في اليوم العالمي لهن ..الأرامل بحاجة إلى قوانين أكثر لمواجهة قسوة الحياة

صوتها/هن

بغداد ـ رلى واثق
نتيجة للحروب التي خاضها النظام السابق وعلى مدى سنوات طويلة تلتها سنوات الاحتلال وما مر على البلاد من ظروف عصيبة تمثلت بالعمليات الارهابية والتفجيرات التي حصدت ارواح الكثير، لاسيما الرجال فزادت اعداد الارامل بشكل ملحوظ وتباينت بحسب الاحصائيات التي اجريت بشأن ذلك، اذ تشير احصائية وزارة التخطيط الى وجود 900 الف ارملة، لكن لايقف العدد عند هذا الحد بل يتعدى الى ازدياد اعداد اطفالهن الايتام الذين تركهم اباؤهم بأوضاع مختلفة، ادت بالكثير منهم للعمل على ارصفة الشوارع لكسب لقمة

العيش.

معاناة ومقترحات

وتقول الارملة سعاد محمد (32) عاما الذي استشهد زوجها اثر تفجير ارهابي قبل عامين سرعان ماتلقيت ضربة على رأسي بعد انتهاء مراسيم العزاء تتمثل في كيفية مواجهتي لاعباء الحياة الجديدة بعد ان وجدت نفسي مسؤولة عن ثلاث اولاد اكبرهم لايتجاوز عمره 10 سنوات، لم يترك والدهم شيئا للزمن فكان يعمل بالاجر اليومي، ولم تكن عائلة زوجي من ذوي الدخول المرموقة التي تمنحهم فرصة التكفل بمعيشتنا، ما اضطرني للعمل في المنزل بصناعة انواع من الطعام مثل (الكبة، الدولمة، الطرشي وغيرها ) للعوائل التي ترغب وتوسعت بالعمل بحيث بدأت اجهز بعض المحال في منطقتنا لضمان تكاليف معيشة اولادي.

واضافت لا انكر ان التعب والجهد بدأ يصيب مفاصلي، لكن لابديل لي، فالمعاملات في الدوائر الحكومية طويلة، خاصة بعد ان قدمت معاملتي في وزارة العمل ولم تنجز حتى الان، هذا علما وان الرواتب التي يتقاضاها اقراني غير مجدية ولاتسد متطلبات العيش.

وطالبت الحكومة بالالتفات الى هذه الشريحة التي فقدت معيلها، عن طريق توفير فرص عمل او زيادة الرواتب المخصصة لهن في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي نعيشها، والمتمثلة بقلة الموارد وزيادة الاسعار.

من جانبه يقول المواطن صلاح ناجي (43) عاما في ظل الاوضاع التي نعانيها من حروب وعمليات ارهابية يزداد عدد الارامل، وعليه لابد من كفالة حقوق المرأة الارملة، اذ ينبغي ان تتخذ الحكومات اجراءات للوفاء بتعهداتها بضمان حقوقهن التي كفلها القانون، فكثيرا مانجد الارامل يعانين الفقر والتخلف لعدم قدرتهن على اعالة عوائلهن، فضلا عن نظرة المجتمع القاسية لهن.

وبيّن الاستاذ الجامعي سلام سامي ان تشجيع الارامل من خلال توفير فرص ملائمة من الرعاية الصحية المناسبة والتعليم والعمل اللائق، فضلا عن المشاركة الكاملة في صنع القرار وفي الحياة العامة، وكفالة عيشهن بعيدا عن العنف وسوء المعاملة من شأنه ان يتيح لهن فرص بناء حياة امنة بعد مصيبة فقدان ازواجهن.

واضاف هذه الفرص بالتأكيد من شأنها ان تساعدهن على حماية اطفالهن، وتجنب دوامة الفقر والحرمان العابرة للأجيال.

