“داعش” يستغل الفوضى للانتقام من العراق وسوريا

صوتها – بغداد

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لكل من حنا لوسيندا سميث وريتشارد سبنسر، يتحدثان فيه عن تنظيم “داعش” وفرص ظهوره من جديد في سوريا والعراق.

ويشير التقرير، إلى أن تنظيم الدولة استغل الفرصة للتجمع وشن الهجمات في العراق وسوريا، حيث تسببت الصراعات الطائفية بانقسام القوى التي كانت تحارب الجهاديين، لافتا إلى أن التنظيم يقوم بشن هجمات يومية منذ تشرين الأول/ أكتوبر، وعاد ليحارب ضد نظام بشار الأسد في شمال غرب سوريا، من حيث طرد قبل أكثر من عامين.

ويلفت الكاتبان إلى أن الجهاديين في العراق وسوريا يعودون إلى مناطق هزموا فيها سابقا، فظهر مقاتلو التنظيم مرة أخرى في محافظة حماة في أواخر العام الماضي، ومدوا سيطرتهم بسرعة على حساب فصائل ثوار أخرى، حتى حصلوا على مساحة تزيد على 400 ميل مربع على حدود محافظات حلب وحماة وإدلب.

وتورد الصحيفة، أنه بحسب البيانات التي قامت مجموعات الرصد بجمعها في العراق، فإنه كانت هناك 440 عملية تفجير واشتباك واغتيال وحالة خطف قام بها تنظيم الدولة، أو قام بها مجهولون في مناطق يعرف أن للتنظيم وجودا كبيرا فيها، على مدى 104 أيام، كان آخرها يوم الجمعة الماضية، مشيرة إلى أنه يبدو أن للتنظيم وجودا قويا، خاصة في محافظة ديالى شرق العراق ومناطق محافظة الموصل والأنبار، حيث يعتقد أن قائد تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي مختبئ هناك.

ويذكر التقرير أن التنظيم قام بشن 112 هجوما عن طريق انتحاريين أو سيارات مفخخة، حيث تضاعف المعدل منذ بداية العام، بالإضافة إلى أن التنظيم قام بالظهور بشكل جريء في مناطق احتفلت قوات التحالف الذي تقوده أمريكا بتحقيق انتصارات فيها، لافتا إلى أن متطرفي تنظيم الدولة قاموا بإنزال العلم العراقي في 29 كانون الثاني/ يناير في بلدة حمام العليل، التي تمت استعادتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وهددوا المواطنين بعدم إعادته. فيما قال السكان في الريف غرب الموصل بأن تنظيم الدولة قام باستعراض عسكري في 6 كانون الثاني/ يناير لاستعراض قوته في المنطقة.

ويفيد الكاتبان بأن التنظيم يقوم ببناء قوته في العراق وسوريا منذ أن اختلفت قوات البيشمركة الكردية مع قوات الحكومة العراقية حول مدينة كركوك، مشيرين إلى أن قوات التحالف دربت الجانبين لاستعادة الأراضي من تنظيم “داعش”.

وتنقل الصحيفة عن المحلل المتخصص في الشرق الأوسط، الذي يعمل مع شركة “مداكوفي” الأمنية أنتوني فرانكس، قوله: “استطاع العراق، بالتعاون مع التحالف والبيشمركة وإيران، أن يحول كارثة استراتيجية إلى نجاح عسكري خلال ثلاث سنوات، لكن ما لم يتم علاج المرض السياسي في العراق، وبالذات الطائفية والفساد المشتشري، فإن النتيجة ستكون أن يشعل التمرد من المستوى المتدني النار مرة أخرى”.

وينوه التقرير إلى أن التنظيم لجأ إلى التكتيكات القديمة البالية، فيما كان هناك عدد من الاغتيالات لرؤساء البلديات وللزعامات القبلية، بالإضافة إلى الاختطافات وطلب الفدية، لافتا إلى أن التنظيم قتل ما لا يقل عن 390 مدنيا عراقيا منذ تشرين الأول/ أكتوبر، بالإضافة إلى 142 شخصا من القوات الأمنية المختلفة.

