نساء اجبرتهن الظروف على امتهان عمل الرجال

صوتها/ اسراء طارق

المرأة العراقية اثبتت تفريدها عن باقي نساء العالم. حيث هي المربية التي تبني اجيالا ولها طاقة صبر مكنتها من تجاوز الازمات التي مرت على العراق من حروب ونكبات وغيرها.

اما على صعيد العمل فنجدها تعمل جنباً الى جنب مع الرجل، حيث منهن من عملن في سلك الشرطة ومهن اخرى كالحلاقة الرجالة والمحاماة وسياقة الباصات، محتملات مضايقات وتعليقات غير مهذبة اللواتي يتلقينها من المجتمع. عند الرجوع الى اسباب ممارساتهن هذه الاعمال، نجد في مقدمتها تدهور اوضاعهن الاقتصادية وعدم وجود معيل لاسرهن بالاضافة الى ان الخريجات منهن لم يحلصن على درجات وظيفية تستوعب اعدادهن.

 

تحدثت احدى العاملات في صالون حلاقة رجالي، لـ “صوتها” قائلة انها بعد التخرج في الجامعة حاولت الحصول على وظيفة لكن من دون جدوى وانشغلت في تكوين اسرتها وتربية اطفالها، لكن تغيرت الظروف بعد استشهاد زوجها في عمليات التحرير وتدهورت معيشتها، مما دفعها الى العمل في صالون حلاقة رجالي لاعالة اسرتها وسد متطلبات اطفالها. وختمت كلامها بانها كانت تتعرض الى معاكسات ومضايقات من قبل الزبائن إلا ان الوضع تغير الآن واصبحوا معتادين على تواجدها.

ومن النساء الاخريات اللواتي يعملن بمهن الرجال هي ارملة.. لها خمسة اطفال تدعى (ام علي) تعمل سائقة كيا، بينت ان وفاة زوجها اثرت على ظروفهم المعاشية وان راتب الرعاية الاجتماعية لايكفي سوى لبضعة ايام، وان رغبتها في العيش الكريم؛ لتلبية متطلبات اطفالها دفعها الى اقتراض المال وشراء سيارة نوع كيا والنزول الى الشارع والعمل كسائقة للكيا، واوضحت ان الناس كانوا يطلقون علي في بادئ الامر “المرأة المسترجلة” لكن هذا لم يثنِ اصراري على العمل؛ ما جعل الناس تقدم التسهيلات لي، مثلا في الكراج لا يلزموني بالوقوف في طوابير السيارات وكذلك رجال المرور يتعاونون معي.

ختمت ام علي كلامها بانه لا يوجد شيء اسمه مهنة للرجل وأخرى للمرأة، انما كل المهن مباحة امام الجنسين. مما لا شك فيه ان الحروب وما خلفته من استشهاد اعداد كبيرة من الشهداء اثناء الحرب على “داعش” وهجرة الشباب خارج البلد، وتزايد حالات الطلاق، كلها عوامل اجتمعت لتجعل عوائل من دون معيل؛ ما دفع بعض النساء الى أداء وظائف يطلق عليها مهن الرجال.

شاهد أيضاً

دريا ترسم لمساعدة مرضى السرطان 

“اسمي دريا سالار حويز، عمري ٢٤ عاماً، تخرجتُ من كلية الأحياء في جامعة صلاح الدين …

error: Content is protected !!