القوات المشتركة تطلق حملة لـ”تطهير” السعدونية إثر مجزرة الحشد.. والعبادي يفتح تحقيقا

صوتها ـ مهدي المهنا

بدأت القوات المشتركة بإسناد من طيران الجيش، عمليات تطهير بلدة السعدونية جنوب غرب كركوك، من خلايا داعش، لكن بعد وقوع “مجزرة” بحق 27 مقاتلا في الحشد الشعبي، كانوا قد اشتركوا في حملة ملاحقة شتات التنظيم الجهادي، على امتداد جبال حمرين.

المراقبون الأمنيون وصفوا الحادثة بأنها “انتكاسة”، تطال الخطط الأمنية، بسببها “اللامبالاة وتجاهل” اعداد عناصر الحشد الشعبي، اعادادا كاملا من جهة التأهيل والعدة، والتغطية الجوية لعملياته.

بينما اكتفت الحكومة، كالعادة، بفتح تحقيق في الحادثة، ووعدت بالثأر.

وأعلنت مديرية إعلام الحشد الشعبي، يوم امس، إنطلاق عمليات تطهير السعدونية من خلايا داعش جنوب غرب كركوك.

وذكر بيان لإعلام الحشد، إن “قوات الحشد وقطعات الشرطة الاتحادية وباسناد من طيران الجيش باشرت عمليات تطهير السعدونية جنوب غرب كركوك من خلايا داعش الارهابية”.

وأكد البيان، أن “العمليات الأمنية جاءت بعد ان استهدفت خلايا التنظيم امس الأحد، عددا من المدنيين والحشد  في مناطق جنوب قضاء الحويجة، عن طريق نصب سيطرات وهمية وعمليات مباغتة”.

وأعلن الحشد، امس الاثنين، إن 27 من مقاتليه قتلوا مساء أمس الاول الأحد، بكمين لمسلحي تنظيم “داعش” في محافظة كركوك شمالي البلاد.

وأوضح في بيان توضيحي، تلقته “مجلة صوتها”، أنه  وقعت قوة خاصة من الحشد في كمين غادر لمجموعة إرهابية متنكرة بالزي العسكري، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من ساعتين”.

وأضاف، أنه “بسبب كثرة أعداد المهاجمين والأجواء الجوية الصعبة استشهد 27 بطلا من القوة الخاصة المحاصرة”.

وأشار البيان إلى، أن “تلك القوة كانت تتولى منذ أيام القيام بعمليات نوعية لاعتقال عدد من الإرهابيين والخلايا النائمة في منطقة الحويجة والمناطق المحيطة بها”.

وأعلن موقع “اعماق” التابع لداعش، مسؤولية التنظيم عن هذه الهجمة، كاشفة عن قتل 20 عنصرا من الحشد الشعبي، وإحراق اربع آليات رباعية الدفع.

واستعادت القوات الأمنية في الـ8 من اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قضاء الحويجة (55 كم جنوب غرب مدينة كركوك) والذي كان آخر معقل لتنظيم “داعش” في المحافظة.

وبعد ساعات قليلة من المجزرة الاخيرة، كلّف رئيس الوزراء حيدر العبادي الجهات المعنية بـالتحقيق العاجل في ملابسات الهجوم.

وذكر فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، أن العبادي أمر بالتحقيق العاجل في “الحادث الإجرامي الغادر الذي تعرضت له قوة الحشد الشعبي في منطقة السعدونية بقضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك”.

وأضاف الفياض، أن “العبادي أعرب عن تعازيه ومواساته لذوي الضحايا”، متوعدا “بالثأر لهم والقضاء على آخر بقايا خلايا عصابات تنظيم داعش الإرهابي”.

وذكرت الشرطة وقادة في الحشد بعد الهجوم أن 12 من أفراد الحشد قتلوا في الكمين وأن الباقين مفقودون، لكن قوات الأمن عثرت في وقت لاحق على جثث المفقودين وعليها آثار طلقات نارية.

وفي تعليق للكاتب والباحث العراقي المختص بشؤون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي حول الحادثة، قال إن “الكمين في قرية السعدونية جنوب غرب كركوك، هو درس قاس لمن يريد الاعتبار، ونكسة تحتاج الى حملة واسعة للقضاء الفعلي على فلول وجيوب وشتات داعش، والقبض على الخلايا النائمة والساندة، في تلك الجغرافيا التي لم تحرر بشكل كامل”.

