صوتها – بغداد
يتداول انصار وحاشية رئيس الوزراء حيدر العبادي، منذ أيام، التقرير الذي نشرته، مجلة التايم الاميركية، بعنوان “نهاية العراق”، والذي يتحدث عن سيطرة “داعش” على اكثر من ثلث العراق، وأظهرت خارطة العراق حينها مقسمة وتلتهمها النار.
وفي اشارة بسيطة للتقرير، إنه يسلط الضوء على نجاح العبادي في هزيمة داعش، بينما يحاول انصار رئيس الوزراء الانطلاق منها للحديث عن بطولات القائد المنتصر، في ظل صراع انتخابي مبكر على رئاسة الوزراء.
وتؤكد مصادر مقربة من رئيس الحكومة لـ”مجلة صوتها”، أن العبادي يحاول، أخيرا، حضور أغلب وربما جميع النشاطات والمؤتمرات التي تهم وسائل الاعلام.
ويلاحظ على العبادي تكرار الخطابات والاحاديث في جميع المحافل ومؤتمراته الصحافية.
وكان العبادي، قد افتتح، امس السبت، أول مرة منذ تسنمه منصب رئاسة الوزراء في آب العام 2014، مؤتمر “الأمن والدفاع”، السابع، حيث ذكر أن “الإرهاب انتهى عسكريا”، لا سيما وان تلك العبارة جاءت أكثر من مرة في بيان النصر في الموصل.
قرارات أخرى، تؤكد أن العبادي بدأ يسلك طريق سلفه المالكي في الدعاية الانتخابية المبكرة، كالسماح أمس السبت، للرحلات الدولية بنقل المعتمرين والحجيج من مطارات الإقليم، الامر الذي انتقده البعض لا سيما انه يحمل تمييزا دينيا وانتهاكا لمواد الدستور.
في اليوم نفسه، وافق على إعادة المفصولين عن الخدمة من القوات الأمنية في نينوى، الأمر الذي اعتبرته لجنة الدفاع النيابية “دعاية انتخابية”، لقائمة في الموصل، ناهيك عن قرارات وخطوات أخرى مع قرب الانتخابات.
ووفقا للمصادر، ان العبادي “يواظب على حضور الندوات والمؤتمرات الجماهرية التي تأخذ حيزا في وسائل الاعلام، مع المتابعة المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي، ودعم الصحفات التي تتحدث عن انجازاته”.
وكشفت وثيقة رسمية تؤكد موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي، على طلب مقدم من قبل النائب، عبد الرحيم الشمري، بارسال لجان الى نينوى لغرض استقبال طلبات اعادة منتسبي القوات الامنية.
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب، محمد الكربولي، في اتصال مع “مجلة صوتها”، ان “موافقة رئيس الوزراء على اعادة المفصولين عن الخدمة من القوات الأمنية جاء بناء على طلب من مرشح قائمته في نينوى النائب عبد الرحيم الشمري، في حين لم يستجب لطلبات لجنة الأمن والدفاع البرلمانية المتكررة لإعادة المفصولين في صلاح الدين وديالى والأنبار، وهو ما يعزز لدينا القناعة باستخدامه لصلاحياته هذة المرة لكسب الأصوات والدعاية الإنتخابية”.
وأضاف، ان “على رئيس الوزراء اصدار اوامره بإعادة المفصولين من الخدمة ـ من أبناء القوات الأمنية ـ في محافظة الأنبار وإنقاذ عوائلهم من الجوع والفقر إذا كان هدفه كسب الأصوات الانتخابية لمرشحي تحالفه في الأنبار”.
وأوضح الكربولي، ان “العبادي استخدم الصلاحيات لتعزيز الرصيد الانتخابي لكي يؤمن لصاحبها ولاية وزارية ثانية، وعليه مراجعة التاريخ القريب الذي لم يشفع لصاحب أعلى الاصوات الاحتفاظ بكرسي رئاسة الوزراء”.
وطالب الكربولي، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بـ”تفعيل دورها الرقابي في رصد الجرائم الانتخابية التي يعاقب عليها القانون، وفي مقدمتها استغلال المنصب الوظيفي”.
الجدير بالذكر أن مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان شهد انطلاق أولى الرحلات الدولية، بعد حظر استمر أكثر من 5 أشهر، حيث غادر 150 معتمرا المطار المحظور على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية، متجهين إلى مدينة جدة في السعودية، بعد موافقة العبادي.
وكان النائب عن التيار المدني مثال الالوسي، وجه في رسالة مفتوحة، امس السبت، انتقادات الى القرار والتي خاطب فيها العبادي بـ “سيدي المنتصر”، انه “تم فتح مطار اربيل الدولي بأمر الحكومة الاتحادية بوجه المعتمرين وبعد تقديم الشكر للعبادي الذي فتح المطار كي يتمكن الراغبون من الحجيج من ممارسة فرائض الدين وطقوسهم الانسانية وقضاء حاجاتهم الدينية انتقد القرار بالقول: من قال لك ان للمسلم حقا في مطارات دولته دون المسيحي واليهودي والايزيدي والصابئي والبهائي والعربي غير المتعبد والكردي والتركماني؟”، مضيفا سؤالا آخر “من قال لك وفِي اي فقرة دستورية، ان المطارات حصرا لمن تحب وتشتهي؟ وهل الانسان الاخر من غير حجاج بيته المعمور هو مواطن اخر اقل قيمة وحقوقا؟”.
واوضح، ان “من بين المحظورين في الاقليم من هم يعانون مرض عضال، ومنهم من تقدم العمر به، وهناك عوائل بعضهم نصفه في اربيل ودهوك والسليمانية، والنصف الاخر خارج تلك الديار”.
وكانت الحكومة، حظرت في شهر أيلول الماضي، الرحلات الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية، ردا على الاستفتاء الذي نظمته سلطات الإقليم في أيلول الماضي، واعتبرته بغداد “غير قانوني”.