لو قالها جاسم بدل عباس؟

د. اسعد عبد الكريم

انقلبت الدنيا ولم تقعد على تحالف الحزب الشيوعي العراقي (العراقي ها!) مع التيار الصدري، شحذ كل ذي لسان (دينتي) لسانه، لم يبق خالصي ولا ولايتي ولا (مدينتي)، فجأة انتبه (الدينتيون) ان الاسلام في خطر، والمجتمع يسير بطريق الالحاد. وان شريكهم الحزب الشيوعي منذ بداية الاحتلال اصبح اليوم بقدرة قادر، خطرا ولم يكن كذلك حتى اخر ثانية قبل التحالف! سؤال ثاني قبل طرح السؤال الاول: ماذا لو تحالف مع المالكي؟! ألن يكون عندها خطا احمر مثل البعثي بشار سواء بسواء؟! اعتاد اعلام السلطة والتبعية على تصريحات هزلية يسميها عباس (تهكم)، الا اني اعدها تصريحات مدروسة وليست ساذجة؛ بدءا من تصريح علي الشلاه انه ابا الحسن والحسين وان (الحسن) يصرف خمسة ملايين دينار على الانترنت برغم صغر سنه! بالتاكيد فان مواقع التواصل الاجتماعي لم تقصر في تأكيد المعلومة وعدتها من المسلمات (حبا بعلي) الشلاه طبعا! لانك مهما حسبت واضفت لا يمكن ان تصل فاتورة انترنت بهذه الكلفة شهريا حتى لو كانت لمؤسسة وليس الى طفل صغير. فما الهدف من هذا الاستفزاز؟

سنأتي عليه لاحقا، تبع ذلك تصريح الاستنساخ الشهير لعباس، والذي ربما، ربما كان فلتة غير محسوبة لكنها أتت اكلها من الانتشار، وهو المطلوب! فقد اثمرت هجمة البغدادية على المالكي ان تحولت الى دعاية عكسية صبت في صالحه. اذن، لماذا لا تكرر التجربة؟ هذه المرة اعد للتجربة اعدادا جيدا، ويظهر من الحاح البياتي على مقدمة البرنامج في ان تتم الخمسة بذكر “الحكمة”، بعدها اصراره على ذكر عبارة اهل الكساء وتكراره لها، ثم مقاطعته للمقدمة ليلقي ابياته السوداء، تلك الابيات التي تمثل بها اعدادا وليس ارتجالا، كما انطلت على البعض الذين قدموا استياءهم على قراءة المشهد قراءة صحيحة. وهو ما دعاه الى انشاء هذه الابيات الهزيلة على بحر المتدارك مع زحافة ساذجة: (اولنا النصر وبعده القانون…..ثم الفتح والحكمة والسائرون!!).

وحدث ما توقعه البياتي، فهو كان متأكدا من نقاط عدة: ان المرجعية لن ترد على تفاهاته ولن يكون ضمن خطبة الكربلائي والصافي حيزا له، وان كان فسيوظفه مرة اخرى بقصد طلب الاعتذار، ليلتقي بهم ويلتقط معهم الصور التي سرعان ما ستنتشر بين المعارضين قبل الموالين للمالكي؛ ففي لقاء له مع الملا طلال أخبره الاخير ان تصريحه الشهير بالاستنساخ اشعل مواقع التواصل الاجتماعي. وربما كان هذا حافزا مشجعا ليبتدع شيئا اخر (يشعل) به تلك المواقع لاسيما مع قرب فترة الانتخابات، فقد اثبتت التجارب ان كثرة الهجوم على شخص، تجلب له التأييد، الامر الذي دعا اغلب الشخصيات المهملة الى استحداث صفحات وهمية يهاجمون بها انفسهم! فضلا عن لعبة الاثبات والنفي، فمثلا يصدر شخص ما تصريحا او بيانا ثم يقوم بعد ذلك بنفيه والطلب من وسائل الاعلام توخي الدقة في نقل الخبر! وهكذا سنسمع في الايام المقبلة بيانا يطرد عباس وبيانا يسحب الترباس، ولكن ليس قبل ان يأخذ الفيديو مأخذه في السوشيال ميديا، والا فان حزب الدعوة اعتزم تقديم دعوى قضائية ضد مسلسل عادل امام (استاذ ورئيس قسم)، عام 2015 لانه عد استخدام شعار الحزب في المسلسل اهانة للشعب العراقي! ولكن التعرض لاهل الكساء الذين استغفلوا الشعب بأسمهم، لا يعد اهانة لا لهم ولا للشعب العراقي ولا المذهب الذي صدروا انفسهم كمدافعين عنه. وهذا ليس كل شيء فالسبب الاساسي هو خلط الاوراق على الناخبين وترويعهم بان الانتخابات لعبة، ولا خلاف بين احد من القوائم، وانهم جميعا متشابهون ومتفقون ليحدث امر من اثنين؛ فاما سيقاطع الاغلب الاعم الانتخابات وفقا لذلك واما يعود جمهورهم (السابق) الى التصويت لهم. الاهم من ذلك كله توجيه ضربة الى التحالف المختلف والمخيف والمثير للجدل، تحالف سائرون وضمه الى حزمة التحالفات التي تنال من الشتائم والسباب على مواقع التواصل الاجتماعي ليكون تسقيطا جمعيا (ومفيش حد احسن من حد)، حتى اذا تناول رجال الدين او المجتمع الدفاع عن اهل الكساء، وتنزيههم عن التحالفات الفاسدة، يكون تحالف سائرون بضمنها، حتى وان ذهب صاحب نظرية الاستنساخ كبش فداء، فسيعوض بمنصب تنفيذي. المضحك المبكي اني وجدت هاشتاك يدين: “#علي_وجيه_يستهزئ_باهل_البيت” وما من اي هاشتاك يدين البياتي!

شاهد أيضاً

ازمة لبنان تعبر خطوط الإنذار

العاصمة بيروت تتعرض للقصف الجوي من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى َوتهجير …

error: Content is protected !!