تقرير اميركي: “داعش” يتبنى تكتيكات جديدة أكثر مرونة

صوتها – بغداد

عندما كان داعش في أوج نشاطاته الترويجية عام 2015، كان يصدر مئات من الإنتاجات الإعلامية أسبوعياً، ويصور خلافته الزائفة كبديل مثالي للحالة الدولية الراهنة – بيئة تحفل بالاستقرار والتقوى والآمال. ولكن بمرور الوقت، ومع استمرار التحالف وشركائه تقدمهم في سوريا والعراق، تغير مسار عمليات التنظيم، وضعف تواصله مع العالم الخارجي.

وفي هذا الشأن، ذكر في موقع “وور أون ذا روكس” الاميركي، شارلي وينتر، باحث بارز لدى المركز الدولي لدراسات عن التطرف، وهارورو إنغرام، باحث رفيع لدى برنامج عن التطرف في جامعة جورج واشنطن، بنتائج دراسة أجرياها حول نشاط التنظيم الالكتروني، وأظهرا كيف واصل داعش، إثر انهياره في الأشهر الثلاثة الأخيرة لعام 2017، نشر دعايته، وتبنيه تكتيكات جديدة أكثر مرونة.

ولكن برأي الباحثين، من الخطورة بمكان التركيز على النشاط الالكتروني للتنظيم على حساب معرفة وفهم ما يقوم به داعش بعيداً عن الإنترنت، ما يهدد بعرقلة مساعي محاربة الإرهاب لسنوات قادمة.

وبحسب وينتر وإنغرام، بعد تراجع حجم إصدارات داعش الالكترونية بأكثر من 50٪ خلال الأشهر الأخيرة للعام الماضي، عاد في بداية عام 2018، ليكثف إنتاجه ولينشط من جديد.

وحول أسباب تراجع نشاط داعش الإلكتروني في الخريف الماضي، يقول الباحثان إن التقدم الاستراتيجي في مدن سورية، وبخاصة في مدن دير الزور والميادين والرقة، عاصمة داعش سابقاً، لم يدع للتنظيم شيئاً ليعرضه. ويضاف إليه احتمال اضطرار داعش لنقل موقعه الإعلامي المركزي إلى مكان آخر.

وحول ما تبقى من آليه داعش الافتراضية، يشير كاتبا المقال لكون الضرر الذي لحق بوسائل إعلام داعش كان كبيراً، لكنه لم يكن مدمراً بما يكفي. ويعد ذلك اختباراً لحقيقة أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة وشركائها اقترب، أكثر من أي وقت مضى، من هدفه في إسكات داعش ، وهو إنجاز يحسب له.

كما ثبت من خلال عدة دراسات، أن هزائم داعش في الميدان كان لها أثر مماثل على نشاطه الإعلامي، وحيث ارتبط النفوذ الإقليمي بالقدرة على التواصل.

ولكن، بحسب الكاتبين، دلت تقلبات في حجم منشورات داعش عبر الإنترنت، على انتهازية استراتيجية لطالما اتسم بها التنظيم. وعلى سبيل المثال، غالباً ما كانت فترات الهدوء الدعائي تتبعها فورات، مما يشير إلى أن التنظيم كان يخطط لإعادة ترتيب أوراقه.

وعلاوة عليه، ما زال النقاش جارياً حول قضية هامة تتعلق بما إذا كان تراجع قدرات داعش في مجال الدعاية على الإنترنت متلازمة مع دعايته خارج نطاق الشبكة العنكبوتية.

ويرى الكاتبان أنه من الخطأ الافتراض بأن النشاط الإلكتروني يصور ما يجري على الأرض، والعكس صحيح. فإنه لا يمكن لأي عدد من محللي البيانات أن يقدموا صورة دقيقة عن الجانب الآخر من المعادلة، أي ما يجري خارج نطاق الإنترنت. وفي ذلك المجال، يحتفي نشطاء إعلام داعش على الأرض بـ”الساعين إلى الشهادة”، وينشرون أفلاماً قصيرة ومنشورات لترهيب وابتزاز من لا يزالون تحت رحمته، فضلاً عن بناء وتقوية شبكات محلية يعتمد عليها لاحقاً.  

شاهد أيضاً

ارتفاع التلوث البيئي في العراق.. وانتشار الكبريت ينذر بكارثة صحية

من أصل 18 محافظة في العراق، هناك 12 محافظة ذات بيئة “غير صحية” وست محافظات …

error: Content is protected !!