صوتها – بغداد
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، امس الإثنين، إن نحو 80 ألف مواطن يسكنون الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، يعانون من صعوبة التواصل مع العالم الخارجي بسبب انعزال المنطقة عن مركز القضاء لعدم وجود جسر يربط ضفتي المدينة.
وقالت شبكة الرصد في المرصد، في بيان تسلمته “مجلة صوتها”، إن عددا من الحوادث أدت إلى غرق زوارق تقل مواطنين قادمين من الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط إلى أيمن المدينة، ففي السابع والعشرين من شباط الماضي، غرقت 8 سيارات وأكثر من 40 مدنياً في النهر، بعد تحطم العبارة التي كانوا يعبرون عليها.
وأضافت شبكة الرصد، أن “زورقاً كان يقل ست طالبات جامعيات أردن الوصول إلى كلية التربية الواقعة في الجانب الأيمن للمدينة في كانون الأول الماضي غرق؛ مما أدى إلى وفاة إحداهن، فيما نجح الأهالي في إنقاذ زميلاتها اللواتي أصبن بأمراض برد نتيجة تبللهن”.
وتابعت الشبكة، أن “معاناة المدنيين تتفاقم، سيما المرضى منهم وكبار السن والأطفال الذين يحاولون اجتياز نهر دجلة للوصول الى إحدى ضفتي النهر سيما مع انخفاض درجات الحرارة هناك”.
ونقل المرصد عن عضو مجلس محافظة صلاح الدين، آمنة حميد الجبوري، قولها إن “استخدام الجسر لغرض عبور المواطنين لا يختلف عن اهمية إستخدامه للأغراض العسكرية بعد أن نصبت القوات الامنية جسرا عائما مطلع أيلول الماضي أستخدم لعبور القوات الامنية المشاركة في تحرير الساحل الايسر من الشرقاط والحويجة، لكن القوات الامنية رفعته قبل 3 أشهر”.
وأضافت أن “الجسر الكونكريتي الرابط بين ضفتي نهر دجلة في مدينة الشرقاط يعاني من أضرار جسيمة نتيجة قصفه من قبل قوات التحالف الدولي أثناء الحرب على “داعش”
من جانب آخر، قال الدكتور عبد الله عبدالفتاح وهو طبيب يعمل في مستشفى الشرقاط إن “صعوبة نقل المرضى من منطقة الساحل الأيسر الى مستشفى المدينة سيما النساء اللواتي في حالة ولادة أو كبار السنة وذوي الإعاقة أو الذين يعانون من كسور في أطرافهم، بسبب تنقلهم في أكثر من سيارة وبعض الأماكن يتنقلون عبرها سيراً على الأقدام”.
كما نقل المرصد عن أحمد الجميلي، وهو موظف يعمل في تربية الشرقاط الواقعة في مركز المدينة فيما يسكن في إحدى المناطق ضمن الساحل الأيسر، قوله إن “صعوبات جسيمة تعترض وصولي الى محل عملي، كل يوم أصل لمكان عملي بملابس متسخة، لأنني مضطر لركوب الزوارق الصغيرة، فهي السبيل الوحيد لاجتياز النهر لمسافة أكثر من (500) متر”.
من جهة ثانية، قال أمجد إحسان وهو شاهد عيان على بعض الحوادث “هناك حوادث حصلت لبعض الزوارق التي تنقل المواطنين من الساحل الايسر الى الايمن من مدينة الشرقاط وبالعكس، تمثلت بانقلاب بعض من هذه الزوارق بدائية الصنع مما ادى الى غرق بعض من المواطنين والحاق اضرار جسدية بالبعض الاخر قبل إسعافهم”.
ونقلت معاناة الطالبة آلاء إبراهيم التي تأتي كل صباح إلى كلية التربية الاساسية في الشرقاط قادمة من منطقة الساحل الايسر “انها تفكر بتأجيل السنة الدراسية الحالية كونها تخشى من عبور النهر كل يوم عبر الزوارق الصغيرة والتي قد تتعرض للغرق”.
وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة المركزية بضرورة الإسراع بمد جسر عائم يربط طرفي مدينة الشرقاط لحين إصلاح الجسر الكونكريتي إضافة إلى توفير مركز إنقاذ يضم غواصين لغرض إسعاف المواطنين في حالة حدوث حالات انقلاب الزوارق النهرية.