صوتها/ ثقافة
السينما، هي فن الوجود الذي يخترق الفضاءات بأعمال خالدة، أثبتت مكانتها في قلوب الجماهير العريضة، فكانت تتويجا على مرّ العصور.
وتعدّ اليوم مرجعا هاما لمحبي الفنّ السابع، فأحيت فيهم ذلك الماضي وقادتهم لتجارب لم يعيشوها، بالسفر عبر الزمن وفق مبدأ النسبية.
وكان فضاء “متحف سوسة” بالساحل التونسي، البوصلة التي حددت الاتجاهات الإبداعية، بل وعملت على تثبيت مؤشراتها الكلاسيكية المتوّجة والمرقمنة.
إذ يحتضن الدورة الرابعة لتظاهرة “سينما المتحف” (13 سبتمبر/أيلول إلى 16 من نفس الشهر، ببادرة من جمعية افريقيا والمتوسط للثقافة وبالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة ووكالة إحياء التراث والتنمية الوثائقية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية والمعهد الإيطالي بتونس.
وجمعت الفعالية أبرز الأفلام العالمية، على غرار فيلم “يول ” للمخرج التركي يلماز فوناي الحاصل على السعفة الذهبية.
صدر فيلم “يول” أو طريق عام 1982 باللغتين التركية والكردية، حيث يتناول قصة خمسة سجناء أكراد سمح لهم، بعد قضاء ثلث مدة العقوبة، بزيارة أقاربهم الذين عرفت حياتهم تقلبات إثر اعتقالهم.
وتشارك أفلام أخرى في التظاهرة حازت، من بينها فيلم “سارق الدراجة” للمخرج الايطالي فيتوريو دي سيكا، الحاصل على جائزة أوسكار الفخرية بعد عامين من بثه.
يندرج الفيلم الصادر عام 1948 في إطار ما يعرف بـ”الواقعية الجديدة”، وهو مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الإيطالي لويجي بارتوليني.
تتمحور أحداث العمل حول رجل فقير يبحث في شوارع روما عن سارق دراجته، التي يحتاجها في عمله اليومي. وصنّف الفيلم كواحد من أفضل الأعمال في تاريخ السينما العالمية.
كما ستعرض الفعالية، أربعة أفلام طويلة بعد أن تم ترميمها ورقمنتها وذلك للمرة الأولى على المستوى الوطنى، وهذه الأفلام كانت شاركت في قسم “كلاسيكيات” ضمن مهرجان كان السينمائي الدولي لسنتي 2017 و2018، وفق ما ذكرته وكالة تونس للأنباء.
ويشارك الفيلم السينغالي Hyènes للمخرج جبريل ديو مامبتي في قائمة العروض. وهو من إنتاج سينغالي فرنسي سويسري صدر عام 1992.
يروي الفيلم قصة انتقام سيدة من عشيقها بعد أن شهد ضدها وتسبب في إخراجها من القرية بينما كانت حاملا بطفله. تعود بعد العديد من المغامرات بثروة هامة لتنقذ السكان الذين يعانون من الفقر، شرط أن يقتلوا جلادها السابق.
المخرج المصري يوسف شاهين أيضا، يثبت حضوره بفيلم “المصير”، الذي صدر عام 1997، وتدور أحداثه في الأندلس، خلال القرن الثاني عشر.
يروي العمل حكاية الفيلسوف ابن رشد الذي كان قاضي قضاة قرطبة، ملفتا الانتباه إلى الصراع الفكري بين الفيلسوف الذي دعا إلى الاجتهاد وتوجه الشيخ رياض الذي كان يدعو إلى التمثل بالسلف، حيث ينتهي هذا الصراع بإحراق كتب ابن رشد.
ومن المنتظر أن تقدم “مجموعة نادرة من الأفلام والوثائقيات حول مدينة سوسة وتونس عامة عثر عليها في عدد من أرشيفات السينما فى بلجيكا وايطاليا وفرنسا”، حسب وات.
وسيشمل برنامج المهرجان عرض فيلم “ومع ذلك” للهذيلي الشاوش الصادر عام 1968، إضافة إلى إحياء سهرة للسينما “الصامتة” التي سيعرض في إطارها فيلمان كوميديان، بآلة عرض قديمة من نوع WESTREX لاكتشاف جزء من تاريخ السينما العالمية.
وتحتفي هذه الدورة بالسينمائي التونسي الهادي بن خليفات، بعرض أفلام قصيرة له على غرار “باريس ماي 68” الذي أخرجه رفقة شارل ماتون وفيلم “توزيع الخبز” الذي أنتجه عام 1957 مع سيسيل دوكوجي.
كما اهتم سينما المتحف بفئة الأطفال، حيث من المنتظر أن تعرض فيلم”أطفال سوسة” الذي أنتجه الصحفي البلجيكي ديمتري بيلاشوف سنة 1968. وقد خضع الفيلم للرقمنة من طرف المكتبة السينمائية البلجيكية وأهدته للمهرجان.