صوتها/ثقافة
دار النشر: Canongate
سنة الإصدار: ٢٠١٢
عدد الصفحات: ٣٥٢
لا يكتفي ديفيد بيرن باعتباره أحد أهم الموسيقيين المعاصرين، بل تشمل أعماله تصميم العروض الراقصة والتجهيزات الفنيّة والكتابة في مجالات عديدة. في أهم كتاب له، يتقمّص بيرن بنجاح دور عالِم الموسيقى، مستعرضاً أفكارًا واستنتاجات جديدة وشيّقة، لا تعني فقط الموسيقيين بل جمهور الموسيقى بمختلف ثقافاته وخلفياته. لا يتطلّب الكتاب من القارئ أن يكون على قدرٍ عالٍ من المعرفة بموسيقى بيرن أو بمعرفة تقنيّة لاستيعاب الأفكار المطروحة، كما أنّه مكتوب بلغة بسيطة ومباشرة يظهر فيها حس بيرن الفكاهي كما عهدناه في عروضه الحيّة.يفتتح بيرن كتابه بفصل عن تأثير بعد المكان في تطور الموسيقى والتكيّف معه، وطريقة استيعابنا للموسيقى بحسب اختلاف هندسة المكان. وذلك من خلال تجربته الشخصيّة في المساحات التي قام بتقديم العروض الحية بها، ومن خلال أهم القاعات الموسيقيّة العالمية باختلاف تصميماتها وصالات الرقص المغلقة والأماكن المفتوحة.
يأتي الفصلان الثالث والرابع ليتناولا دور التكنولوجيا وتغيير التسجيل في تاريخ الموسيقى. في هذين الفصلين المهمّين نتعرّف على وسائط التسجيل المختلفة ومميّزات ومحدوديّات كل وسيط، بدايةً من أسطوانة إديسون حتى الوسائط الرقمية الافتراضية المتاحة الآن. أما في الفصل الثاني فيحدثنا بيرن عن خبرته في العروض الحية وتفاعله مع الجمهور، حيث تشهد عروضه، بدءاً من عرض Stop Making Sense، على تفرّده واهتمامه بتصميم المسرح ورقصاته لتكتمل تجارب أعماله المسجلة. هذا الفصل يخص الموسيقيين والمؤدّين بشكل عام. في الفصلين الخامس والسادس يحدثنا عن خبرته بالمشاريع المشتركة وتواصله مع الفنانين، كما ينتقل بنا إلى خبرته في الاستوديو واتباعه لتقنيات طليعيّة في التسجيل خلال مشواره الفني مع فريق توكينغ هيدز، وصولًا للاستوديو المنزلي في أعماله المعاصرة – محاكيًا أسلوب براين إينو—القائم على التعامل مع الاستوديو كآلة موسيقية.
في أحد أهم فصول الكتاب يتناول بيرن صناعة الموسيقى واقتصادياتها، والعلاقات التي تربط الفنان أو مدير الفريق بشركات الإنتاج وحركة السوق العصرية التي تتآكل بها حركة البيع محاولًا التأقلم مع هذا التغير وطرح بدائل عملية.يلي هذا الفصل جزء عن رؤية بيرن الخاصة عن إنشاء مشهد موسيقي متكامل.