مجلة – بغداد
انضوى أغلب قادة فصائل الحشد الشعبي في “ائتلاف النصر” الذي يحمل “الرقم واحد” فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، بمعية أحد عشر حزبا وكيانا سياسيا، من بينها المجلس الأعلى وبدر والعصائب والفضيلة، بينما قرر تيار الحكمة بزعامة الحكيم، في وقت متأخر من أمس، الانضمام الى هذا التحالف الانتخابي، الذي عده زعيم التيار الصدري “تخندقا طائفيا مقيتا”، فيما أكد أنه لن يدعم “سوى القوائم العابرة للمحاصصة”.
وشكل التيار الصدري تحالفا يضم عدة قوة سياسية، ويحمل اسم “الثائرون”، من بينها حزب الاستقامة الوطني والحزب الشيوعي العراقي، إضافة إلى العديد من القوى السياسية.
وشهدت الخارطة السياسية متغيرات كثيرة خلال اليومين الماضيين، مع بدء تشكيل التحالفات الانتخابية؛ حيث ان 29 تحالفا ظهر للساحة السياسية، منذ يوم الخميس، فيما بقي باب المفاوضات مفتوحا حتى امس الاحد، لإنهاء كافة التحالفات الانتخابية.
وانتقد زعيم التيار الصدر، مقتدى الصدر، أمس الاحد، تحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي، مع فصائل في الحشد الشعبي لخوض الانتخابات المقبلة.
وذكر الصدر في بيان صادر عن مكتبه ، ان “العجب كل العجب لما سار عليه. كنا نظن به أول دعاة الوطنية والاصلاح”، فيما شدد على “لن أدعم سوى القوائم العابرة للمحاصصة”.
وأضاف الصدر، “أعزي شعبي المجاهد الصابر بما آلت اليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة، لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى”، كاشفا “وقد عرض علينا الالتحاق ورفضنا ذلك رفضا قاطعا”.
وفيما أعلن حزب الدعوة الإسلامية، انسحابه من الانتخابات، تاركا لأعضائه الانضمام الى القوائم الانتخابية الاخرى في مؤشر على تشظيه، فإن زعيمه المالكي، والقيادي فيه العبادي سيتنافسان في قائمتين مختلفتين؛ فالأول تحالف مع قوى وأحزاب تقودها قيادات مقربة منه، فيما تحالف الثاني مع قادة الحشد الشعبي.
وتم الاعلان يوم امس عن “ائتلاف النصر” برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي سيحمل المرشح رقم واحد فيها لخوض الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في 12 أيار المقبل.
وأكد العبادي في رسالة الى العراقيين، في وقت متأخر من ليلة الأحد، أن هذا التحالف سيمضي قدما بالحفاظ على النصر، داعيا الكيانات السياسية الى الانضمام للائتلاف الوطني الذي وصفه بالعابر للطائفية.
وقال العبادي، “اعلن لأبناء شعبي الكريم بكل اطيافه ومكوناته وتحت راية العراق الواحد تشكيل ائتلاف النصر العابر للطائفية والتفرقة والتمييز وأدعو المخلصين والكيانات السياسية للانضمام لائتلافنا الوطني الجديد”.
وشدد على ان “ائتلاف النصر سيمضي قدما بالحفاظ على النصر وتضحيات الشهداء والجرحى والوفاء لمواقف الابطال في سوح القتال ومحاربة الفساد والمحاصصة بجميع اشكالها والاعتماد على الكفاءات الوطنية المخلصة”.
وزاد العبادي قائلا، ان “معجزة النصر والوحدة، يجب ان يتمخض عنها عهد جديد ومشرق لكل العراقيين. نطوي فيه الصفحات السود والانكسار ونتوجه نحو الاعمار والاصلاح والمصالحة المجتمعية”.
و لقد آن أوان قطاف النصر”.
وضم هذا التحالف تسعة من فصائل الحشد وأحد عشر حزبا وكيانا سياسيا، بينهم المجلس الاعلى برئاسة همام حمودي، والفضيلة، وتيار الإصلاح برئاسة وزير الخارجية الحالي ابراهيم الجعفري، وكتلة مستقلون برئاسة وزير التعليم العالي السابق حسين الشهرستاني، فضلاً عن ثلاث كتل من القوى السنية، إحداها تابعة لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي وتحمل إسم بيارق الخير.
فيما حسم تيار الحكمة الوطني، الذي يتزعمه عمار الحكيم، موقفه من التحالفات الانتخابية.
وقال المتحدث باسم التيار، نوفل أبو رغيف ان الحكمة حسم انضمامه الى ائتلاف النصر، بعد نقاشات مكثفة خاضها قادة التيار مع قادة الائتلاف، فتوصل الطرفان الى “مبادئ اساسية” ضمن تحالفا رصينا بحسب أبو رغيف.
وجاء الاعلان عن تحالف العبادي بعد ساعات من إعلان حزب الدعوة الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي انسحابه من الانتخابات، بعد ترأس المالكي والعبادي قائمتين انتخابيتين مختلفتين متنافستين.
وقد تم الاتفاق على ان يقود العبادي قائمة النصر والإصلاح، بينما يقود المالكي قائمة ائتلاف دولة القانون.
وقالت مصادر مقربة من العبادي إن “أغلب القوى التي تحالف معها المالكي، ليست محل ترحيب من العبادي”.
واضافت، انه في ضوء حالة عدم الرضا وبهدف تلافي التعليمات التي أعلنتها المفوضية بشأن عدم إمكانية دخول الحزب أو الائتلاف في قائمتين منفصلتين لخوض الانتخابات، فقد أبلغت قيادة حزب الدعوة مفوضية الانتخابات بأن النظام الداخلي للحزب، لا يجيز عملية اتخاذ القرار إلا بطريقة جماعية، وبالتالي فإن التحالف الذي اختاره المالكي خيار فردي ولا يمثل رأي الحزب.
وقالت مفوضية الانتخابات، في وقت سابق، ان 24 مليون عراقي من بين 36 مليون نسمة ـ هو عدد سكان العراق ـ يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة.
ويتنافس على الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في يوم واحد مع انتخابات الحكومات المحلية للمحافظات في 12 ايار المقبل 204 أحزاب سياسية، شكل عدد منها تحالفات انتخابية زادت على 30 تحالفا.
وتجري الانتخابات العراقية في 18 دائرة انتخابية، تمثل عدد محافظات البلاد؛ ينتخب كل منها بين سبعة إلى 34 نائبا، استنادا إلى التعداد السكاني لكل منها. فيما يتم تخصص ثمانية مقاعد للأقليات، خمسة منها للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الصابئة والإيزيديين والشبك.
وتمتد ولاية مجلس النواب العراقي الذي يضم 328 مقعدا أربع سنوات. وجرت آخر انتخابات تشريعية في 30 نيسان عام 2014.
وباستثناء انتخاب رئيس الوزراء، يتعين على الأحزاب التي تتقاسم مقاعد البرلمان الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان؛ حيث يسود في العراق عرف اتفقت عليه الكتل السياسية يقضي بتقاسم الرئاسات الثلاث؛ فتكون رئاسة الجمهورية للأكراد، ورئاسة الوزراء للشيعة، ورئاسة البرلمان للسنة.