“اللعنة الطائرة” تقلق أصحاب الدواجن: نعيش أسوأ اللحظات

صوتها – بغداد

أثارت الطيور المهاجرة، ذعراً لدى أصحاب حقول الدواجن في العراق كونها العامل الأبرز في انتشار مرض انفلونزا الطيور، ما أدى إلى خسائر مادية فادحة تجاوزت ملياري دينار (1,6 مليون دولار).

وأدخلت هذه الطيور أصحاب حقول الدواجن في حالة استنفار قصوى لمنع ما يسمونه “اللعنة الطائرة”، في ظل غياب الاجراءات الحكومية لوقف انتشار هذا الوباء بين الدواجن.

وقال عيسى الجبوري صاحب حقل للدواجن قرب بعقوبة: “إننا في وضع لا نحسد عليه، حقولنا تضم كل ما نملك من أموال ليس لي فقط بل لأشقائي وأبناء عمومتي ويمكن في لحظات أن نخسر كل شيء انها لعنة انفلونزا الطيور”.

واضاف الجبوري “رأيت بأم عيني عملية إبادة أكثر من 70 ألف دجاجة في ساعات بأحد حقول الدواجن قرب بلدة هبهب، واليوم هناك أعداد مماثلة ستتم إبادتها، إنها كارثة لقد خسر أصحاب تلك الحقول أكثر من مليار دينار في ساعات”.

وتابع “لم أنم خلال هذه الفترة سوى بضع ساعات يومياً، كوني أراقب عن كثب الدجاج الموجود في الحقل وأخشى أن تطاله الانفلونزا بأية لحظة، الآن جميع اصحاب الحقول يعيشون لحظات قاسية وسيئة”.

أما كريم سالم (وهو صاحب حقل أصيبت طيوره أخيرا بانفلونزا الطيور)، فقال “تمت إبادة حقلي بالكامل.. أكثر من 15 ألف دجاجة تم إحراقها ودفنها في ثلاث ساعات فقط وخسرت كل ما أملك والديون تطاردني حاليا”.

وأضاف سالم “يقال إن الحكومة ملزمة بدفع تعويضات مالية لنا، ولكن حتى هذه اللحظة ليس هناك أية إجراءات على الأرض انها كارثة”.

فيما أشار عبدالله الشمري صاحب حقل دواجن قرب كنعان، إلى أن “الفرق البيطرية أكدت أن سبب تفشي انفلونزا الطيور هي الطيور المهاجرة التي تأتي من خارج البلاد وتمر فوق سماء مدن ديالى”، مبينا أنه أوصى أبناءه بمطاردتها وإبعادها عن الحقول لوجود مسطحات مائية قريبة من حقله”.

وتابع “سأقوم بأي عمل من أجل ضمان ألا تصل لعنة الانفلونزا إلى حقلي لأنَّ الخسارة ستكون فادحة وتقطع مصدر رزقي الوحيد، الآن نحن في مواجهة مع اللعنة الطائرة، التي تهدد بهلاك كل ما نملك في إشارة منه إلى الطيور المهاجرة”.

إلى ذلك، أكد وميض حسن طبيب بيطري، أن “العامل الأبرز في انتقال مرض انفلونزا الطيور الى حقول الدواجن في ديالى هو الطيور المهاجرة”، مبينا ان المرض هو من النوع الذي يصيب الطيور خاصة ولا ينتقل الى الإنسان”.

واضاف حسن ان “الفرق البيطرية رصدت موقعي إصابة بالمرض في بلدتي جديدة الشط، وهبهب وتمت إبادة ما يزيد على 150 ألف دجاجة حتى الآن في إطار احتواء المرض وفق الآليات المتبعة”، لافتا الى أن الخسائر الاولية تؤكد بانها تجاوزت حاجز الملياري دينار حتى الآن.

بدورها، قالت نجاة الطائي رئيس لجنة البيئة بمجلس محافظة ديالى: “إن انفلونزا الطيور تحت السيطرة وفرق البيطرة تقوم باتخاذ جميع خطوات الاحتواء ونجحت في جديدة الشط والآن تقوم بذات الإجراءات في هبهب بعد تسجيل الإصابة بأحد حقول الشركات المحلية المختصة بتربية الدجاج وانتاج بيض المائدة”.

وأكدت أن الطيور المهاجرة هي السبب الرئيس في انتقال المرض إلى ديالى، مشددة على أن خطوات الاحتواء تجري بشكل انسيابي، معربة عن قلقها من اتساع موجة الاصابة خاصة وان الطيور المهاجرة تمر فوق مناطق مترامية في رحلتها.

وتابعت ان ” قطاع الدواجن يعد من القطاعات الاقتصادية الكبيرة في ديالى ويمثل مصدر رزق آلاف الأسر ويوفر وظائف لأعداد ليست قليلة وهو الان في وضع حرج بسبب انفلونزا الطيور”.

اما رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية النائب فرات التميمي فقد أشار الى أنه “تمت مفاتحة رئاسة الوزراء للاسراع بتعويض اصحاب الحقول المتضررة من انفلونزا الطيور من اجل اعادة الانتاج من جديد”.

واضاف التميمي ان “لجنته تتابع عن كثب اجراءات احتواء المرض في مناطق الاصابة وهي محددة في هبهب حاليا”.

شاهد أيضاً

العمل تنظم بازاراً خيرياً لدعم الشرائح الهشة في المجتمع

نظمت قسم المنظمات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بازاراً خيرياً بالتعاون مع مؤسسة رواد الخير …

error: Content is protected !!