صوتها – بغداد
كعادته في استعمال لغة التلويح، شن رئيس الوزراء حيدر العبادي، هجوما كلاميا على بعض المنسحبين من تحالفه (نصر العراق)، إذ قال انه لم يندمج مع أية جهة تحاول ادخال المسلحين في الانتخابات، بينما جاءت تبريرات العامري ـ زعيم “الفتح” ـ بأن أسبابا فنية وراء انسحابه من تحالف العبادي.
وقال العامري، انه تحالفه سيمضي في مشروعه “التغييري منفردا”.
لكن قيادات المجلس الأعلى الاسلامي، أكدت رفض كيانات الحشد الشعبي “دخول شخصيات متهمة بالفساد في تحالف النصر”.
وأضافت، ان العبادي ضم تيار الحكمة الى تحالفه، من دون مشاورة المتحالفين معه، وهذا ما أدى الى انسحابهم.
ويوم أمس، صادق مجلس المفوضين، أمس الثلاثاء، على التحالفات الانتخابية. كما تم تحديد موعد لتقديم قوائم المرشحين.
وأعلنت الإدارة الانتخابية في المفوضية العليا للانتخابات، أن عدد التحالفات الانتخابية المصادق عليها بلغ 27 تحالفاً انتخابياً، وأن عدد الأحزاب المنضوية في تلك التحالفات بلغ 143 حزباً سياسياً، داعية الأحزاب السياسية والتحالفات إلى “تقديم قوائم المرشحين للمفوضية ضمن المدة المحددة التي بدأت في 4/1/2018، والتي تنتهي في 10/2/2018”.
من جانبه، أكد رئيس ائتلاف “الفتح” الامين العام لمنظمة بدر، نائب القائد الميداني للحشد الشعبي هادي العامري، ان أسباب انسحاب تحالفه من ائتلاف نصر العراق، كانت “فنية”.
ونفى العامري في بيان أورده مكتبه الى بريد “مجلة صوتها”، وجود خلافات مع رئيس الوزراء، بشأن شروط الترشيح لرئاسة الوزراء المقبلة.
وأكد، أنّ دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم لهذا التحالف، كان بالاتفاق مع رئيس الوزراء، مضيفا أن “ما يشاع ان تحالف الفتح اشترط على رئيس الوزراء عدم مشاركة تحالف الصدر والحكيم في هذا التحالف ما هو الا أكاذيب”.
وقال، “نحن ماضون في مشروعنا التغييري في خدمة هذا الشعب بقلوب مفتوحة وايادٍ ممدودة لكل المخلصين المشاركين في بناء الوطن”.
وكان ائتلاف “الفتح المبين” المتشكل من قيادات الحشد الشعبي وخاصة منظمة بدر بقيادة هادي العامري وزعيم حركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، وفصائل اخرى، قد اعلن الاحد، انسحابه من تحالف “نصر العراق”، بقيادة العبادي وخوض الانتخابات المقررة في 12 أيار المقبل، منفردا.
وجاء الانسحاب بعد 30 ساعة من اعلان تحالف الحشد – العبادي الانتخابي، وبعد ساعات قليلة من التحاق زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم به، حيث كانت تقارير اشارت إلى أنّ العامري قد هدد مسبقا بالانسحاب في حال انضمام التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أو الحكمة إلى التحالف، قبل ان يكذب ذلك العامري.
وفي غضون ذلك، كشفت مصادر مقربة من كواليس المجلس الاعلى الإسلامي، أسباب انسحاب المجلس من تحالف العبادي، سريعا.
وقال المصادر ان “دخول كيانات وشخصيات تحوم حولها شبهات فساد في تحالف العبادي، لاقى رفضا قاطعا من قوات الحشد”.
وأضافت المصادر، يوم أمس، ان “العبادي ضم تيار الحكمة الى تحالف (نصر العراق) بقرار منفرد ادى الى انسحابنا منه”.
لكن العبادي قال في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، ان “العملية السياسية لا تستقيم من دون انتخاب قوى وطنية عابرة للطائفية”.
وشدد رئيس الوزراء على “لن نتفاوض مع اي جهة لإدخال المسلحين في الانتخابات”، في اشارة الى بعض الفصائل المنسحبة من تحالفه.
وأكد، أن “الانتخابات ستجري في موعدها، ولا تأجيل لها مطلقا”.
فيما جاء رد المجلس الاعلى الاسلامي، بحسب المصادر المقربة منه، بأن “تحالف الفتح يضم قوة مجاهدة، لن تقبل بمصافحة الايادي الفاسدة”.
