“داعش” يقلق الوضع الأمني في 4 محافظات.. والناتو: موجودون

بغداد ـ محمد الهادي 

بعد ثمانية أشهر من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي تحرير مدينة الموصل بالكامل، في آخر معركة تقليدية بين القوات الامنية وحلفائها من الحشد الشعبي من جهة، وبين تنظيم داعش من جهة أخرى، ما تزال عمليات التطهير والاشتباكات مستمرة حتى اليوم.

ولا يكاد يخلو يوم من هجوم لداعش ناجح او فاشل، في داخل المحافظات على الحدود مع سوريا، في حين تواصل القوات الامنية عمليات الملاحقة لمنع خلايا داعش من التقاط انفاسها واعادة تنظيم نفسها.

ففي الانبار، كشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة نعيم الكعود، امس الأربعاء، عن اتخاذ التنظيم بعض المناطق الغربية ملاذاً لاختبائها وتهديد امن واستقرار القاطع الغربي للمحافظة.

وقال الكعود في تصريح لـه أمس إن “عناصر من عصابات داعش الإجرامية ما زالوا يتخذون من مناطق وادي حوران وام الوز وحجلان غربي محافظة الانبار مخابئ لهم”.

وأكد الكعود ان هذا الانتشار الداعشي “يشكل خطراً على القطعات العسكرية المتمركزة في القاطع الغربي للمحافظة”، لافتا الى “وجود حواضن لداعش في المناطق المحررة ومنها القائم وهيت وراه”.

وأضاف، أن داعش “ما زال يعتمد على تحركاته عبر المناطق الصحراوية الوعرة والوديان والكهوف والمنخفضات للوصول إلى المناطق المحررة ومهاجمة القطعات العسكرية”.

وأوضح الكعود، أن “هذه المناطق بحاجة إلى تأمين ومتابعة ورصد تحركات داعش ونشر سيطرات أمنية ثابتة ومتحركة لضمان امن واستقرار المناطق الغربية”.

نينوى هي الاخرى، ما تزال مسرحا للعديد من الهجمات والعمليات الامنية، فقد كشف مجلس محافظة نينوى عن تخفي العديد من عناصر “داعش” في الموصل بهويات مزورة بين الأهالي، حصلوا عليها وقت سقوط المحافظة واستيلائه على دائرة الجنسية.

وقال عضو مجلس المحافظة عبد الرحمن الوكاع، في حديث له إن التنظيم “عند سقوط الموصل واستيلائه على دائرة الجنسية اخفى العديد من نماذج الجنسية التي كانت موجودة”.

وأضاف، ان “التنظيم استخدم هذه النماذج لتخفي عشرات العناصر التابعة له الموجودة في الموصل بين الأهالي بمختلف المناطق”، مشيرا الى ان “القوات الأمنية تجري عمليات تدقيق واسعة بالمحافظة بحثا عن المطلوبين المتخفين بأسماء ووثائق مزورة”.

وفي المحافظة ذاتها، احبط الحشد الشعبي، أمس الاربعاء، هجوما عنيفا نفذته داعش على قضاء سنجار، فيما قتل عشرات العناصر من التنظيم.

وذكر بيان لإعلام الحشد يوم أمس ان “اللواء الخامس في الحشد الشعبي قتل العشرات من عناصر داعش في هجوم عنيف في سنجار”، مضيفا ان “قوات الحشد سيطرت على ثلاث آليات لداعش”.

وفي الصعيد نفسه، أفاد مصدر امني في محافظة نينوى، بأن القوات الأمنية اعتقلت أربعة متعاونين مع داعش شرق الموصل.

وقال المصدر، إن “قوة أمنية اعتقلت أربعة من المتورطين مع داعش في حي القدس شرقي مدينة الموصل”، مبيناً أن “المتورطين كانوا متعاونين مع داعش في قضية الاتصالات”.

وأضاف، أن “المتورطين كانوا مختبئين في أحد المنازل السكنية في حي القدس”، مبيناً أنه “تم نقلهم إلى قيادة العمليات والتحقيق جارِ معهم”.

ولا تقتصر الجهود الامنية في محافظة نينوى على عملية ملاحقة الدواعش، بل يشمل ايضا ازالة المخلفات الحربية ورفع العبوات وتفكيك مخازن الاسلحة والعتاد.

وفي هذا الشأن، اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، أن “مفارز استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى العاملة ضمن وكالة الاستخبارات عثرت على كدس للعتاد من مخلفات داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل”.

وتابع، أن “الكدس يضم أسلحة متنوعة بينها 9 صواريخ ضد الدروع و17 صاروخا RBG7 و8 أحزمة ناسفة و16 رمانة يديوية و3عبوات ناسفة، ومواد اخرى تستخدم في العمليات الإرهابية”.

المشهد يتكرر ايضا في كركوك، حيث افاد مصدر امني في المحافظة بأن عنصرين من “داعش” قتلا باشتباك مع قوة من الحشد الشعبي جنوب غربي المحافظة.

وقال المصدر، إن “قوة من الحشد الشعبي اجرت عملية تفتيش بمحيط قرية النجاتية في قضاء الحويجة قاطع البوحمدان (٥٥ كم جنوب غربي كركوك)”.

وأضاف المصدر، أن “القوة اشتبكت اثناء التفتيش مع مجموعة من عناصر تنظيم داعش، ما ادى الى مقتل عنصرين من التنظيم”.

صلاح الدين هي الاخرى، شهدت قتل ثلاثة انتحاريين على يد الحشد الشعبي بعد محاصرتهم والاشتباك معهم في جزيرة الاسحاقي جنوب المحافظة.

