متغيرات حادة في حياتها!!!

صوتها/بغداد

د. بشرى العبيدي: الجنائي اساس القانون وأنا أحب تحدي الصعاب

 

  • اتجاهت للتدريس والتدريب لانه اكثر ابداعا من الوظيفة والمحاماة ولا يخضع للروتين التقليدي.. جو الكلية اجمل بكثير من سواه.. أجد نفسي بين طلابي.. اعتبرهم اولادي.. مع شيء من تحيز للبنات من دون ظلم البنين
  • يجب اعتماد روح القانون وليس نصه.. فانا لا اساوي سارق ليسد جوع أطفاله مع قاتل سكران على مائدة قمار

أحلام المراهقة لم تلامس مشاعر المحامية الدولية د. بشرى العبيدي؛ مكرسة حياتها للدراسة، بشكل إستثنائي.. غير مألوف إجتماعيا في سن المراهقة.

وقالت د. العبيدي: “لم ادخل احلام اليفاعة، حياتي مكرسة للدراسة حد التخرج في الكلية ودخول الدراسات العليا” مؤكدة: “لم أمر بمرحلة المراهقة، لكن مولعة بالرسم والقصص البوليسية”.

مستعرضة سيرة حياتها الحافلة بالمتغيرات الحادة: “قبلت في قسم الرياضيات بكلية العلوم / جامعة صلاح الدين، في اربيل، التي لم انتظم فيها ورقن قيدي، على امل التحول الى بغداد، لكن شرع قانون يمنع الانتقال؛ فرسبت” مضيفة: “تقدمت للإمتحان الخارجي / أدبي، على أساس من دون تمهيدي؛ بإعتباري متخرجة في الاعدادية / علمي، من قبل، لكن قبل يومين فوجئت بوجوب الخضوع لامتحان تمهيدي؛ فدخلته”.

تابعت د. العبيدي: “أقرأ حتى الصباح واتجه للامتحان من دون نوم، وواحد من الكتب لم يتوفر، نجحت بمفاجأة الثانية على الخارجي” وتوالت المفاجآت: “صدر قرار يمنع قبول من سبق له ان قبل، لكن فتحت كلية التراث الجامعة، وفيها قسم قانون”.

  • عمر

ضاعت ثلاث سنوات من عمر د. بشرى العبيدي، بين الاحجام عن الانتظام في الرياضيات ورفض دراسة القانون التي يتمناها والدها، والبحث عن فرصة جديدة تعوض ما فرطت به: “فرح والدي بدراستي القانون، ولالمي عائدة الى ما فات، رحت انجح الاولى سنويا، وجعلت قضيتي سواد العدل في المجتمع” مشيرة الى ان: “حقوق الانسان هي قضيتي؛ كي اسهم بحماية الانسان وتنظيم حياته”.

بينت: “القانون ينظم كل شيء في حياة الانسان.. حتى الكون، الشمس تشرق وتغرب وفق أنساق مقننة؛ لذا نحن كبشر يجب ان ننظم سلوكنا وعلاقاتنا، بغيابه نتحول الى فوضى” موضحة: “القانون حاضنة تشريعية تصدر عن الجهات المختصة، اما الدستور فشكل النظام”.

كما قالت: “القوانين وحدها غير كافية، نحتاج قضاءً تطبيقيا وشرطة تنفيذية؛ إذ لا رأي لمن لا يطاع” مواصلة: “منذ 1989 اعمل في القانون، وما زلت اقول أنا أتعلم؛ تواضعوا يرفعكم الله”.

لفتت د. العبيدي الى انها: “تخصصت بالقانون الجنائي الدولي، وهو ميدان يجفل السامع، بل حتى الاساتذة حاولوا ثنيي عنه، ولم أنثي؛ لانني وجدت الجنائي اساس القانون، حتى الدستور فيه نصوص جزائية” مفيدة: “وأنا أحب تحدي الصعاب”.

  • غريزة

نوهت المحامية الدولية الى ان: “القانون ينظم الغرائز التي تتعارض مع العرف الاجتماعي، عندما يبلغ الانسان الاهلية، يبقى التعامل القانوني هو المتحكم بنا” ملمحة الى ان: “القانون يلاحق الشخص في كل مكان وزمان.. برا وجوا وبحرا”.

عادت الى نشأتها: “بحكم نشأتي تعلمت اقتحام الصعاب.. والدي ووالدتي قووا شخصيتي.. لا أخاف اذا كنت على حق، مستعدة للمغامرة” مستطردة: “اول مغامرة هي زيارتي سجن ابي غريب.. البنت الوحيدة في الفريق، كنت اعمل في وزارة حقوق الانسان، عندما حدثت قضية ابو غريب الشهيرة”.

