صوتها/ اسراء طارق
على غرار المقاهي الحديثة في تركيا وبعض البلدان العربية، لم تعد رؤية الشابات وهن يعملن نادلات في مقاه شعبية.. غير سياحية في العراق.. خاصة مقاهي العاصمة بغداد.
يحرص اصحاب المقاهي الحديثة على استقطاب زبائنهم من خلال توظيف الشابات ذوات المظهر الحسن؛ لخدمة الزبائن، لكن الملفت ان رواد هذه المقاهي ليس الرجال فقط انما من العائلات العراقية ايضاً.
إحدى العاملات.. طلبت عدم ذكر إسمها، قالت: “دوافع عدة تدعو الشابات الى العمل في المقاهي، اهمها الفقر وفقدان المعيل” مؤكدة: “لكن اصحاب المقاهي يستغلون ظروفهن في إطالة اوقات العمل حتى ساعات متأخرة من الليل”.
وقالت: “بقائي في هذا العمل.. صابرة على شروطه الصعبة، كوني أجني مالاً يكفي لاعالة أسرتي” مختتمة كلامها بعبارة: “عملي ليس عيباٌ، برغم عدم خلوه من الصعاب”.
وبين صاحب احدى المقاهي الليلية في بغداد انه يحرص على اختيار الشابات للعمل، مضيفات في مقهاه، معللا: “قبل إستحداث هذه الفكرة كان الاقبال ضئيلاً جداً، اما بعد توظيف الشابات اصبح للمقهى زبائن دائمين على اثر المعاملة اللطيفة التي يتلقاها الزبون من الفتيات” جازماً بأن: “الفتيات هن الوسيلة الوحيدة لجذب الزبائن في الوقت الحالي”.
وقال احد رواد المقاهي: “أفضل ارتياد المقهى التي تعمل فيها شابات على المقهى ذات الكادر الذكوري” عازيا ذلك الى: “المعاملة اللطيفة التي أتلقاها من قبل المضيفات وهذا ما جعلني أرتاد المقهى مرتين او ثلاثا في الاسبوع الواحد، فهي متنفس وحيد للاختلاط بين الجنسين”.
وصفت استاذة في علم الاجتماع ان عمل الشابات في المقاهي الليلية من الظواهر الايجابية: “تعد المقاهي من المؤسسات الترفيهية ومتنفسا تكمن اهميته في الجانب النفسي والاجتماعي نتيجة الشعور بالحرمان وغياب الامن الاجتماعي” مضيفة: “وظاهرة عمل الفتيات في المقاهي والنوادي الليلية، قديمة.. عرفها المجتمع العراقي منذ الستينيات، بيد ان الحروب والازمات الاقتصادية التي مر بها الفرد العراقي ساهمت الى حد كبير في تراجعها”.