ويملك المجلس الأعلى الإسلامي والذي كان يعرف في سابق باسم “المجلس الاعلى للثورة الإسلامية” 28 مقعداً في البرلمان من أصل 328.
وتأسس المجلس في إيران العام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية. وكان يملك جناحاً باسم “فيلق بدر” قبل ان ينشق الاخير وينضم الى ائتلاف يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
فيما أعلن زعيم عمار الحكيم زعيم المجلس سابقا، في نيسان الماضي، عن انشقاقه منه وتأسيس تيار “الحكمة الوطني”، على اثر خلافات مع بعض قادة المجلس.
وتزعم الحكيم (46 عاما) المجلس الأعلى منذ 2009 خلفاً لوالده عبد العزيز الحكيم الذي تسلم الزعامة بدوره من أخيه مؤسس المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم الذي استشهد في تفجير انتحاري في النجف، وقع العام 2003.
ومن المزمع إجراء انتخابات مجلس النواب في 12 أيار القادم، لكن عدم الاتفاق على قانون الانتخابات وعلى موعد إجرائها وتوترات الساحة السياسية العراقية بسبب التحالفات واستغلال الخلافات للدعاية الانتخابية كلها ألقت بظلالها على الوضع الحالي للعراق.
الخارطة الانتخابية التي ترسمها صراعات الاحزاب الانية، يراها الحزب الديمقراطي الكردستاني، انها “تتمحور حول القومية والطائفية”.
ويقول النائب الكردي ماجد شنكالي، أمس الثلاثاء، إن تحالف “النصر” الذي يرأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي، شيعي بإمتياز.
واضاف شنكالي، أن “مشاركة 205 حزباً في العملية الانتخابية تعد ظاهرة غير صحية ولا تخدم المواطن العراقي بأي شكل من الأشكال”.
ويشير الى أن “هذا العدد الكبير من الأحزاب المشاركة يسبب الغموض والتخبط لدى المواطن والشارع العراقي”.
وأردف بالقول، “رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، كانا يقولان سنشكل تحالفاً عابراً للطائفية ولكن ما رأيناه بعيد كل البعد عن ما تحدثوا به”، مشيراً إلى أن “تحالف العبادي شيعياً بامتياز، وفي المقابل تحالف قوائم سنية بامتياز”.
وبحث رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يوم أمس مع نوابه الثلاث نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي، عددا من الملفات المهمة ذات الصلة بالانتخابات المقبلة، وقانون الموازنة والحوار ما بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان.
وقال بيان رئاسي إن “الاجتماع شدد على ضرورة تعزيز التفاهم ما بين الحكومة ومجلس النواب للتوصل إلى تفاهمات تساعد في سرعة إقرار قانون الموازنة وبما يساعد على تمشية أمور الدولة”، في اشارة إلى تأخر اقرار البرلمان لموازنة العام الحالي 2018 وما يترتب عليه من عرقلة اعمال الحكومة واعمارها للمناطق المحررة.
واكد الاجتماع على أهمية تكثيف الجهود داخل البرلمان من أجل حسم موعد الانتخابات وتشريع قانون الانتخابات.
وناقش المجتمعون أيضا، بحسب البيان، تطور الحوارات بين الحكومة الاتحادية والإقليم بشأن الجوانب الفنية العالقة وصولاً إلى تفاهمات مطلوبة لحل جميع الإشكالات، حيث تم التأكيد على ضرورة تفعيل وتكثيف الجهود للوصول إلى حلول عملية لمختلف جوانب الأزمة بين بغداد وأربيل على وفق السياقات الدستورية.
وكانت حكومة اقليم كردستان العراق الشمالي قد وافقت على اخضاع مطاريها الدوليين في أربيل والسليمانية لسلطة الطيران الاتحادية في بغداد وعدم السماح لأية طائرة بالهبوط والإقلاع دون حصول موافقة هذه السلطة تمهيداً لرفع حظر الطيران عن المطارين، وذلك ضمن خمسة محاضر وقع عليها وفدان من الطرفين.
وكشفت حكومة الاقليم عن موافقتها على إخضاع مطاري أربيل والسليمانية الدوليين لقانون سلطة الطيران المدني العراقي، وذلك اثر اجتماع في أربيل بين اللجنة العليا المكلفة من الحكومة الاتحادية بالحوار مع سلطات الإقليم.