“الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”.. لكن الحب جمع المدارات

صوتها – بغداد

يعتمد كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)؛ لعالم النفس الشهير، جون غراي، على فكرة أن هناك فروقات كثيرة بين الرجال والنساء، تصل إلى حد اعتبار أن النساء يمثلن كوكباً مغايراً أطلق عليه الكاتب “الزهرة”، والرجال يمثلن كوكب “المريخ”. وأنهما تعرفا على بعضهما البعض وقررا العيش معاً.

يستخدم الكاتب تصويرات خيالية ويستخدم مصطلحات لطيفة للتعبير عن أفكاره، والكتاب عبارة عن دليل للرجال والنساء يمكنهم من التعامل مع اختلافاتهم النفسية.

التوقع الخاطئ

يبين الكاتب أن الرجال يتوقعون من النساء أن يفكرن، وأن تكون ردود أفعالهن مثل الرجال. والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتصرفون مثل النساء ودون وعي صريح باختلافاتنا، فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض، ونصبح كثيري المطالب، قاسين ومستاءين، ونصدر الأحكام وغير قادرين على التحمل، ومع أفضل وأعظم نوايا الحب يظل الحب يموت بطريقة ما، تتسلل المشكلات ويتراكم الإستياء وتتعطل الاتصالات وتزداد عدم الثقة وينتج الجفاء والكبت ويضيع سحر الحب. القليل من الناس حقاً قادرون على أن يكبروا في علاقة حب، ومع ذلك فهو يحدث حقاً عندما يكون الرجال والنساء قادرين على أن يحترموا ويقبلوا اختلافاتهم، عندئذ تكون الفرصة سانحة ليزهر الحب.

القوة والإنجاز

يمجد الرجال، الذي يطلق عليهم الكتاب أهل “المريخ”، القوة والفاعلية والإنجاز والكفاءة، إنهم دائماً يعملون أشياء ليبرهنوا لأنفسهم ويطوروا مهارات القوة لديهم ويحدد مفهوم الذات لديهم بواسطة قدرتهم على تحقيق نتائج، إنهم يشعرون بالإشباع عن طريق النجاح والإنجاز بصورة رئيسة. إنهم يهتمون بالمدركات الحسية بدلاً من الناس والمشاعر، بينما تحلم النساء بالحب، يحلم الرجال بالسيارات الفارهة والكمبيوترات الأكثر سرعة والتكنولوجيا الحديثة. الرجال مشغولون بالأشياء التي تمكنهم من التعبير عن القوة، وعلى النساء إدراك لماذا يقاوم الرجال بشدة محاولة التصحيح أو إخبارهم ماذا يفعلون، مما يعني أن تفترض أنه لا يفعل ما يجب، أو أنه لا يستطيع القيام به بنفسه، والرجال حساسون لهذا الأمر لأن مسألة القدرة مهمة لهم، ولأنه يعالج مشكلاته بنفسه نادرا ما يتحدث عن مشكلاته إلا إذا احتاج إلى نصيحة خبير، إنه يحتفظ بمشكلاته لنفسه.

الرعاية والاهتمام

على الجانب الآخر، النساء لديهن قيما مختلفة: إنهن يقدرن الحب والاتصال والجمال والعلاقات. إنهن يقضين وقتا طويلا في مساندة ومساعدة ورعاية بعضهن بعضا. إن فكرتهن عن أنفسهن تتحدد عن طريق مشاعرهن ونوعية علاقاتهن. إنهن يشعرن بالإشباع بالمشاركة والتواصل، الاتصال ذا أهمية بالغة والبوح بمشاعرهن أهم من تحقيق الأهداف والنجاح، ولأن إثبات قدرة الشخص ليس ذا أهمية بالنسبة للمرأة فتقديم المساعدة ليس تهجما واحتياج المساعدة ليس ضعفا.

على المرأة ألا تنصح الرجل لأنه يأخذ تلك النصيحة على أنها انتقاد لأنه يحب أن يثبت قدرته على القيام بالأشياء بنفسه، على المرأة أن تفهم أن الرجل يحتاج إلى تقبلها خصوصا إذا ارتكب خطأ، وأن النصائح تجعله يشعر أنه غير محبوب.

التعايش مع الضغوط

إن أحد أعظم الفروق بين النساء والرجال هي طريقة تعايشهم مع الضغوط؛ يصبح الرجال أكثر تركيزا وانسحابا بينما تصبح النساء مثقلات مشوشات عاطفيا، في هذه الأوقات تكون حاجة الرجال للشعور بتحسن عن طريق حل المشكلات بينما تشعر المرأة بتحسن عن طريق التحدث عن المشكلات، عندما يتضايق الرجل لا يتكلم أبدا عما يضايقه فهو لن يثقل كاهل شخص آخر بمشكلته، وبدلا من ذلك يصبح هادئا جدا ويدخل إلى كهفه الخاص ليفكر في مشكلته، يقلبها ليجد حلا وعندما يجد حلا يشعر بتحسن ويخرج من كهفه، وإذا لم يجد حلا فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلته مثل ممارسة لعبة، حينما تصبح المرأة متضايقة تبحث عن شخص تثق به وتتحدث إليه بتفصيل دقيق عن مشكلات يومها لكي تشعر بتحسن، وعندما تشارك المرأة شعورها بالانسحاق تشعر فجأة بتحسن، فالمشاركة في المشكلات تعتبر علامة حب وثقة وليس عبئا.

السلام

يأتي السلام بين أهل الزهرة وأهل المريخ حين يحترمون اختلافاتهم، كما أن النساء حساسات تجاه الشعور بالرفض عندما لا يحصلن على الانتباه الذي يحتجن إليه؛ فالرجال حساسون للشعور بأنهم فشلوا عندما تتحدث النساء عن المشكلات، وهذا هو ما يجعل من الصعب عليه أن ينصت أحيانا إنه يريد أن يكون بطلا وحينما تكون هي خائبة الأمل وتعيسة لأي سبب يشعر هو بأنه فاشل وتعاستها تؤكد أعمق مخاوفه إنه ليس مفيدا بما فيه الكفاية.

شاهد أيضاً

إصدار جديد عن وزارة الثقافة… رحلتي الأولى في العالم

ضمن توجيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بالأهتمام بالطفولة، صدر عن دار ثقافة الأطفال …

error: Content is protected !!