ويقول الكاتبان، إن “هناك ما يقدر بسبعة آلاف جندي أمريكي في العراق، لكنه بدأ بسحب الكثير منهم، حيث تغير القتال ضد تنظيم الدولة، من قتال لاستعادة أراض، إلى حرب للحفاظ على الأمن، وعلى أي حال، فإن أمريكا حريصة على تجنب إعادة ما حصل عام 2011، حيث ملئ الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية المنسحبة بالطائفية وصعود تنظيم الدولة بعد ثلاث سنوات”.

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم عملية العزم الصلب العقيد ريان ديلون، قوله: “كما رأينا عام 2014، ظهر تنظيم الدولة بصفته جيشا”.

ويفيد التقرير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتدح في خطاب حالة الاتحاد، أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، هزيمة تنظيم الدولة واعتبره نجاحا للسياسة الخارجية، حيث قال: “وعدت العام الماضي بأننا سنعمل مع حلفائنا لإطفاء نار تنظيم الدولة عن وجه الأرض.. وبعد عام من ذلك فإنه من دواعي فخري أن أخبركم بأن التحالف لهزيمة تنظيم الدولة حرر ما يقرب من 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا”.

ويذكر الكاتبان أن ترامب اعترف بأنه لم يتم التغلب بشكل نهائي على الجهاديين، وقال: “هناك الكثير الذي لا نزال بحاجة لعمله.. وسنستمر في حربنا حتى تتم هزيمة تنظيم الدولة”.

وتشير الصحيفة إلى أن نظام الأسد بدأ بالرد هذا الأسبوع، حيث استعاد 19 قرية إلى الآن، إلا أن فصائل الثوار يتهمون النظام بأنه تعمد السماح لمقاتلي تنظيم الدولة بالعبور من المناطق التي يسيطر عليها؛ ليحاربوا إلى جانبه ضد فصائل الثوار، وقالوا إن عمليات “الثأر” هذا الأسبوع هي جزء من خطة للتنظيم لانتزاع القرى من فصائل الثوار وإعطائها للنظام.

ويورد التقرير نقلا عن عضو مليشيا جيش النصر، والمتحالف مع الجيش السوري الحر، محمد رشيد، قوله: “يسيطر تنظيم الدولة على المزيد من الأراضي بمساعدة الطيران الروسي.. فكيف يستطيعون الانتقال من شرق سوريا إلى إدلب دون المرور بالمناطق التي يسيطر عليها النظام؟ المعارك بين تنظيم الدولة وقوات الأسد كلها مزيفة”.

وينقل الكاتبان عن العقيد ديلون، قوله بأنه هناك بعض الأدلة على أن مقاتلي تنظيم الدولة ينتقلون عبر مناطق النظام إلى أجزاء أخرى من البلد، ويضيف: “هناك تقارير من ضباط تابعين للنظام السوري، قالوا إنه كان بإمكان أعضاء تنظيم الدولة المرور من خلال المناطق التي يسيطر عليها النظام والروس إلى كل من دمشق وإدلب”.

وبحسب الصحيفة، فإن الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة نجوا من الهجوم على الرقة، الذي قام فيه التحالف الذي تقوده أمريكا وحلفاؤها قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن بعضهم لا يزال صامدا في ثلاث مناطق بشكل رئيسي، حيث هم محاصرون، إما من قوات النظام أو الثوار، في الوقت الذي يقال فيه إن آخرين قطعوا الحدود إلى تركيا.

ويلفت التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية اتهمت بمنح معبر آمن لمقاتلي التنظيم الذين استسلموا في الرقة، مشيرا إلى قول العقيد ديلون بأن هناك قلقا بسبب العملية التركية في عفرين، حيث يخشى أن يكون ذلك حول جزءا من قوات سوريا الديمقراطية بعيدا عن الحرب مع تنظيم الدولة ليدافعوا عن المناطق الكردية، ويضيف: “أعلم أنها بالتأكيد أخذت عناصر من مناطق أخرى”.

وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم وحدات حماية الشعب مصطفى بالي، اتهم تركيا بتشجيع تنظيم الدولة ضمنيا، وقال: “بالتأكيد كان لعملية عفرين أثر في إحياء التنظيم، ومنحه فرصة لاستغلال الوضع وشن هجمات جديدة”.

شاهد أيضاً

العمل تنظم بازاراً خيرياً لدعم الشرائح الهشة في المجتمع

نظمت قسم المنظمات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بازاراً خيرياً بالتعاون مع مؤسسة رواد الخير …

error: Content is protected !!