صوتها/ثقافة
لم تكن المرأة عند نزار قباني مجرد أنثى يتغزل بشعرها وعينيها وابتسامتها ودلالها وغنجها كما تجرأ عليه النقاد وإنما كانت له وطناً إليه يسكن ويطمئن ويتدفأ … في مرابعه يعيش طفولته ومراهقته وشبابه وكهولته وفي منتزهاته يطير كما تطير الفراشات من شجرة إلى شجرة ومن غصن إلى غصن ومن زهرة إلى زهرة … وعلى شواطئه الدافئة يجلس …يناجي البحر ويهمس في أذن الموجات …. يبحث عن الأصداف المرمية على الرمال.. يجمعها ، وفي المساء يكتب لحوريته الجميلة أحلى قصيدة .
شعر نزار معجون بالمرأة والمرأة معجونة بشعره ..
وعندما كتب نزار قباني للمرأة زرعها وردة في حدائق شعره … كانت تتضوع بالحروف فرحاً ، وتستحم بماء القصيدة لذلك اعتبر الكلام معها حضارة..
إن الكلام مع النساء حضارة
فإذا ذهبتِ
فمن يعلمني الكلام
ولأن الأنوثة شغلت الجزء الأكبر من قصائده فقد اعترف بسلطة المرأة عليه قائلاً :
الأنوثة هي السلطة الوحيدة
التي لم أقاومها
ولم أكتب ضدها