وقال اعلام الحشد الشعبي، إنه “بعد ورود معلومات استخبارية بوجود انتحاريين في احدى المضافات بمنطقة جزيرة الاسحاقي توجهت قوة قتالية وطوقت المضافة”.

وأضاف، أنه “بعد اشتباك لمدة 15 دقيقة تمكنت القوة من قتل الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم ويبلغ عددهم ثلاثة، ولم يتم تسجيل أية إصابات في صفوف المدنيين أو القوة المهاجمة”.

وكانت الحشد الشعبي اعلن الاثنين الماضي إحباط محاولة لتنظيم “داعش” لتفجير أبراج الضغط العالي في جزيرة الاسحاقي في صلاح الدين.

وفي صلاح الدين ايضا، أعلنت قوات الحشد الشعبي مباشرتها لليوم الثالث على التوالي بتطهير جبال مكحول شمال المحافظة، وعثرت على كدس للأسلحة وعدد من المخابئ السرية داخل التلال والأنفاق.

محافظات الوسط لا تبدو أحسن حالا؛ ففي بابل، نفّذت داعش هجوماً على قرية العويسات التابعة لقضاء جرف النصر، شمال المحافظة، وهو ما أدى الى استشهاد منتسب في الحشد الشعبي وإصابة 4 آخرين، فيما تم قتل 8 دواعش والاستيلاء على أسلحتهم.

وقال مصدر في الحشد الشعبي، ان “المعركة استمرت لمدة 3 ساعات، فجّر فيها ارهابيو داعش 3 سيارات مفخخة. وقد تصدّت قوات الحشد التي تتسلّم مسؤولية قاطع جرف النصر للهجوم الذي انطلق من منطقة فارغة أمنياً تابعة لمحافظة الانبار”.

وكشف نائب رئيس مجلس محافظة بابل، حسن فدعم، عن أن الوضع الأمني لجرف النصر قلق، مشيراً الى وجود منطقة فارغة أمنياً تتبع محافظة الانبار تعد مصدر تهديد مستمراً.

فدعم قال في تصريح صحفي، إن “الوضع الأمني في الجرف قلق ومضطرب ومعرّض للهجوم، والمشكلة ليست في قاطع الحشد وإنما قاطع عمليات الانبار”.

وأشار إلى “وجود أذناب سائبة بنهاية قاطع الانبار باتجاه محافظة بابل وهي منطقة فارغة أمنياً وليست لدينا صلاحية للدخول الى هذه المنطقة”، داعياً “عمليات الانبار الى تطهيرها ليتم تأمين الجرف نهائياً”.

العاصمة كانت محل عمليات امنية اخرى، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، امس الأربعاء، عن العثور على مضافة وكدس للعتاد تابعين لتنظيم “داعش” في محافظة بغداد.

وقال معن في بيان له، إن “مفارز استخبارات الشرطة الاتحادية العاملة ضمن وكالة الاستخبارات عثرت على مضافة تعود لعصابات داعش شمال بغداد”.

وأضاف معن، أن “المضافة تحتوي على قاذفة RBG7، وصاروخين نمساويين وعبوة محلية الصنع ودوائر كهربائية ومواد تفجير ومطبوعات للتنظيم بعد الاستدلال عليها من قبل أحد الدواعش الملقى القبض عليهم، وتم رفعها اصوليا وضبطت لاستكمال الاجراءات القانونية”.

وفيما يسيطر الحشد على مساحة كبيرة من المشهد الامني في داخل البلاد وعلى الحدود، وتتم بيده أغلب العمليات الامنية القتالية وعمليات التطهير والملاحقة، يواصل التحالف الاوروبي (الناتو) اصراره على تقوية كفة القوات الامنية النظامية.

وفي هذا الاطار، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ينس ستولتنبرغ، الاثنين الماضي، أن قوات الحلف ستبقى في العراق بناء على طلب السلطات العراقية.

وأكد ستولتنبرغ أنه فخور بالنصر العراقي على داعش وهو نصر للعالم أجمع، مؤكداً أن قوات الناتو تقوم بتدريب القوات العراقية ومستمرة بدعم العراق ومساندته.

وأضاف ستولتنبرغ، “أننا نقوم بتدريب القوات العراقية ومستمرون بدعم العراق ومساندته والتعاون معه في التدريب وبناء الاكاديميات العسكرية والتزويد بالخبرات”.

وتابع، أن “العراق كان في الخطوط الامامية لمحاربة الإرهاب وأننا معجبون جداً بانتصاراته ونشكر العراقيين على ما بذلوه من تضحيات في محاربة الإرهاب”.

وأوضح “علينا أن لا نبقى أطول مما هو مطلوب، سنقوم بتدريب المدربين مهما تطلب ذلك من وقت لنكون متأكدين من أن داعش لن يظهر من جديد”.

وبيّن ستولتينبيرغ أن “قوات من 19 بلداً عضواً في الحلف شرعوا بمهام تدريب القوات العراقية في عدة مجالات”. واسترسل بقوله “يقوم حلف الناتو الآن بتوسيع حجم تدريباته التي تشتمل على مكافحة العبوات الناسفة وتدريبات في مجال الطبابة العسكرية وإدامة وصيانة المعدات وفي مجالات كثيرة أخرى”.

وكشف عن تخطيط الحلف لـ “لمساعدة العراقيين في تأسيس مدارس وأكاديميات عسكرية تقوم بتثقيف مدربيها وتعليمهم من أجل تحسين طاقاتها لتهيئة مدربين بنفسها”.

شاهد أيضاً

وزارة العدل و خطة وطنية شاملة لإدارة الأزمات

بناءً على توجيهات معالي وزير العدل د. خالد شواني، اجتمعت اللجنة الخاصة المشكلة في دائرة …

error: Content is protected !!