“موطني”.. التغيير الخامس من نوعه للنشيد العراقي

صوتها – بغداد

كرمت موريتانيا الموسيقار المصري راجح داود بعد أن لحن النشيد الوطني للبلاد، لينضم إلى قائمة الفنانين غير المحليين الذين أهدوا موسيقاهم لتلحين أناشيد وطنية مختلفة في شتى أرجاء البلدان العربية.

ويعد داود رمزاً من رموز الموسيقى المصرية والعربية. وهو عازف بيانو، انضم إلى معهد الكونسرفتوار في القاهرة وتخرج فيه عام 1977. ودرس في جامعة فيينا، حيث نال شهادة الفنون العليا.

ويعد النشيد الوطني الهولندي أقدم الأناشيد الوطنية على مستوى العالم، إذ وضعت كلماته وصيغت موسيقاه واعتُمد رسميا عام 1568 حتى وقتنا الراهن، لكن ماذا عن حكايات بعض الأناشيد الوطنية العربية؟

شهد القرن الماضي عدة أمثلة سلطت الضوء على إسهام فنانين غير محليين في وضع أناشيد وطنية عربية لدول غير دولهم أمثال الموسيقار محمد فوزي، الذي وضع النشيد الوطني للجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسي، والموسيقار محمد عبد الوهاب الذي وضع موسيقى النشيد الوطني الليبي، والموسيقار سعد عبد الوهاب الذي وضع لحن النشيد الوطني الإماراتي.

بدأ الأخوان اللبنانيان محمد وأحمد فليفل القصة في سوريا، عام 1923 بعد أن وضعا لحنا لنشيد في ذلك الوقت بعنوان “سوريا يا ذات المجد” كلمات الشاعر مختار التنير.

ثم تقدما للمشاركة في مسابقة عام 1938 لاختيار لحن للنشيد الوطني السوري الحالي “حماة الديار” للشاعر خليل مردم بك، في ظل منافسة ضمت 60 متسابقا. لكن اللجنة رفضت مشاركتهما، فعرضا لحنهما على رئيس مجلس النواب، فارس الخوري، الذي طلب منهما تعليمه لتلاميذ المدارس. وبالفعل، سرعان ما انتشر اللحن بين السوريين، وأصبح بعد عزفه رسمياً خلال احتفال الجلاء عام 1949 لحنا رسميا لنشيد “حماة الديار” الوطني.

أما في العراق، فقد ظل النشيد الوطني المصري السابق “والله زمان يا سلاحي” نشيدا وطنيا للبلاد خلال الفترة من العام 1963 وحتى العام 1981. ويرجع هذا النشيد إلى فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إذ غنته أم كلثوم لأول مرة، من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين، وألحان الموسيقار المصري كمال الطويل.

وبعد تولي الدكتاتور صدام حسين السلطة في العراق عام 1981، اختار قصيدة “أرض الفراتين” لتصبح نشيدا وطنيا للبلاد، وهي من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي، وألحان اللبناني وليد غلمية.

وبعد إسقاط نظام صدام، استُخدم نشيد “موطني”، كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وألحان اللبناني محمد فليفل، بأمر رئيس السلطة المدنية الأميركية في العراق آنذاك، بول بريمر، الذي أُعجب بالنشيد عندما سمعه في حفلة موسيقية ببغداد. وكان ذلك التغيير الخامس من نوعه للنشيد الوطني.

أما النشيد الوطني الليبي”يا بلادي”، الذي أصبح النشيد الرسمي للمملكة الليبية منذ العام 1955 في عهد الملك إدريس، فقد اختيرت كلماته من خلال مسابقة وطنية فاز فيها الشاعر التونسي البشير العريبي، ولحنه الموسيقار محمد عبد الوهاب. لكن توقف العمل بهذا النشيد حين تولي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي السلطة في عام 1969.

وفي العام 1963، أهدى الموسيقار محمد فوزي لحن النشيد الوطني الجزائري “قسما”، للشاعر مفدي زكريا، بعد أن استقلت البلاد عن فرنسا. وقيل إن فوزي كان من بين أكثر الداعمين للثورة الجزائرية في ذلك الوقت، وحرص على تقديم هذا اللحن من منطلق الواجب الوطني.

ويأتي الموسيقار سعد عبد الوهاب واضعا للحن النشيد الوطني الإماراتي رسميا عام 1986، بعد أن كتب الشاعر الإماراتي، الدكتور عارف الشيخ، كلمات النشيد. ووضع الشيخ كلمات قصيدته على لحن “معزوفة السلام”، التي ألفها الموسيقار سعد عبد الوهاب عام 1972.

كما وضع الموسيقار علي إسماعيل لحن قصيدة “فدائي”، التي كتبها الشاعر الفلسطيني سعيد المزين، وهي نفس القصيدة التي اعتمدتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1972 لتصبح نشيدا وطنيا رسميا لفلسطين بدلا من قصيدة “موطني”.

شاهد أيضاً

العمل تنظم بازاراً خيرياً لدعم الشرائح الهشة في المجتمع

نظمت قسم المنظمات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بازاراً خيرياً بالتعاون مع مؤسسة رواد الخير …

error: Content is protected !!