الكنائس تدق أجراس رمضان مسلمون ومسيحيون يعيشون اجواءً إيمانية موحدة

صوتها/اجتماعية

بغداد / فاطمة المحمداوي

يجتمع المسلمون والمسيحيون والمسلمون طقوسا عراقية اصيلة.. تجمعهم في شهر رمضان المبارك، تربوا عليها في مجتمع واحد تتخطي مكوناته الازمات التي مر بها البلد مولدا حبا وحميمية وتعاونا في عمل الخير والحفاظ على الاخر.

فنحن نشترك بطقوس متوارثة نحبها ونعيشها وننتظرها معا، بين الازقة والمحلات الوحواري القديمة التي تملؤها الحكايات والذكريات. تحدث لـ “صوتها” راعي كنيسة انتقال مريم العذراء الاب روبرت سعيد جرجيس، عن توحد العراقيين.. من مسلمين ومسيحيين في طقوس تضامنية، مؤكدا: “هناك تحضيرات كثيرة قبل بدأ شهر رمضان المبارك.

وبما اننا جزء من هذا المكون في المجتمع العراقي، نرى ان الكل يتهيأ لهذه المناسبات، خاصة للمكون ذاته لانه يعرف كل التفاصيل، فمثلا باعياد الكرسمس توجد طقوس خاصة بالمسيحيين يتهيا لها بالصلوات الخاصة بالعيد وبعضهم يشتري الاشجار والزينه بما يلائم هذه المناسبة، والعراقيون بطبيعتهم يحبون التالف، المسلمون يتهيؤون روحيا لهذا الشهر وهي عودة لحضن الرب الرحمن الرحيم” عائدا للطفولة: “عندما كنا صغارا نتشوق لسماع صوت المدفع والبرامج التي يكتظ بها التلفزيون والاغاني الخاصة برمضان “ماجينه ياماجينه” التي كنا نرددها معا، وشباب المحلة يجتمعون ويلعبون المحيبس واصواتهم تتعالى عند الفوز بكلمة “بات” وابو الطبل، كنا نفرح عندما نراه وهو يدق على دمامه معلنا وقت السحور، عادات وتقاليد تغازل ذاكرتنا وتحديدا طفولتنا.. مسلمين ومسيحيين معا”.

وقال الابجرجيس: “يوحدنا احترام احدنا للاخر بكل شيء، يوجد التزام ديني موجود عند اخواننا المسلمين احبه واحترمه، هو اتخاذهم لبعض القرارات خلال شهر رمضان بالامتناع عن الكثير من العادات السيئة او المحرمة لدى دينهم مع امنياتي ان يكون هذا التوقف والامتناع طيلة العام وليس في رمضان فقط وهو نوع من توجه نحو حضور انساني كامل لان ليس للمسلم فقط انما لكل المجتمع؛ فعبادتنا لله هي تجسيد لهذا الحضور الانساني” مستطردا بكلامه: “اعتبر هذا الشهر هو العودة الى حقيقة الانسان لان الانسان في كيانه هو طيب ومتصالح مع الله، وبالذات الفرد العراقي يحب التعاون ويساعد الجميع، فانا ارى في هذا الشهر بركة الى كل العالم بكل مكوناته”.

“كثيرا مانتبادل “المساهمات” بيننا.. نحن واخواننا المسلمين” قال الاب روبرت، واعطى فمثلا: “في بداية رمضان كنا في احدى الكنائس وتم التبرع للاطفال المصابين بامراض القلب والسرطان لاطفال العراق من دون الرجوع الى اي مكون ينتمون.. رمضان شهر بركة وخير وهو شهر ايجابي وفي العام الماضي عملنا مائدة افطار لاخوننا في منظمة كل العراق جماعة مؤلفة من 90 نفرا ولم نشترِ اكلا جاهزا انما عملناه نحن بايدينا من عوائل “الخورنه – عوائل الرعية” لاخوتهم الصائمين.

وهذا العام ان شاء الله يتم الاتفاق على مثل هكذا خطوة جميلة توحدنا ضد كل من يفكر بتفرقتنا لاسمح الله”.

شاهد أيضاً

أجواء من “عمق الشتاء” والتجمعات المائية ستتجمد.. متى تنتهي الكتلة الباردة في العراق؟

تشير خرائط الطقس الى تعمق الكتلة الهوائية “السيبيرية” في أجواء العراق مما يؤدي لانخفاض متزايد بدرجات الحرارة، حيث يُعد …

error: Content is protected !!