صوتها – بغداد
تتسبب السياسة التعليمية التي تنتهجها وزارة التربية، في زيادة معدلات الرسوب، بشكل كبير بين طلاب المرحلة الثانوية، ما نتج عنه تكبيد موازنة البلاد العامة خسائر بلغت تريليون دينار و438 مليارا “أكثر من مليار دولار أميركي”.
وبحسب وثائق رسمية، فإن عدد الطلبة العراقيين الراسبين في المرحلة الثانوية، بلغ أكثر من مليون وستمائة ألف، بين عامي 2013 و2017.
وتحذر الوثيقة، الصادرة عن جهاز ديوان الرقابة المالية، وهو أحد أرفع الأجهزة الرقابية التابعة للدولة، من “ارتفـــاع حالات الهـدر فـــي الطاقات البشریة والمالیة للمؤسسات التعلیمیة”، مطالبة وزارة التربية، بوضح حد لهذه السياسة، التي تهدد بنتائج كارثية.
وتقول الوثيقة، إن “عـدد الراسـبین في المرحلة الثانویة ٣٩٧٦٣٠ ، ٥٤٠٠٤٦ ، ٦٦٦٦٩٤ طالبا للسنوات الدراسية ٢٠١٤/٢٠١٣، ٢٠١٥/٢٠١٤، ٢٠١٦/٢٠١٥”.
وتضيف، أن هذه النسب المرتفعة من الرسوب، تسببت في إهدار مبالغ مالية بلغت قيمتها تريليونا و438 مليارا و445 مليونا و839 ألفا و474 دينارا عراقيا، خلال الأعوام المذكورة.
واعتمدت الوثيقة الرسمية، “حصة الطالب التقدیریة مـن موازنــة الــوزارة الكلیة (المصروفات التشغیلیة والاسـتثماریة) لعدم توافر مبالغ الكلف الحقیقیة لاحتســاب الهدر المالي الحاصل”، موصية بضرورة “تدارك الأضـرار التي یتسـبب بهـا ازدیاد أعداد الرسوب لتخفیض الأضرار الناتجة عنها الى الحد الأدنى”.
وتؤشر الوثيقة، “كثـرة اللجـان التحقیقیـة المشـكلة علـى المـدراء والمعـاونین خـلال سـنوات التقـویم، وانتشــار الظــواهر الســلبیة (تعــاطي الرشــاوى، اســتلام الهــدایا، ضــعف الألمــام بالأنظمــة والقـوانین”.
وترصد الوثيقة، تقاعس وزارة التربية، عن معاقبة الإدارات المقصرة، وعدم إعفــاء المــدراء الــذین لــم یحققــوا الحــدود الــدنیا للدرجــة المعیاریــة والبالغــة، ٧٠ درجــة، رغــم كثــرة الكتــب الصــادرة بهــذا الخصــوص.
وتشير الوثيقة، إلى “زیـادة العبء علـى الأدارات المدرسـیة للمـدارس الابتدائیـة والثانویـة نتیجـة زیـادة أعـداد الطلبـة وقلـة أعـداد المعـــاونین لمـــدیریات التربیـــة في (كركـــوك، دیـــالى، واســـط، ذي قـــار) للعـام الدراســـي ٢٠١٣-٢٠١٤، وذي قار، القادســــیة، النجــــف الاشــــرف، للعــــام الدراســــي ٢٠١٤-٢٠١٥، وصــــلاح الــــدین، واســــط، المثنـى، الكـرخ/١ للعام الدراسي ٢٠١٥-٢٠١٦ للمرحلة الثانویة والرصافة/٢، الكرخ/٣، البصرة، النجـف للعام الدراسي ٢٠١٤-٢٠١٥، والرصــــافة/٢، الكــــرخ/٣، میسان، القادســــیة للعــــام الدراســــي ٢٠١٥-٢٠١٦ للمرحلــــة الابتدائیــــة”.
وتستمر الوثيقة في عرض إخفاقات النظام التعليمي الذي تتبناه وزارة التربية، ما أدى إلى “انخفـاض نسـب النجـاح فـي الصـفوف المنتهیـة” إذ بلغـت ٦٩%، ٦٨%, ٦٢% خلال أعوام ٢٠١٣/ ٢٠١٤، ٢٠١٤/ ٢٠١٥، ٢٠١٥/ ٢٠١٦، كما كشـفت الأحصـاءات عـن انخفـاض نسـب نجـاح البنـین مقارنـة بنسـب نجـاح البنـات للسـنوات ذاتهـا، وذلـك لأسـباب اقتصـادیة واجتماعیـة وتربویـة مختلفـة.
وتوصي الوثيقة، بـ “دراسـة مسـببات انخفـاض نسـب النجـاح فـي المـدارس ومعالجتهـا وتوجیـه ادارات المـدارس لقیـادة العملیـة التعلیمیـة بشـكل كفـوء، وجعـــل المدرســـة بیئـــة جاذبـــة للطلبـــة مـــع ضـــرورة تفعیـــل دور الارشـــاد التربـــوي وتوجیـــه الطلبـــة ومساعدتهم في حل المشكلات التي تعیق عملیة تعلیمهم وحثهم على الاجتهاد”.
وتقول الوثيقة، إن بعض المدارس تعاني من ازدواجیـة الـدوام (الثنـائي والثلاثـي) ممـا یـؤثر سـلباً علـى العملیـة التدریسـیة، من خلال تقلیص ساعات الدوام الفعلي، في حين سجلت مدارس المحافظات المختلفة، زيادة كبيرة في أعداد الطلبة داخل الصف الواحد، بلغت 55 في بعض مدارس محافظة كربلاء، في حين تنص تعليمات الوزارة على أن يكون الحد الأعلى، لعدد الطلبة، في الصف الواحد، هو 35 طالبا.