صوتها/مقالات/ ميسون الجبوري
وما ادراك ما شحة المياه العراقية العراق يعاني منذ سنوات سابقة ، وعلى وجه الخصوص بعد دخول القوات الامريكية والتغيير الذي حصل على بغداد عام 2003 وبدء التدخل وسيطرة دول الجوار على منابيع نهري دجلة والفرات مما شكل بداية الانخفاض الكبير والمتدرج في معدلات المياه المتدفقة لنهري دجلة والفرات من البلدان المجاورة للعراق ( تركيا ، ايران ، سوريا ) ولو نظرنا الى دور الجانب الايراني فان ايران قد خفضت واردات المياه لروافد نهر دجلة ( الزاب ، العظيم ، ديالى ) بسبب المشاريع والسدود التي اقامتها على منابع الروافد خلال الاعوام الماضية حيث قامت بناء سد داريان على نهر سيروان احد منابع الانهرالتي تصب في بحيرة سد دربندخان وهذا يحول مساره بنسبة عالية الذي سبب القلق والخوف وتهديد للعراقيين .
ولنعد الى الجانب التركي حيث قامت الحكومة التركية في بناء سد اليسو واكملت عملها على نهر دجلة يقع جنوب الاناضول وله طاقة خزنية هائلة تقدر بمليارات متر مكعب وهذا يوثر على طاقات نهر دجلة .
استمرت ازمة انخفاض مياه العراق في نهري دجلة والفرات وظهرت الحالة بشكل واضح الى شحة المياه وتعرض موجه عطش شديد ادت الى ظهور العديد من الامراض تفتك بالثروة الحيوانية خاصة في محافظة ذي قار ناحية الطار جنوب المحافظة . اليوم 2/6/2018 يوم مشئوم في تاريخ العراق من بدء العمل بسد اليسو التركي الذي سيغير واقع العراق بعد التشغيل ….
هذا السد سيغير كل شيء سنفقد ملايين الاغنام والحيوانات بسبب الجفاف الذي سيجتاح العراق وستجف اغلب الاراضي الزراعية وستحدث كارثة بيئية غير مسبوقة بتاريخ العراق بلد النهرين وستنتج هجرة ونزوح غير مسبوقة ، هنا نتوقف لحظات ونراجع انفسنا ولا نضع الوم الكلي على الحكومة التركية وقراراتها ببدء تشغيل سد اليسو والعمل به …
ننظر ونقرا ما قاله الرئيس التركي اردوغان وهو : قرارنا ملأ سد اليسو لا رجعة منه ابدأ على العراق ان يحترم رأينا ومصلحة شعبنا وهي املاء بحيرة السد سوف يعود بعدها كل شيء طبيعي ونحن ننتظر هذا اليوم منذ 5 سنوات وابلغنا قبل 10 سنوات وقلنا المياء تهدر في الخليج بدون ان نستفاد منها لكن حكام العراق لم يفعلوا شيئا وليس لهم اذان صاغية وما شأننا نحن ان سد اديسو سوف يجعل مناطقنا جنوب وشرق تركيا اكبر المناطق الزراعية والسياحية وتوليد الكهرباء في اوربا.. وسوف يجلب لنا المستثمرين .
هنا تسكن العبرات ايها القارئ …. تركيا عرضت فكرتها حول التعاون عندما أجلت خزن المياه في سد اليسو وهذه المرة قبل البدء بالتخزين وعرضت التعاون قبل فترة وجيزة جدأ باستضافة وفدا فنيا عراقي في تركيا .. هنا نتوقف قليلا … يقول تعالى : وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وهو تذكير بما هو معلوم للمؤمنين ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول فيذكرون لذلك ويكرر عليهم ليرسخ في اذهانهم وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه وليحدث لهم وليحدث لهم نشاطا توجب لهم الانتفاع والارتفاع .
كل ما جرى من تبليغات الدولة التركية قبل 10 سنوات واظهار االوضع المأساوي لشحة المياه في النهرين في العراق وعرض الفكرة التركية حول التعاون قبل فترة وجيزة قبل البدء بمشروعها سد اليسو الاستثماري كل هذا وما جرى لم نر من الجانب العراقي تحرك لو شبرا واحدا من سياسينا يعطي اهتمام لشدة المسالة الخطيرة وايقاف هذه الكارثة وبقاء الحناجر صامتة وكانها تتعلق بدولة اخرى وليست العراق ،كان جل اهتمامهم وراء مناصب وزارية والصراع على كرسي الرئاسة والمتضررين بهذه المصيبة هم الشعب العراقي وخاصة اهل المحافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنى والمشتكى لله في هذه الحكومة لا تنظر مصالح الشعب العراقي بنظر الاعتبار ولا تضع بحسبانها من اضرار وكوارث وازمات حاليا ومستقبليا ولاجيال قادمة اذا ابقاء جيل اولادنا على قيد الحياة.