صوتها/مقالات/علياء الانصاري
عامٌ مضى دونكِ.. كيف أستطاع أن يمضي.. عامٌ من الأحاديث الصامتة المتكورة على نفسها داخل قلبي، كنتُ فيما مضى أسكبها بين يديك ليحويها دفءُ قلبك، والآن لاذت بالصمت تتكور على وجعها، تبحثُ عنكِ دون جدوى.. كيف للعمرِ أن يمضي دون ابتسامتك.. دون نظرة عينيكِ الحانية. عامٌ مضى، وأنا لم أقترب من (بيتك)..
أخشى أن أطرق بابه.. لأني أدرك بأنك لن تطلّي عليّ من وراءه وتعانقيني.. كم أشتاق اليوم الى ذلك العناق، والى ذلك الدفء الذي تشعريني به كلما كنت قريبة منكِ…
يا ترى كيف هو عالمك الآن؟ مع من تضحكين وتتسامرين؟ كيف يمضي الوقت بكِ؟ كيف رأيتِ رحمة الله التي كنا نتحدث عنها دوما؟! كيف رأيتِ ذلك العالم الذي طالما سألتيني عنه، وشوقتك إليه، لم أكن أعلم بأنك ستسبقيني إليه!! كنت أتحدث لك عن ذلك العالم وأنا متلهفة إليه، وإذا بي اليوم أتحدث عن العمر هنا دونكِ كيف سينقضي؟ نعم، مازالت الحياة تسير بنا كعادتها.. لم يتوقف شيء بعدك ولن يتوقف، هي سنة الحياة في الخلق..
نعم، مازلنا نمارس طقوس الحياة كما اعتدناها…
ولكن نمارسها بوجعٍ متكورٍ على نفسه في أحدى زوايا القلب، ينحبُ بسكينة وهدوء..
يخشى أن يوقظ جيرانه. كل عام وأنت في عليائك، ترفلين برحمة الله وإحسانه.. ولنا الصبر. . .
** الذكرى السنوية الاولى لرحيل الانسة رويدة جاسم، الامين العام السابق لمنظمة بنت الرافدين، وحبيبة الروح.
|
شاهد أيضاً
العراق وطن القلوب والحضارة
اللواء الدكتورسعد معن الموسوي أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما …