم يروا فينا عدواً غيرُ طفلٍ وصبية
وأباحوا في بيوتِ الدينِ قتلَ الأخوية
أنهكتنا صرخاتُ العنصرية
فكأنَّ الشرَّ فينا أعظمية!!
أو كأنَّ الشرَّ فينا كاظمية!!
نحنُ أبناءُ البلادِ السومرية
نحنُ أبناءُ البلادِ العربية
نحنُ أعرابٌ وكردٌ ومسيحٌ وأزيدٌ..
نحنُ أبناءُ العراق
لن تعودَ الجاهلية
يا بلادي العربية…
حسين خالد