ستراتيجيات للأرامل

عضو مفوضية حقوق الانسان عن ملف المرأة بشرى العبيدي بيّنت ان هناك اكثر من ملف في المفوضية يتعلق بالارامل، اذ هناك ارامل نتيجة العمليات الارهابية التي اغتالت ازواجهن، وارامل انتجتهن الحروب، وارامل نتيجة وفيات ازواجهن بشكل طبيعي، وقد قسمته المفوضية الى اكثر من ملف (المرأة، العمل والضمان الاجتماعي، ضحايا الارهاب)، بالتالي وضع المسؤولون عن هذه الملفات ستراتيجيات خاصة لمعالجة موضوعة الارامل تحديدا كل حسب ملفه.

واضافت بالنسبة لملف ضحايا الارهاب فهناك تعاون بين اعضاء هذا الملف واللجان المختصة بتعويضهم، وتم التباحث بمسألة تعديل او اضافة نصوص قانونية تتعلق بتعويض ضحايا الارهاب وشمولهم بالرعاية ونجحوا بهذا الامر، اما في ما يتعلق بملف العمل والضمان الاجتماعي فنجح مسؤول هذا الملف بوضع نصوص في مشروع قانون العمل الجديد تتعلق بالرعاية الاجتماعية وتحديدا للارامل وتوفير رواتب لهن كأمن اجتماعي، فضلا عن ذلك وضع مسؤول ملف المرأة ستراتيجية تتعلق بمسألة تأهيل الارامل، فنحن لانطمح ان نخلق من الارامل موضوعة استجداء فلهن كرامتهن ووجودهن، فهن لَسْنَّ عالة على المجتمع ينتظرن مايمن به عليهن الاخرون.

وزادت العبيدي لابد ان يأخذن حقوقهن بشكل يحفظ لهن كرامتهن، فكان من ضمن المشاريع ان يكون هناك تأهيل وتدريب للارامل لتصبح لديهن مهنة وبعدها تمول مشاريعهن بقروض ميسرة، لكسب قوتهن من عمل ايديهن، وبذلك نكون  قد خلقنا يدا عاملة في المجتمع وليست فئة خاملة تنتظر من يعطيها وان كان حقها.

تدريب وتأهيل

عضو مركز تدريب وتطوير الارامل منى جعفر صادق اشارت الى ان المركز سيقيم مؤتمرا اليوم لمناسبة اليوم العالمي للارامل لعرض انجازات المركز المقدمة خلال العام الحالي لهذه الشريحة المهمة، مشيرة الى ان للمركز انجازات عديدة خلال السنوات الماضية منذ استحداثه في العام 2006 للنهوض بهذه الشريحة.

واضافت لدينا معاهد تدريب للارامل في مجالي الخياطة والتمريض، يتدرب فيه عدد كبير من الارامل.

وتابعت ان نتاجات مشغل الخياطة يقوم المركز بتسويقها من خلال اقامة معارض بالتنسيق مع الجامعات والدوائر، اذ تشرف موظفات المركز على بيع تلك النتاجات التي تتضمن الملابس وعمل الزهور والمفارش وغيرها من الاعمال اليدوية، وواردها يعود للارامل، والذي وصل عددهن الى aاكثر من 700 امرأة، فضلا عن الاجور التي يتقاضينها من المركز مقابل عملهن.

واستدركت فضلا عن ذلك هناك روضة وحضانة تابعة للمركز واخرى تابعة لشركة زين للاتصالات يعملن فيها كمربيات النساء الارامل والبنات اليتيمات.

اما بالنسبة لدورات التمريض اذ تم تخريج وجبات عديدة اخرها كانت لـ27 متدربة في منطقة المدائن، ولكن بعد التخرج يبحثن عن فرصة عمل في عيادات الاطباء او في المستشفيات وغيرها.

سكن وقروض

مدير اعلام وزارة المرأة محمد حمزة بيّن ان الاحصائيات تضاربت بشأن عدد الارامل في العراق، اذ تشير احدى الاحصائيات الى ان عددهن وصل الى 4 ملايين ارملة، مؤكدا ان عدد الارامل ارتفع كثيرا في العراق وقد خضع لاجندات سياسية، لكن اكثر من مسح اجراه الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي اثبت ان عددهن لم يتجاوز 900 الف ارملة حتى السنوات الاخيرة.

