واشنطن تخطط لـ”خفض تدريجي” لعديد قواتها بالعراق وتؤكد: ملتزمون باتفاق 2008

صوتها – بغداد

أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لخفض تدريجي لقواتها في العراق، منوهة الى انها لا تؤيد تأجيل الانتخابات العراقية العامة، فيما عبرت عن القلق من تصدع العلاقات بين الاحزاب الكردية.

وقال السفير الاميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، إن الاشهر المقبلة ستشهد انخفاضا تدريجيا للقوات الاميركية في العراق.

وأضاف، “لا يمكنني الجزم باعداد الجنود الاميركيين في العراق وانما اؤكد انهم بأعداد منخفضة جدا”، نافيا زيادة اعداد القوات الاميركية الموجودة في محافظة الانبار الغربية وانما انخفاضها”.

واشار السفير خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى ان دور القوات الاميركية في العراق يقتصر على النصح والاستشارة فقط، ولا توجد قوات مقاتلة ابدا. واوضح ان وجودها تم بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

واقر، بوجود قوات اميركية بقاعدة عسكرية في مدينة كركوك الشمالية، التي اعادت القوات العراقية انتشارها فيها بعد انسحاب قوات البيشمركة الكردية منها في 16 اكتوبر الماضي، موضحا ان هذه القوات موجودة بقاعدة “كي 1” في كركوك للتنسيق مع القوات العراقية المتواجدة فيها والبيشمركة.

وأضاف، ان مهمة القوات الاميركية في العراق حاليا تنحصر في دعم القوات العراقية على مسك الارض في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة داعش، وتقديم المساعدة لإعادة جميع النازحين الى مناطقهم.

وأشار الى، ان الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومة العراقية على توسيع العلاقة ليس فقط في المجالين الأمني والعسكري، وانما في مجالات أخرى ضمن الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت مع العراق عام 2008.

يشار إلى أنه يوجد في العراق، حاليا حوالي 6500 عسكري اميركي، منتشرين في قواعد عسكرية بأرجاء البلاد، ويتولون تدريب الجيش العراقي وتقديم المشورة في الحرب ضد تنظيم داعش.

وشهدت العودة العسكرية الاميركية إلى العراق تناميا ملحوظا، عقب اجتياح تنظيم داعش لمدن واسعة من البلاد، منذ منتصف عام 2014، بعد ان كانت هذه القوات التي غزت العراق عام 2003 واسقطت نظامه السابق قد انسحبت منه اواخر عام 2011.

ومن جهة أخرى، عبّر السفير الاميركي عن قلق بلاده من الانشقاقات داخل الأحزاب الكردية، مؤكدا ان ذلك يصعب الحوار بين بغداد وأربيل.

وقال سيليمان، ان الولايات المتحدة تؤكد على أهمية وجود كردستان ضمن عراق موحد “ولدينا في الفترة المقبلة لقاءات مع السياسيين العراقيين لحل الخلافات، وسنعمل على تشجيع الحوارات والنقاشات بين بغداد وأربيل، وكذلك تشجيع بغداد على دفع الرواتب لموظفي الاقليم وحل مشاكل المنافذ الحدودية والتنسيق الأمني مع كردستان”.

واضاف، “لدينا قلق من الانشقاقات داخل الأحزاب الكردية بما يصعب النقاش بين بغداد وأربيل”، لكنه اشار الى ان بلاده لديها إيمان بأن حكومتي بغداد واربيل ترغبان بحل مشاكل كركوك وهناك خطوات فعلية بهذا الاتجاه.

واكد السفير الاميركي، دعم بلاده لاجراء الانتخابات النيابية في العراق بوقتها المحدد.

وقال، إن “موقفنا من الانتخابات واضح جدا وهو يجب ان تجري في الوقت المشار اليه في الدستور”، منوها الى ان العديد من الديمقراطيات في  تواجه صعوبات، ولكن يجب تطبيق الدستور”.

يذكر ان القوى السياسية السنية في العراق تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات حتى عودة جميع النازحين الى مناطقهم السكنية، ومعظمها في المناطق الغربية والشمالية السنية.

وأول من أمس، رفض رئيس الوزراء حيدر العبادي تأجيل الانتخابات العامة المقررة في 12 مايو، أيار المقبل، مشدداً على انها ستجري في موعدها المقرر، وان حكومته اقرت صرف الاموال اللازمة لاجرائها الى المفوضية العليا للانتخابات.

ونوّه الى ان بعض السياسيين ولاهداف خاصة يحاولون تأجيل الانتخابات، متهما قسما منهم بالتعاون سابقا مع داعش لدى دخولها الى المدن العراقية، ويحاولون الان التحجج بالنازحين وترويج اكاذيب عن عمليات اعادة قسرية لهم الى مناطقهم.

وحول الطريق الدولي الرباط بين العراق والاردن، اشار السفير سيليمان الى ان المباحثات بين حكومة بغداد والشركة التي ستقوم بإنشاء طريق بغداد – عمان لم تنتهِ من اعمالها حتى الان ولم تصل لتوقيع العقد.

وأوضح ان هذا المشروع يوفر فرص عمل وخصوصًا في الانبار، فضلا عن إعادة فتح منفذ مهم بين العراق والاردن.

وقال، إن “هذا المشروع الذي يتم التباحث به بين الحكومة والشركة الاميركية لم يكلف الحكومة العراقية ولا دينارا واحدا”.

واضاف أن للشركة الحق في الحصول على جزء من الضرائب على الخط السريع ومثل هذه الشركات تكون تحت طائلة الحكومة الاميركية وتتم محاكمة افرادها وفق القانون الاميركي.

كما عرج السفير، على مؤتمر الكويت لاعمار العراق، المنتظر انعقاده في 12 من الشهر المقبل، مؤكدا انه “سيكون لبلاده دور قيادي في المؤتمر”.

وكان قد اعلن الثلاثاء، ان مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق سيعقد فيها، يوم 12 من الشهر المقبل، ويستمر ثلاثة ايام لجمع مبلغ 100 مليار دولار، بمشاركة ممثلين عن 70 دولة.

شاهد أيضاً

السفير البرزنجي يستقبل مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في الأردن

استقبل سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ عمر البرزنجي، بمكتبه في مبنى السفارة، …

error: Content is protected !!