مأساة بغداد.. مشاريع وهمية وخدمات ترقيعية لاتقل سوءا عن أزمة الكهرباء

صوتها/تحقيقات وتقارير

يبدو أن الخدمات البلدية في مدينة بغداد لا تقل سوءا عن وضع الطاقة الكهربائية في البلاد، فكلاهما يجعل المواطن يعيش وضعاً مأساوياً، فانقطاع الماء الصالح للشرب مع أزمة التيار الكهربائي المزمنة اصبحت من “البديهيات” بمجرد دخول اشهر الصيف الحارة، ليتبعها اتهامات متبادلة عن سبب هذه الشحة.

وبحسب اهالي العاصمة فأن “مأساة بغداد” تتلخص في أزمة خدمات اخرى أيضاً لا تقل سوءا، فالمطبات والحفر والنفايات المتراكمة في الشوارع اصبحت ملازمة لحياة المواطن البغدادي، الذي كتب عليه وكما يبدو “قدر المعاناة” سواء داخل المنزل او خارجه.

مواطنون: خدمات الامانة ترقيع واعمال نهارية وازدحامات وفساد

يرى عدد من المواطنين البغداديين، أن ما تقوم بها امانة بغداد من اعمال خدمية لا تعد سوى “اعمال ترقيعية”، مشيرين الى ان هذه الاعمال التي تقوم بها فقط في النهار تسبب ازدحامات في المدينة المزدحمة اصلا.

يقول المواطن امين محمد حسين ، إن “ما تقوم بها امانة بغداد من اعمال خدمية تعتبر ترقيعية ولا تصل لمصاف المشاريع التي تضع حلا جذريا للمشكلة”، مبينا ان “ملف النفايات وملف الصرف الصحي والماء لم تحل لغاية الان في العاصمة بغداد”.

ويتساءل حسين عن “مصير الاموال المخصصة والمصروفة للامانة طيلة السنوات السابقة”، مؤكدا ان “هذه الاموال ذهبت لجيوب المفسدين الذين اودعوها في بنوك دول العالم تمهيدا لهروبهم متى ما تم اكتشافهم”.

فيما يعزو المواطن احمد منعم تردي الخدمات البلدية في العاصمة بغداد الى “كون معظم المشاريع تمنح الى مقاولين ثانويين ليس لهم خبرة او كفاءة بتنفيذ المشاريع”، مستدركا في الوقت نفسه ان “ما تقوم به وزارة التخطيط من الاعلان بين الحين والاخر عن وضع شركات كثيرة في القائمة السوداء لهو خير دليل على ذلك”.

ويوضح منعم  ان “الخدمات التي يحصل عليها المواطن البغدادي هي اقل ما يحصل عليها المواطنون حتى في اكثر الدول فقرا”، لافتا الى ان “ابسط ملف بالخدمات المتعلق بالنفايات لم تستطع الامانة ايجاد حل له”.

من جانبه يقول المواطن حمزة لطيف، إن “جميع المشاريع التي تنفذ من قبل امانة بغداد تتم خلال النهار مما تسبب ارباكا وازدحامات كبيرة في الشوارع”، مبديا استغرابه “من عدم تنفيذ هذه المشاريع ليلا مع قلة سير المركبات وسير المواطنين”.

ويشير لطيف الى ان “ازمة الماء الصالح اصبح ايضا من المعضلات الذي لا يمكن ان ايجاد حل لها في العاصمة بغداد”، معتبرا ان “ما تعلن عنه امانة بغداد من انجاز مشاريع للماء مجرد اوهام الهدف من وراءه سرقة الاموال المخصصة لها”.

مجلس بغداد: تراجع كبير بالخدمات
ويقول عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبيان “امانة بغداد هي الجهة المسؤولة دستوريا وقانونيا عن بناء وتطوير وادارة العاصمة والاشراف عليها، ولايمكن لاي طرف ان ينكر وجود حالة تلكؤ بعمل الامانة في توفير ماعليها من واجبات خاصة ما يتعلق بتبليط الطرق والساحات العامة وغيرها نتيجة لنقص التخصيصات المالية بعد عام 2014″، مؤكدا “وجود تراجع كبير بتلك الخدمات”.

ويوضح المطلبي، ان “الامانة طيلة السنوات السابقة وعلى مختلف الامناء لم يستطيعوا استثمار الاموال بالشكل الصحيح مع وجود مشاكل كبيرة منها الصبات الكونكريتية التي قطعت العاصمة خلال الحرب الطائفية”، مبينا ان “عمل امانة بغداد بعد عام 2014 لم تستطع عمل شئ او تقديم شئ للعاصمة فيما تقدم الامانة تبريرات بنقص الاموال او نقص الكوادر وغيرها من التبريرات الاخرى”.

نائب : مشاريع وهمية
يقول النائب السابق حسن سالم،  ان “الفساد والمشاريع المتلكئة والوهمية والمحاباة والتستر على ملفات الفساد والمحاصصة كانت اسباب اساسية وجذرية في الوضع الذي تعيشه العاصمة”، مبينا ان “الاهمال والتقصير الذي تعيشه العاصمة خاصة حين نشاهد مناطقها الحضارية والاثرية كشارع الرشيد وغيره نجدها خراب وهو امر نحزن له كثيرا”.

ويضيف سالم، ان “هناك عمليات ترقيع ولا توجد مشاريع اساسية وهذا الامر لايجدي نفعا لخلق تكامل بالعاصمة”، معربا عن اسفه لأن “تكون بغداد حاضرة الدنيا والتي كانت تنافس اكبر مدن وعواصم العالم بهذا الحال من تردي الخدمات وضعف البنى التحتية وانعدامها في بعض مناطقها”.

ويؤكد سالم، انه “بعد انتهاء صفحة داعش الارهابي فسنعمل خلال الدورة البرلمانية المقبلة كممثلين للمحافظة بالتركيز على دراسة الخطط الضرورية للنهوض بواقع العاصمة والتعاون مع الجهات المختصة لتنفيذ تلك الخطط، وسنعمل بشكل اكثر جدية لمحاسبة كل من يقف بوجهة توفير الامان والرفاهية والازدهار لبغداد”.

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!