واضاف ان المسؤول الاول عن تقديم المعونات للارامل هي دائرة الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وعليه تمت زيادة رواتبهن ضمن الموازنة العامة للدولة لعام 2014 بحيث تتراوح بين (105ـ 420 ) الف دينار في الشهر بحسب عدد الافراد.

وزاد من الامتيازات التي تقدمها وزارة المرأة للارامل المسجلات في دائرة الرعاية الاجتماعية حصرا امكانية الحصول على وحدة سكنية من المجلس الوطني للاسكان توزعها الوزارة بين المستحقات بعد حساب النقاط لكل ارملة فتكون الاولوية للارملة التي يكون لديها اطفال قصر والتي يكون احد اطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة.واوضح كل مجمع سكني تنجزه وزارة الاعمار والاسكان لتوزعه بين الفئات المشمولة هناك نسبة 10 بالمئة منه للارامل، في سعرها تخفيض 75 بالمئة للارامل وتقسط الـ 25 بالمئة المتبقية على مدى طويل، مشيرا في حال اشتراك عدد كبير من النساء الارامل في الامتيازات التي تؤهلهن للحصول على الوحدة السكنية بحيث يكون عددهن اكثر من 50 ارملة يتم اجراء قرعة بينهن للحصول على الشقة السكنية، مؤكدا ان الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية تمكنت من توزيع 430 وحدة سكنية خلال العام الماضي بمختلف المحافظات بين المستحقات.

واستطرد حمزة ان الوزارة بالاضافة الى ذلك تدعم القروض المقدمة من مشروع تنمية المرأة الريفية للمرأة الريفية في تلك المناطق حصرا لتربية المواشي والمناحل وغيرها من المشاريع الزراعية، عن طريق ادخالهن في دورات تدريبية لاقامة تلك المشاريع بإشراف الوزارة مباشرة.

واوضح ان الارامل عدة فئات فهناك ارامل موظفات واخريات  مشمولات بقانون مؤسسة الشهداء ومن هن ارامل للجيش المشارك في الحرب العراقية الايرانية، وارامل موظفين يتقاضون تقاعدهم، وارامل ضحايا الارهاب الذين شملتهم الدولة برواتب تقاعدية، فضلا عن قطع اراض، لكن اضعف شريحة واكثرها هشاشة هن زوجات الكسبة فلايلحق الزوجة اي راتب تقاعدي، ولذلك فإن الوزارة تمنح الامتيازات لهذه الشريحة من الارامل.

أضرار اقتصادية ونفسية

ويقول استاذ علم النفس سليم عبد الله غالبا ما يرتبط مركز المرأة الاجتماعي بزوجها، بغض النظر عن ماوصلت اليه، فعندما يتوفى زوجها، تفقد مكانتها في المجتمع، ولكي تستعيد مركزها الاجتماعي يتوقع منها ان تتزوج أحد اقارب زوجها، كرهاً في بعض الاحيان، وبالنسبة للعديد من الارامل لا يكون فقدان الزوج سوى الصدمة الاولى في محنتها الطويلة الامد.

واضاف كثيراً ما يتأثر ابناء الارامل عاطفياً واقتصادياً على حد سواء، وتضطر الامهات الارامل الى سحب اطفالهن من المدرسة والاعتماد على عمالتهم في كسب قوت يومهن، علاوة على ذلك قد تعاني بنات الارامل من اشكال متعددة من الحرمان، مما يزيد من احتمال تعرضهن لسوء المعاملة. وزاد في مجموعة كبيرة من البلدان المختلفة والاديان والمجموعات العرقية، تصبح المرأة معدمة بوفاة زوجها، ويتفاقم فقرها بقلة فرص الاستفادة من القروض او من الموارد الاقتصادية الاخرى، فضلا عن ذلك يستفحل فقرها بالامية او قلة التعليم، فبدون التعليم والتدريب لا يمكن للأرامل أن ينفقن على انفسهن او عوائلهن.

 

شاهد أيضاً

دريا ترسم لمساعدة مرضى السرطان 

“اسمي دريا سالار حويز، عمري ٢٤ عاماً، تخرجتُ من كلية الأحياء في جامعة صلاح الدين …

error: Content is protected !!