صوتها/استراحة
…بيانو…
أصبح يتخذها عادة له، الجلوس وحيدا على طاولة بيضاء والاستماع لصوت بيانو يعزف مقطوعة حزينة من احدى السمفونيات.
كان صوت البيانو الحزين يذكره بماضيه، فبعد أن كان لا يستطيع الجلوس وحيدا من كثرة الأصدقاء والأصحاب والمعارف، أصبح لا يستطيع الجلوس إلا وحيدا.
لقد غادر حياته الصاخبة المليئة بالأحداث والأشخاص، ليحط رحلة في منطقة لا يعرفه فيها أحد سوى الوحدة، فأصبحت رفيقته الدائمة.
ارجعه صوت البيانو إلى الصالة التي كان يجلس فيها، نظر حوله فلم يجد من أحد يجلس وحيدا مثله سوى عازف البيانو، هما: هو وعازف البيانو في الحقيقة لم يكونا وحيدين، فعازف البيانو، اتخذ البيانو رفيقا له وهو اتخذ القلم والورقة والأحزان اضافة إلى صديقته الجديدة: الوحدة.
انتهى عازف البيانو من عزف مقطوعته، صفق له بحرارة، أكثر من باقي الحاضرين، كأنه يقول له: “شكرا على هذه الجولة في الماضي”.
جمع حاجياته ووضعها في الحقيبة وغادر.