صوتها – بغداد
مع تجدد تظاهر المعلمين في مدن السليمانية ورانية وكفري، للمطالبة بصرف رواتبهم، بعد مقاطعة الدوام لحين الاستجابة لمطاليبهم، اقدمت الحكومة الاتحادية على خطوة تصعيدية جديدة، تمثلت في تمديد الحظر الجوي على الرحلات الخارجية من وإلى مطاري إقليم كردستان.
هذا الاجراء، قد يتنافى مع الانباء التي تتحدث عن الوصول الى حلول جذرية بشأن المسائل العالقة بين بغداد واربيل، خصوصا بعد تصريحات رفع النسبة الاقليم في مشروع الموازنة من 12 بالمئة الى 14 بالمئة، والتي نفتها الحكومة.
القضية لم تتعلق بالمطارات فقط؛ اذ يؤكد مسؤولون كرد ان الاستمرار بغلق المنافذ الحدودية البرية يمثل عقاباً جماعياً لشعب إقليم كردستان.
ويقول مراسل “مجلة صوتها”، ان “المئات من الكوادر التدريسية في السليمانية ورانية ومناطق أخرى مستمرة بالتظاهر للمطالبة بصرف رواتبهم كاملة، وقد تستمر لحين الاستجابة لمطالبهم”.
واكدوا، “مواصلة مقاطعة الدوام في المدارس للضغط على حكومة الإقليم للاستجابة لمطالبهم”.
أحد المتظاهرين يدعى زركار حميد، قال لمراسل ” مجلة صوتها “، إن المواطنين فقدوا الثقة بحكومة الإقليم، فيما دعا رئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية حيدر العبادي، الى الايفاء بوعوده بصرف رواتب المعلمين في الإقليم.
ووضع رئيس الوزراء حيدر العبادي، 3 شروط، للموافقة على دفع رواتب موظفي إقليم كردستان؛ تتضمن تسليم الإقليم معابره الحدودية مع تركيا وإيران إلى الحكومة الاتحادية. كذلك موافقة الإقليم على تسليم 250 ألف برميل من الخام الذي ينتجه إلى وزارة النفط الاتحادية، لتقوم بتصديره، وأخيرا حذف الأسماء الوهمية من قوائم الرواتب التي سلمتها حكومة الإقليم إلى بغداد.
فيما أبدت حكومة إقليم كردستان، استعدادها لتزويد الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية بالمعلومات والارقام المطلوبة وقائمة موظفي اقليم كردستان بموجب النظام البايومتري.
وكان مجلس محافظة السليمانية، دعا يوم الخميس الماضي، معلمي ومدرسي في حدود محافظة السليمانية إلى إنهاء مقاطعة الدوام، محذرا من أن واقع التعليم في المحافظة على حافة الخطر.
الجدير بالذكر ان محافظة السليمانية ومناطق أخرى شهدت خلال الأشهر الماضية احتجاجات ومظاهرات للمعلمين والكوادر التدريسية، للمطالبة بدفع رواتبهم حيث أعلنوا عن مقاطعتهم للدوام في المدارس حتى تحسين أوضاعهم وصرف رواتبهم كاملة.
لكن في مقابل ذلك، عملت بغداد على “تمديد الحظر ثلاثة أشهر أخرى”.
وكانت الحكومة العراقية حظرت في أيلول (سبتمبر) الماضي الرحلات الدولية من وإلى مطاري أربيل و السليمانية، رداً على الاستفتاء حول مستقبل كردستان الذي نظمته سلطات الإقليم واعتبرته بغداد “غير قانوني”.
من جانبه، اوضح رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني النيابية عرفات كرم في اتصال مع ” مجلة صوتها ” إن “قرار الحكومة العراقية بتمديد قرار غلق مطارات إقليم كردستان أمام الرحلات الخارجية إلى يوم 30 أيار المقبل، يهدف للحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة”، معتبرا “القرار عقوبة جماعية لشعب كردستان”.
وأضاف كرم، أن “هذه القرارات تدفع شعب كردستان إلى القناعة بأنه كان محقا في إجراء الاستفتاء”، مشيرا إلى أن “هذه السياسيات الخاطئة هي التي تدفع الشعب الكردستاني للتفكير في الاستقلال”.
ومضى كرم إلى القول، “عندما نريد أن نكون عراقيين تنتزعون منا عراقيتنا، وعندما نريد أن نصبح كردستانيين تعلنون الحرب علينا”، عاداً أن “هذه اللعبة خطيرة جدا”.
ودعا كرم حكومة إقليم كردستان الى “مقاطعة شاملة للانتخابات والانسحاب من العملية السياسية العراقية فورا وضرورة عقد اجتماع للأطراف السياسية الكردية لإتخاذ موقف واضح ضد التجويع والظلم المجحف الذي يُمارس بحق شعب كردستان وإنقاذ كردستان من الأزمة الخانقة التي يتعرض لها”.