صوتها – بغداد
بسرعة كبيرة بدأ مرض أنفلونزا الطيور يتفشى في أنحاء متفرقة من البلاد، عبر انتقاله للانسان بعد تزايد حالات الاصابة بالمرض في عدد من المستشفيات، في وقت تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة صادرة عن امانة مجلس الوزراء، تدعو فيها وزارة الصحة الى اتخاذ تدابير لازمة بشأن مرض انفلونزا الطيور.
وزارة الصحة، بدورها، أصدرت، امس الأحد، تعليمات مهمة للمواطنين بشأن وباء إنفلونزا الطيور، لكن لجنة البيئة النيابية، ترى بان تفشي المرض في بعض المناطق موسمي، وليس وبائياً، ولا يشكل خطراً على المواطنين.
وتحاول الحكومات المحلية ايجاد تدابير من اجل السيطرة على المرض؛ اذ كشف مسؤول محلي في ديالى عن انطلاق حملة احتواء بؤرة الإصابة الثالثة، والتي ستفذ على مرحلتين، في وقت ارتفعت الخسائر من 5 الى 10 مليار دينار.
وسجل عدد من مستشفيات البلاد اصابات عدة في المرض، فيما تنتظر نتائج التحليلات لعدد الموتى للاشتباه بإصابتهم بالمرض.
وأنفلونزا الطيور، هو مرض فيروسي قاتل يصيب الحيوانات عموما والطيور بشكل خاص، إذ ينتشر الفيروس في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وأنوفها، فتخرج في فضلاتها التي تجف لتتحول إلى ذرات غبار متطايرة يستنشقها الدجاج والإنسان، ويعتبر الوز والحبش والبط والدجاج الأكثر إصابة بهذا الفيروس.
وحصلت مجلة صوتها على وثيقة صادرة من امانة مجلس الوزراء، تدعو فيها وزارة الصحة الى اتخاذ تدابير لازمة بشأن مرض انفلونزا الطيور.
وتبيّن الوثيقة، انه “تم رصد حالات اصابة بهذا المرض في اقليم كردستان وديالى، اضافة الى رصد حالات مماثلة في 15 محافظة ايرانية”.
وشددت الامانة في كتابها على “ضرورة ان تتخذ وزارة الصحة التدابير اللازمة للحد من انتشار المرض بالتنسيق مع وزارة الزراعة”.
من جانبها، دعت وزارة الصحة إلى تجنب الاختلاط والبقاء في المنزل قدر المستطاع، تجنبا للإصابة بوباء أنفلونزا الطيور.
وشدد البيان على ضرورة الرجوع إلى الطبيب أو المراكز الصحية القريبة بشكل عاجل في حال ظهور أعراض الإنفلونزا كالسعال وارتفاع درجة الحرارة والرشح، مضيفا أنه في “حالة الإصابة، يجب الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد أثناء التعامل مع الآخرين، واستخدام المناديل الورقية عند العطاس والتخلص منه مباشرة”.
وحذرت وزارة الصحة من العناق والتقبيل والمصافحة، مؤكدة أهمية “المداومة على غسل اليدين بالصابون وعدم لمس العينين أو الأنف والفم، وتجنب البصق على الأرض، إضافة إلى استخدام الكمامة عند التواجد في الأماكن المزدحمة”.
ونوهت إلى أن لقاح الانفلونزا متوفر في جميع المراكز الصحية ومجانا، مشيرة إلى أن تناول الفواكه والخضراوات يعزز المناعة من الإصابة بالوباء.
في السياق ذاته، يقول مدير ناحية هبهب في ديالى حسن شلال، إن “فرقا مختصة من البيطرة والزراعة انطلقت في حملة لاحتواء بؤرة الإصابة الثالثة بمرض أنفلونزا الطيور في حقول للدواجن في أطراف منطقة الحديد شمالي ناحية هبهب، (20 كم شمال غرب بعقوبة)”.
وأضاف شلال، أن “الحملة التي ستقوم بإعدام زهاء 60 ألف دجاجة ستتم على مرحلتين وفق متطلبات الاحتواء، حيث سيحرق الدجاج ثم يدفن في حفر عميقة مع اعتماد كل الأطر المتبعة في عمليات تعقيم الحقول المصابة لمنع انتقال المرض الى المناطق المجاورة”.
الى ذلك، اكد رئيس لجنة الزراعة النيابية، فرات التميمي إن “خسائر اصحاب حقول الدواجن التي اصيبت بمرض انفلونزا الطيور في مناطق جديدة الشط، هبهب، الحديد في محافظة ديالى خلال الفترة الماضية ارتفعت الى عشرة مليارات دينار”.
واضاف التميمي، أن “الخسائر المادية فادحة جدا، ولها تأثير سلبي على قطاع اقتصادي مهم في ديالى”، داعيا الحكومة المركزية الى “الاسراع بتقديم تعويضات مالية لأصحاب الحقول المتضررة”.
من جهته، اوضح رئيس مجلس ديالى علي الدايني ان “حوارنا مع الجهات المختصة كشف عن العامل الأساسي في عودة أنفلونزا الطيور الى حقول ديالى، مؤخرا، والذي تلخص في أخطاء عملية إعدام الدجاج المصاب بالمرض خلال الموسم الماضي”.
وأضاف الدايني، أن “عملية إعدام الدجاج في الموسم الماضي لم تكن صحيحة وفق تأكيدات الجهات المختصة، بعد وضعها في حفر كبيرة بعضها أصبحت مكشوفة فيما بعد نتيجة العوامل المناخية، ما أدى الى عودة المرض من جديد”.
وأكد الدايني، أن “ديالى تكبدت خسائر تقدر بمليارات الدنانير خلال الأسابيع الماضية بفعل مرض أنفلونزا الطيور بعد إعدام عشرات لآلاف من الدجاج”، مؤكدا أن “وصول الإصابة الى منطقة الحديد، (10 كم شمال غرب بعقوبة)، أثار القلق لقربه من مركز المحافظة، وبالتالي يحتمل انتقالها الى مناطق واسعة تشهد نشاطا أوسع لقطاع الدواجن”.
وجدد الدايني دعوته للحكومة المركزية على “ضرورة تبني خطة تعويض عاجلة لأصحاب الحقول المتضررة لمساعدتهم على معاودة الإنتاج من جديد”.
اما عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، حسن خلاطي فأكد ان “في الآونة الاخيرة تفشى مرض انفلونزا الطيور على شكل حالات معدودة في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى، تمت معالجتها وهناك اجراءات عديدة للحد من انتشار المرض”.
واوضح خلاطي، ان “الدواجن تعرضت لمرض الانفلونزا الموسمية وهذا شيء متوقع، ولكنه لم يصل الى مرحلة الانفلونزا الوبائية، وبالتالي هذا الامر لن يشكل خطراً على المواطنين”.
واضاف ان “معاجلة المرض يقع على عاتق وزارة الزراعة والصحة البيطرية باعتبارهما الجانبين المختصين بهذا الشأن وليس وزارة الصحة كما يظن البعض”، مشيراً الى “وجود تنسيق مستمر لتوفير اللقاحات والحد من انتشار المرض بشكل موسع”.