واضاف في صفحته على “فيسبوك”، ان “ضعف القدرة القتالية والتقنية واجهزة المراقبة والاتصالات لقوات الحشد الشعبي، كانت سببا في حوادث استهدافهم في مناطق المرابطة في اطراف الحويجة جنوب غرب كركوك”.

وأكد الهاشمي، أن “كل ذلك يرجع الى عدم اهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الحشد الشعبي برفع مستوى هذه القوات البطلة، أسوة بالقوات العراقية الأخرى، وهو تقصير ينبغي ان يحاسب عليه القادة اولا بتهمة الإهمال”.

وأشار الى “عدم دعم واسناد عمليات الحشد الشعبي بالقدرة الجوية للطائرات والمروحيات التابعة للقوات الجوية العراقية وطيران الجيش ودائما حين يصل الأمر عند اسناد قوات الحشد يكون الجواب (القدرة غير كافية)”.

وكشف ان “الاشهر الستة الاخيرة لم تشهد تعزيز جاهزية معدات الحشد الشعبي كدروع ومعدات ثقيلة على الرغم من أنها حررت قرابة 37‎%‎  من الأراضي التي كانت تحتلها داعش”.

يذكر ان في عملية مشابهة تمت بتاريخ الخامس والعشرين من شهر كانون الأول الماضي بالقرب من ناحية الرياض في كركوك، تم نصب سيطرة وهمية واستهدفت العقيد فاضل السبعاوي مدير شرطة ناحية الشريعة ونجله وكذلك استشهاد شيخ عشيرة الجحيش والآمر في الحشد العشائري وليد الجحيشي مع عدد من افراد حمايته.

وأعلن العراق في شهر كانون الأول/ ديسمبر استعادة جميع اراضيه من قبضة “داعش” الذي كان سيطر عليها في 2014، والتي كانت تقدر بثلث مساحة العراق، إثر حملات عسكرية متواصلة منذ ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

لكن التنظيم ما يزال يمتلك خلايا نائمة في أرجاء العراق، وبدأ يعود تدريجيا إلى أسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة، ضمن حرب العصابات كان يتبعها قبل اجتياحه ثلث مساحة العراق، صيف 2014.

وهذا ما اكده الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، امس الاثنين، قائلا إن “الإرهاب” ما زال موجوداً في بعض المناطق الرخوة، داعياً القوات الأمنية إلى أخذ الحيطة والحذر.

ووعد العامري بـ”سحق رأس الأفعى وجعل تنظيم داعش عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن العراق”.

هذا وأعلن مجلس محافظة البصرة، يوم امس الاثنين، الحداد ثلاثة ايام على ارواح “شهداء” حادثة الحويجة التي راح ضحيتها مجموعة من عناصر الحشد الشعبي في عملية “غادرة” لمسلحين في ناحية الرياض.

فيما طالب الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق النائب جاسم محمد جعفر البياتي، أمس، القائد العام للقوات المسلحة بتكليف المعنيين بوضع خطط لتطهير المناطق وعلى امتداد جبال حمرين لغاية غرب ديالى من الزمر الضالة، واصفا ما حدث امس في السعدونية بـ”مجزرة”.

وقال البياتي، ان “استخبارات الحشد ورئاسته مطالبون بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث الذي حدث امس في السعدونية ب‍الرياض والذي ادى الى وقوع عدد من ابنائنا من الحشد في كمين او تم استدراجهم من قبل زمر ضالة من خلايا داعش والذي ادى الى استشهاد ثلة مؤمنة من شباب الحشد”.

من جانبه، عدّ رئيس الكتلة التركمانية ارشد الصالحي، أمس الاثنين، تبديل قطعات الجيش بالشرطة في مناطق جنوب غربي كركوك “خطأً جسيما” يتحمله القائمون به. فيما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي الى كشف ملابسات خطر انتشار عناصر “داعش” في تلك المناطق.

وأضاف، أن “استهداف وقتل ابطال الحشد الشعبي بكل مكوناتهم من قبل الدواعش في قرية السعدونية ما هي إلا انذار بوجود هذه المجاميع”، مشيرا الى “اننا في الجبهة التركمانية استبشرنا خيرا من انتشار الجيش العراقي حول كركوك ولكن الضغوطات السياسية التي مورست على الحكومة في تبديل قطعات الجيش بالشرطة ماهي الا خطأ جسيم يتحمله القائمون بها”.

شاهد أيضاً

السفير البرزنجي يستقبل مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في الأردن

استقبل سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ عمر البرزنجي، بمكتبه في مبنى السفارة، …

error: Content is protected !!