صوتها/ دارين المساعد
حالة من التساؤول تُجبرني على مشاهدة العالم يتحرك بينما أراقب الخطوات وأُحلل التصرفات وأُفتش بين اللوحات السياسية والإقتصادية على الخربشات الأولى التي بدأت منها الفكرة!
أن تكون مُنتجاً بالفهم والتفكير ويُثقل عقلك التدُبر خيراً من محاربة العالم حتى تتبوء مقعدك من الخلود! وأقصد به (الشُهرة).
ثقب الباب إسم أطلقته على تطبيق سناب شات والذي بلا شك أكثر اتساعاً وأشمل رؤية من ثقب الباب.
انا شخصياً ممن أتخذه منبراً للصدح بأفكاري إلى أذهانٍ لا تقرأ. ثم تأكدت أنني لا أحتاج هذه الأذهان، ومن يبحث عن تطوير أيدولوجية مُعينة لنفسه سيعرف أين يجد الأفكار والمفكرين!.
في الثلاثین عامًا المنصرمة كان التواصل الاجتماعي سلام ومصافحة وواجب فرح وعزاء. وإطعام طعام ومؤازرة وإخاء. ولا یبتعد عن تعلق القلوب وحكایات الحب العذري بین الأقرباء والجیران. بينهم حوائط وتُغطيهم أسقف والقلوب كالبنيان لاتتفرّق! أشعر بالبؤس على هذا الزمن فقد بات الحائط فیه لایكفي لحمایة خصوصیات الناس. بكاميرا يُنقل لك كل خفايا البيوت وبعض مما يفتعلون ويتصنعون طلباً للشُهرة! لم يعد احد يفهم معنى التواصل الإجتماعي الحق. حتى لو أمرت بمعروف او نهيت عن مُنكر في مكانٍ عام ستجد نفسك بعد ساعات حديث الحسابات الإخبارية بالصوت والصورة!!
بینما أفكر توجد بيني وبین جیراني حوائط من أسمنت و ُصلب والكثير من كبريتات الكالسيوم (الجبس) تلتصق في أسقفنا. یتمادون بالأصوات أیًا كانت الحالة. شجار ام فرح ام اجتماع!! انا اعیش معهم حیاتهم الیومیة ُمرغمة. حتى أقتنعت أن بيتي تطبيق لا أستطيع حذفهم منه! اذا كان سناب شات ثقب الباب اذن إزعاج الجيران فُرجةُ كبيرة!
الأصوات والروائح وأنين الأجهزة الكهربائية وأزيز الصنابير يوسّع هذه الفُرجة حتى يختفي الحائط ويعيشون معي وأعيش معهم بلا إنسجام!. أتسائل؟؟ هل أصبح تعاملنا المباشر مع البشر نفسُه في التطبيقات؟؟! مجرد حسابات مألوفه يراهم في شارعه ومسجده! يمكن ان يتبادل معهم ابتسامة وسلام أشبه بإعجاب ينقر عليه او يمتنع عنه حسب حالته المزاجية!؟ هل أصابتنا الأجهزة بالصمم حتى نستمع لحسابات ولانسمع جاراً او أخاً او صديقاً؟! هل غيرت شخصياتنا المحادثات الكتابية حتى أصبح مانقوله جارح ومانكتبه مقتبس ومنمق؟! هل تدخلت التطبيقات في حوائطنا بين الناس حتى أنها تبنيها بالحظر المنيع لبعضهم وتفتحها للبعض بالهدم المساوى بالأرض؟!
لا أرى حدود معقولة في حياتنا اليوم! هذه التطبيقات صنع بشري يدعو إلى التواصل. ومارأيت منها إلا فواصل!