ريبيكا لي.. الطالبة التي غيرت وجه الطب في أمريكا

من هي ريبيكا لي ؟  تلك السيدة صاحبة البشرة “السوداء”، التي فتحت الباب على مصراعيه لدارسي الطب من “الملونين”، في بلد كان يحظر عليهم دراسة هذا التخصص بسبب لون بشرتهم ؟

 

 كانت ريبيكا لي أول طالبة “سوداء البشرة” في الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على درجة طبيب مدرس

 

ولدت ريبيكا عام 1831 في ديلوير في بنسلفانيا، حيث قضت معظم وقتها في العناية الطبية بمن حولها من الجيران والأصدقاء، الأمر الذي أثر على اختيارها لتخصصها فيما بعد. عام 1860، تم قبولها في مدرسة نيوإنجلند للبنات لدراسة الطب وبعد تخرجها بعد أربع سنوات، كانت أول طالبة سوداء البشرة في الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على درجة “طبيب مدرس”. في كتابها الأشهر “خطابات طبية” كتبت ملخصًا قصيرًا عن مسيرتها المهنية وعن الوقت الذي كرسته لتخفيف معاناة الناس وعن العمل الذي قامت به تحت إشراف الأطباء لمدة ثماني سنوات.

بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة رأت ريبيكا أنه من أنسب الأعمال التركيز على أمراض المرأة والطفل. وفي الربع الأخير من عام 1886، استطاعت أن تكون على اتصال مباشر بمجموعة كبيرة من المعوزين وأشخاص من مستويات معيشية مختلفة في كتلة بشرية تقارب الثلاثين ألف شخص، حيث انضمت لمجموعة من الأطباء الذين كانوا يعتنون بالعبيد المحررين، الذين لم يحصلوا على أي عناية طبية تُذكر، انضمت أيضًا للعمل مع البعثات الكنسية وجماعات المبادرات الأهلية للعلاج، وكان كل ذلك تحت ضغط كبير بسبب التمييز العنصري ضد الأطباء ذوي البشرة السوداء ما بعد الحرب الأهلية. انتقلت بعد الحرب إلى ريتشموند مع زوجها.

للأسف لا صور بقيت عن الدكتورة كروبلير، حيث يفتقر ملف سيرتها الذاتية إلى أرشيف صور كبير يعبر عن مسيرتها الحافلة، لكن مقتفي أثرها يسعهم أن يتلمسوا طريقها الذي مضت فيه من خلال كتابها الذي كان بمثابة علامة فارقة في تاريخها كممارسة للطب وطبيبة فيما بعد، في الوقت الذي كان فيه من النادر أن يكتب أفريقي أمريكي مسيرة ما عن الطب أو حتى أن ينال اعترافًا أو قبولًا من جانب كلية طب ومن ثم إعلان ذلك والتعامل معه، في مجتمع عنصري لم يتخلص من عنصريته ضد السود حتى ستينيات القرن الماضي.

 

تعد ريبيكا لي من أهم الشخصيات في المجتمع الأفريقي الأمريكي بجوار مارتن لوثر كينج في مجال الطب حيث فتحت باب العلم لمزيد من الطلاب السود على مستوى الولايات المتحدة كلها، في سابقة هي الأولى من نوعها. يُذكر أن حقوق السود في الولايات المتحدة جاءت معظمها بمبادرات فردية كتلك التي قامت بها روزا باركر الشهيرة التي جلست في المكان المخصص للبيض في حافلة للنقل العام، مما أثار حنق السائق الذي طالبها بالنزول، وكان رفضها النزول أو العودة إلى المقاعد الخلفية المخصصة للسود أمرًا جعلها تقع تحت طائلة القانون.

ويعد كتاب ريبيكا لي كروبلير من أوائل الكتب الطبية التي كتبها أمريكيون من أصل إفريقي. ويصادف التاسع من مارس ذكرى وفاتها. ومن أهم اقتباساتها التي وصلتنا من كتابها: “رأيت منذ وقت مبكر أن منتهى أملي ورغبتي هو انتهاز كل فرصة لتخفيف المعاناة عن الآخرين” وأن “الأنانية غالبًا ما تحيل بين المرء وواجبه”.

شاهد أيضاً

دريا ترسم لمساعدة مرضى السرطان 

“اسمي دريا سالار حويز، عمري ٢٤ عاماً، تخرجتُ من كلية الأحياء في جامعة صلاح الدين …

error: Content is protected !!