صوتها ـ بغداد
دان عدد زعماء الحشد الشعبي ورجال الدين، القصف الاميركي، على ناحية البغدادي، غربي الانبار، ليلة السبت، والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين والقوات الامنية، فيما ندد مسؤولون عراقيون بوجود القوات الاجنبية بالعراق، متسائلين عن المبرر من وجودها في ظل انتهاء الحاجة العسكرية لها، بعد هزيمة “داعش”، لكن وزارة الدفاع قالت إنها ما زالت تتلقى “دعما لوجستيا” منها.
فيما أرجع التحالف الدولي، حادثة القصف الى “طلب عراقي” بمعالجة “هدف ارهابي”.
وقال التحالف الدولي، ان عملية القصف التي نفذتها مروحية أمريكية على اهداف للتحالف في ناحية البغدادي بمحافظة الانبار، انها تمت بطلب عراقي.
وأكد المتحدث باسم عمليات التحالف الدولي ضد داعش الكولونيل رايان ديلون، ان قواته “لا تقوم بعمليات أحادية الجانب في العراق”.
وقال ديلون في بيان له، إن خلية الإعلام الحربي قدمت معلومات عما جرى في الليلة الماضية (أول من أمس)، في محافظة الأنبار.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد يحيى رسول، إن بقاء القوات الاميركية بالعراق مرهون بـ”الدعم اللوجستي لقواتنا”.
واضاف، أن “طبيعة الوجود الاميركي بعد انتهاء المعارك مع داعش محصور بعمليات التدريب والدعم اللوجستي للقوات العراقية، من خلال عمل المستشارين لإعادة تأهيل وتدريب القطعات العراقية”، مبينا ان “هذا الموضوع يجري بموافقة الحكومة”.
وزاد، أنهم يتبادلون مع الاميركيين “المعلومات الاستخبارية” أيضا.
ولقت الى ان تلك القوات “تقوم بتأمين الغطاء الجوي في حال احتاجت قطعاتنا لذلك”.
وكان مصدر أمني في محافظة الأنبار، افاد بأن مروحية أمريكية قتلت 7 اشخاص واصابت 11 اخرين.
وذكر المصدر إن المروحية الأمريكية قصفت عددا من العجلات المدنية والأمنية التي كانت تقل مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي ومدير شرطة الناحية العقيد سلام العبيدي، خلال توجههما الى منزل شيخ عشيرة العبيد بالناحية الشيخ معدي العبيدي بالناحية.
وتسيطر القوات الأمنية والعشائر على ناحية البغدادي غرب الرمادي، فيما تتواجد قوات التحالف في قاعدة عين الأسد بالناحية.
وعلى أثر الحادثة، هاجم عدد من زعماء الحشد والكتل السياسية، تواجد القوات الامريكية في العراق.
وقال الامين العام لحركة عصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، ان الحادثة “تطرح تساؤلات مهمة وخطيرة حول التواجد العسكري الامريكي في العراق”.
ويضيف، ما مبرر وجود تلك القوات بعد هزيمة “داعش”.
كما حمل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم امس، بشدة على القوات الامريكية المتواجدة في العراق. وطالب بمحاسبة المتسببين بقصف القوات العراقية في ناحية البغدادي.
وقال الصدر في تغريدة على (تويتر) انه “مرة اخرى يثبت الاحتلال الامريكي طغيانه وعنجهيته بل وتعديه السافر على حكومة العراق واستقلاليتها وسيادتها، وذلك بقصفه العشوائي والظالم لناحية البغدادي الذي راح ضحيته الأبرياء بغير وجه حق”.
وتابع الصدر في تغريدته “نطالب بمحاسبتهم والقصاص من المعتدين فوراً”.
كذلك طالب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، بوضع حد لتواجد القوات الامريكية، داعيا الى محاكمة الطيار الذي استهدف المواطنين العراقيين في الانبار.
وقال الزاملي في بيان له امس، إن “ما قامت به قوات الاحتلال الامريكي باستهداف الأبرياء، مدير ناحية البغدادي ومدير مركز الشرطة وعدد من النساء والاطفال، هو استهتار بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، مشيراً إلى أنه “يمثل تجاوزاً فاضحاً وعدم احترام لسيادة الدولة العراقية”.
وأضاف، ان “الذي نستغربه عندما تطلب القوات العراقية إسناداً من الطيران الامريكي لمعالجة هدف ارهابي يتحججون بان معهم نساء واطفالا، لكن اليوم يتم قتل نساء واطفال بدم بارد دون طلب من القوات العراقية”.
ونوه الزاملي إلى “ضرورة محاسبة الطيار ومحاكمته وفق القانون العراقي فضلاً عن تعويض الشهداء والجرحى”، داعياً الحكومة العراقية إلى “وضع حد لتواجد قوات الاحتلال الامريكي في القواعد الجوية العراقية”.
ولفت الى “أهمية تحديد حركة الطائرات العسكرية من طلعات جوية وهبوط وإقلاع بأمر وبعلم من العمليات المشتركة العراقية”، مبيناً ان “لجنة الامن والدفاع النيابية ستتابع الإجراءات الحكومية وتنتظر نتائج التحقيق بهذه الحادثة المؤلمة”.
من جانبها، استغربت عشائر الأنبار، صمت بعض الجهات ازاء الحادث.
وقال المتحدث باسم العشائر سفيان العيثاوي ان “المجزرة التي ارتكبها التحالف الدولي، تؤكد وجود تدخل من قبل القوات الاميركية على الارض”، مؤكدا ان “العجلات التي استهدفها الطيران الاميركي تابعة للحكومة العراقية وفي مناطق مسيطر عليها امنيا”.
وأضاف العيثاوي “اننا نستغرب مواقف بعض الجهات التي قلبت الدنيا ازاء معارك الحشد الشعبي واليوم تلتزم الصمت ازاء المجزرة الاميركية”، مشددا على “ضرورة اجراء تحقيق مهني وكشف الحقائق امام الرأي العام باسرع وقت”.