صوتها – بغداد
تكتسب أفلام “السوبر هيرو”، أو الأبطال الخارقين، شعبيَّة جارفة حول العالم، لأنّها تشكِّلُ نموذجاً مثاليّاً لحكايات غير مألوفة وغريبة، وتسافر بالمشاهد الى عالم السحر والخيال والجمال والقوة وانتصار الخير على الشر والبطل الذي يدافع عن المدينة أو الأرض.
وتلقى افلام الابطال الخارقين شعبيّة وجماهيريّة جارفة، وتحقّق الربح السريع على شباك التذاكر.
وتجتمع مشاهد الاثارة والاكشن والمؤثرات الصوتية عالية الجودة وجمال الصورة وطرافة الفكرة لتجعل من هذه الافلام ملحمة سينمائية تبقى خالدة في الذاكرة.
وأفلام الأبطال الخارقين تداعب خيال المراهقين والأطفال، الذين يمرّون بمراحل انتقاليّة في حياتهم.
غالباً ما تتربع هذه الأفلام على عرش الإيرادات العالمية لما تقدمه من جودة سينمائية ولقطعها مع الرتابة في الاحداث.
لكن تبقى مسألة غياب التنوع على أساس الجنس واللون حاضرة حتى في افلام السوبر هيرو، وهو ما جعل فيلم “بلاك بانثر” يحظى بحفاوة كبيرة بمجرد خروجه للنور.
وحظي”بلاك بانثر” أول فيلم منفرد لبطل خارق أسود من إنتاج شركة مارفل بترحيب شديد من النقاد الثلاثاء فأشادوا بأحداثه وبتصويره لأفريقيا الساحرة. والفيلم من إخراج ريان جولر وأبطاله كلهم تقريبا من السود ومنهم مايكل بي.جوردون ولوبيتيا نيونغو.
وأشاد موقع ديلي بيست بالفيلم باعتباره “خطاب حب لكل أسود” بينما وصفته مجلة رولينغ ستون بأنه “تصحيح لسنوات من إهمال التنوع”.
وحصل الفيلم على تصنيف نادر بلغ مئة بالمئة من موقع روتن توميتوز الذي يقوم بتجميع آراء النقاد ويتوقع المحللون أن تبلغ إيراداته نحو 150 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه.
ويبدأ عرض الفيلم الذي تشارك في إنتاجه كذلك شركة ديزني الأسبوع المقبل ويحكي عن تتشالا، الملك المتوج حديثا لدولة خيالية ومتطورة تكنولوجيا في أفريقيا تدعى واكاندا، والذي يواجه تحديات من فصائل داخل البلاد.
وتعد ديزني من اكثر الشركات المنتجة لافلام الرسوم المتحركة شهرة، ويعود إليها الفضل في ابتكار أشهر شخصيات أفلام الكرتون، كشخصيات ميكي ماوس ودونالد داك، وبيضاء الثلج والأقزام السبعة وبينوكيو ودمبو وبامبي.
ومن بين الافلام التي شكلت علامة في فارقة في تاريخ “السوبر هيرو”، نجد باتامان او الرجل الوطواط سوبرمان وسبيدرمان وذي دارك كنايت او فارس الظلام ووندر وومن او المراة العجيبة وجيستاس لاغ او رابطة العدل.
ويأتي الفيلم الجديد بعد انتقادات استمرت سنوات للتمثيل المنخفض للملونين في أفلام هوليوود بما في ذلك حملة أوسكار سو وايت (جائزة أوسكار بيضاء للغاية) التي دفعت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لزيادة التنوع بين أعضائها وكان أغلبهم من الرجال البيض.
وكانت اتهامات وجهت للاكاديمية الاميركية لفنون السينما التي تمنح المكافآت بانها عنصرية ولا تساوي بين الجنسين.
ونافس الممثلون السود لأول مرة في جميع فروع الجوائز الخاصة بالممثلين في الأوسكار في العام 2017، وذلك بعد أن خلت ترشيحات الأوسكار لعام 2016 بشكل كامل من النجوم السود.
وكان تنافس الممثلين السود على جميع أفرع الجائزة للمرة الأولى في تاريخها، بمثابة نقطة إيجابية لصالح المنظمين الذين طالتهم اتهامات العنصرية، كما يحسب لصالح أكاديمية علوم وفنون السينما الأميركية المنظمة للجائزة، زيادة التنوع بين أعضائها، لتصل نسبة النساء بين أعضائها الـ683 إلى 46%، ونسبة السود إلى 41%.
ويدافع البعض عن الاكاديمية مشددين على ان اعضاءها انتخبوا اميركية سوداء لترأس مجلس ادارتها هي شيريل بون ايزاكس وان ممثلين مثل فوريست ويتيكر وجنيفر هادسن واوكتافيا سبسنر ومونيك فازوا بجوائز اوسكار في السنوات الاخيرة.
وقال توم نونان المنتج والاستاذ في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس “لا اجد ادلة على ان الابواب موصدة بسبب لون البشرة”.