إستفاضت بشرى العبيدي: “اجتماعيا لا مغامرات، ولا علاقة لجمالي بعملي، خاصة وانا مشغولة بالدراسة، مشتغلة في وزارة حقوق الانسان قبل مناقشة الدكتوراه” اما على صعيد المرافعات فقالت: “اول تخرجي اخذت قضية جنائية من معارفنا، داخلة مكافحة الاجرام، ورأيت شخصا يعذب، إصطدمت بالجلاد وقررت الا اعمل في المحاماة”.

وعبرت عن ان: “اتجاهها للتدريس والتدريب اكثر ابداعا من الوظيفة والمكتب؛ لان الاستاذ الجامعي قيمة عليا، ولا يخضع للروتين التقليدي، مع ملاحظة وجوب عدم رهن الاستاذ بنصاب من 30 ساعة، انما افضل اعتماد المنجز الاكاديمي مقياسا” مستدركة: “لكن جو الكلية اجمل بكثير من سواه، أجد نفسي بين طلابي.. اعتبرهم اولادي، مع شيء من تحيز للبنات من دون ظلم البنين”.

  • جيل

وبشأن تعاملها مع الجيل الجديد، قالت د. العبيدي: “فترة الدراسة احلى سنوات عمرهم.. لذا احرص على توجيههم الى بناء شخصياتهم.. ازرع فيهم مبادئ وقيم واسمح لهم بتحقيق ذواتهم بما لا يتقاطع مع الإحترام، وبالنسبة للبنات أعلمهن الا يقمعن انوثتهن ولا يفرطن بها، بل يعشن الى اصى ما هو متاح لها ربانيا وعقليا، بمسؤولية كاملة” الى ذلك قالت: “لفت نظري ضعف شخصية هذا الجيل وتهوره والفوضوية التي يعيشها واللاجدوى التي تنتظرهم.. بلا طموح”.

ودعت الى “الأوبن بوك” معلقة: “تركت الطلبة يفتحون الكتب، وفشلوا مع انني شرحتها لهم ولم يفيدوا، لكن دورة قبلهم نجحت” معلقة: “لا تطور في العراق، حتى القوانين الموجودة لا تطبق؛ لذا لن نبلغ العالم لا استعداد فكري ولا توعوي والنظام المستخدم.. نحن فاقدون للمقومات كافة” وبشأن التطبيق قالت: “يجب اعتماد روح القانون وليس نصه؛ فانا لا اساوي سارق عن جوع مع قاتل على مائدة قمار، وهذا يعتمد على فهم المطبقين والمنفذين للقانون”.

  • سويد

وكشفت د. بشرى: “السويد أغلقت آخر سجن، ببناء انسان، لدينا بشر لم يبنَ؛ بسبب النظام الماسك زمام الدولة، إن لم يكن بهذا المستوى من الوعي بهذا الموضوع، وهناك ارقى عشرة سجون في العالم، نزلاؤها فتحوا مشاريع.. وهم في السجن.. وصار لهم زبائن”.

وفي ياق متصل قالت: “يشدني التدريس الى جماليات العمل القانوني، يشعرني بانني ما زلت على قيد الحياة.. تجدد يومي، برغم ميلي للتأنق والمكياج والعطور، لم أدخل اية تجربة حب.. مع انني اطبخ الطعام بمزاج” تحدثت عن اول مرة تضع مكياجا: “بعد مناقشة الدكتوراه، شعرت بنضج يبيح لي ذلك، مع شيء من خوف كوني اصبحت مراقبة السلوك”.

من جهة أخرى قالت: “آلاف الملاحظات على تشريعنا القوانين.. بحاجة لاعادة نظر في المنظومة كلها، تحتاج تغييرا، نعمل بقوانين من الخمسينيات” عزت ذلك الى: “وجوب توعية الناس بأثر القانون قبل تشريعه وسريان مفعوله”.

واعطت مثلا: “قبل اقرار قانون حزام الامان في سويسرا، استغرقت الدولة ثلاث سنوات لإفهام الناس ضرورته” أما عن اهم منجزات حياتها، فقالت: “تدخلي في تشريع قوانين كثيرة، عتنى بالطفولة والمراة والمقابر الجماعية والناجيات من اسر “داعش” واعداد القيادات الشابة، الذي اعتمد منهجا في كليات القانون بجامعات بغداد وبابل والسليمانية”.

  • C. V

بشرى سلمان حسين العبيدي.. تولد بغداد 1968، دكتوراه قانون جنائي دولي، لها كتابان، هما: “الانتهاكات الجنائية الدولية لحقوق الطفل” و”دليل تدريبي عن المراة والديمقراطية” و60 بحثا، تعكف حاليا على تاليف كتاب عن “جرائم العنف الاسري”.

شاهد أيضاً

علياء الحسني.. الكتابة سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته رجعت له بحماس

ابنة الاختصاص كما يطلق عليها فتفوقها بالعمل الحقوقي والقانوني جعلها متميزة بين قريناتها المحاميات ، …

error: Content is protected !!