صوتها – بغداد
مع حلول عيد الحب، يتهافت الناس على محالّ الزهور لابتياع الباقات ويتسابقون لتقديم الهدايا، التي مهما بلغت قيمتها تظل بالنسبة للبعض “هدية ناقصة” إذا لم تقرن بالوردة الحمراء التي، برغم بساطتها، تحمل أجمل معاني الحب.
هل تساءلتم يوماً عن السبب الذي جعل من الورد الأحمر دون سواه رمزاً للحب؟
في فيلم “الجميلة والوحش”، الذي أنتجته شركة “ديزني” في العام 1991، تركزت أحداث القصة حول الوردة الحمراء التي وضعها الأمير تحت جرس زجاجي لحمايتها، بعد أن حوّلته الساحرة إلى وحش، وأخبرته بأنه إذا تساقطت أوراق الوردة قبل أن يعثر على حب حياته فلن يعود مطلقاً إلى طبيعته البشرية.
ارتبطت الوردة الحمراء “الكلاسيكية” بالحب والشغف والرغبة، ولم تغب عن مشاهد العشق والغرام في الأفلام الأجنبية والعربية، وكانت في تركيا لغة التواصل بين العشاق الذين يكتمون حبهم عن المجتمع.
غير أن تاريخ الوردة الحمراء يعود لنحو 35 مليون سنة، وقد اكتسبت شعبيتها في الأساطير، ففي عهد الرومان ارتبطت بالحب والتضحية خاصة أنها كانت الوردة المفضلة لفينوس، إلهة الحب والجمال، وتناولت الأساطير أيضاً قصة الوردة الحمراء التي نبتت حين بكت أفروديت بعد مقتل عشيقها أدونيس، فامتزجت دموعها بدمه وانبثقت من التراب وردة حمراء جميلة.
وعن اللون الأحمر الذي يميّز هذه الوردة بالتحديد، ساد اعتقاد لدى الرومان بأنَّ الورود كانت كلها في الأساس بيضاءً إلى أنْ تحوّل لونها إلى الأحمر بسبب دماء “فينوس”، التي جُرحت قدماها بأشواك الورد عندما كانت تحمي حبيبها من غضب إله الحرب.
اكتسب الوردة الحمراء شعبية كبيرة منذ أيام الفراعنة، إذ كانت رمزاً مقدساً لدى العديد من الآلهة كإيزيس، كما أنها كانت حاضرة في حياة العظماء مثل كليوباترا التي كانت تملأ غرفتها بالورود الحمراء لاستقبال حببيها مارك أنتوني.
وكانت الوردة الحمراء ملهمة “أهل الفن” من أدباء ورسامين وشعراء، أمثال الرشيد الذي كان يعشق الورود خاصة الحمراء، فسكن في بيت في بستان الورد وكان أثاثه أحمر بلون الورد حتى أن “جواريه” كن يلبسن الثياب الموردة ويكللن رؤوسهن بتيجان الورد، وفق ما ورد في كتاب “فيض الخاطر” لأحمد الأمين.
وبقي الاهتمام بالوردة الحمراء مستمراً حتى هذه الأيام، إذ فضَّل العديد من الفنانين والفنانات التغزل بالحبيب/ة بوردة حمراء، على غرار الأغنية التي قدمتها “دورا بندلي”: “وردة حمرا لمتلي سمرا بتصير ما بتلبقلي؟ باعت معها ورقة وكلمة يحكي شو مشتاقلي”…
وبدوره وعد وائل كفوري حبيبته في أغنية “الورد الأحمر” بأن يزيّن لها الشوارع بالورد الأحمر ليلة عيد الحب للتعبير عن حبه لها، حتى أن المغني السوري سامو زين خص جمهوره بأغنية تحمل نفس عنوان أغنية “كفوري” مشبهاً شريكته بالورد الأحمر:” الورد الأحمر عودو وجمالو معدى حدودو”.
لا شك أن الورد الأحمر هو الخيار الأنسب، فلا تكاد تخلو مناسبة رومانسية وحميمية من دون الوردة الحمراء، فتدخل القلوب دون استئذان.
ولكن ما هي الآثار الفيزيولوجية التي تحملها الورود الحمراء؟
بهدف معرفة مدى تأثير مشاهدة الورود الحمراء على النشاط الدماغي، والنشاط العصبي اللاإرادي والاسترخاء، طلب الباحثون من 15 امرأة مشاهدة ورود حمراء لمدة 3 دقائق. وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرها موقع “ساينس دايريكت” أن الاتصال البصري مع الورود يساعد على الاسترخاء الفيزيولوجي والنفسي.