متمتعة بوعي مرن.. ايناس طالب لــصوتها : “انهار حزنا امام نظرة حرمان في عين طفل”

بغداد / صوتها

• اذا تحببنا.. كفنانين وخدمنا زملاءنا وترفعنا عن الخوض بدور لا يناسب مؤهلاتنا.. مقترحين من يناسبه الدور ايثارا على انفسنا واحتراما لذواتنا، حينها يصبح الفن العراقي يوتوبيا – جنة على الارض”.

• لم أؤدِ دورا نادمة عليه.. إطلاقا؛ لانني.. الحمد لله، أنتقي أدواري بدقة عالية واتشاور مع اساتذتي واصدقائي الذين أثق برجاحة آرائهم

• انذر نفسي لتربية بناتي وتنشئتهما على أسس حضارية متقدمة، مع أقدام ثابة على رسوخ أصالتنا العر اقية”.

• تعلق مرافئ الطفولة بذاكرتي.. قويا لذا أحاول إضفاء ما يحسن لبناتي، مستفيدة من طفولتي بتأمين عيشا مسترخيا لهم.

حققت الفنانة ايناس طالب، حضورا لافتا منذ إطلالتها الاولى مطلع التسعينيات، ضيفناها في مجلة “صوتها” لتتحدث عن تجربتها التي نضجت على نار هادئة، بين كليتي فنون بغداد واعلام الاردن، مسترسلا في التواصل مع جمهورها من على خشبات المسارح وامام كاميرات التلفزيون والسينما وخلف مايكرفونات الاذاعة.

تجد ايناس ان تراكم الخبرة والتنقل بين اوساط فنية عدة داخل وخارج العراق، أعطاها عمقا في الوعي الادائي قطعته بخطوات واضحة.. متبلورة، قائلة: “تنعكس موهبة الفنان وعلميته من خلال الاخرين.. نقادا ومخرجين وجمهور.. إنهم مجساته في معرفة ما يشكله من اهمية للثقافة عموما وما يناله من نوعية ادوار”.

ابدت الفنانة طالب إعجابا بمراحل سيرتها: “احب حتى الاخطاء.. على قلتها.. في سيرتي الفنية، بحمد الله؛ لانني تعلمت منها” مؤكدة: “تتابعت المراحل الفنية في حياتي بانتظام مدروس، بدءا من التلفزيون في خط متصل مع المسرح والسينما”. قالت: “بعد كل ما تحقق لي من خلال الفن اجدني مدينة للجمهور بالشكر وأحتاج الى تطوير نفسي وتجديد اساليب ادائي باستمرار، مع كل دور اشعر اني ابدأ من اول مستوى، تصاعدا الى قمة ما يتطلبه العمل”.

 بشأن علاقتها مع زملائها في الوسط الفني، قالت: “ثمة تنافس شريف لا يتجاوز حدود ذلك؛ لان اي تخطٍ لحدود الاقتداء ببعضنا، يتحول الى حقد وضغينة يجر الى تهديم متبادل نصفوا جميعا خاسرين في نهايته؛ لان البغظ اذا شاع يتحول الى نار تأكل الاخضر واليابس، لكن اذا تحببنا.. كفنانين وخدمنا زملاءنا وترفعنا عن الخوض بدور لا يناسب مؤهلاتنا.. مقترحين من يناسبه الدور ايثارا على انفسنا واحتراما لذواتنا، حينها يصبح الفن العراقي يوتوبيا – جنة على الارض”.

وقالت: “أحب زملائي في الوسط الثقافي عموما والفني خصوصا.. نتبادل المواقف النبيلة، إخلاصا ولا اكره من يسيء لي، عملا بحديث الرسول.. (ص): جد لاخيك سبعين عذرا؛ لذلك أتفهم ضغوطات الحياة والبحث المحموم عن الفرص، الذي يضطر البعض لاشهار ضعفهم بالاساءة لزملائهم”.

 سألت “صوتها” ايناس : إذا خيرتِ..هل تختارين حياتك نفسها ؟ فأجابت: “في الجزء الذي يخص بناتي.. نعم، لكن باقي التفاصيل ربما عندي ملاحظات عليها”.

واصلنا الاستفهام: بعض الاعمال مثلا؟ اجابت: “كلا.. لم أؤدِ دورا نادمة عليه.. إطلاقا؛ لانني.. الحمد لله، أنتقي أدواري بدقة عالية واتشاور مع اساتذتي واصدقائي الذين أثق برجاحة آرائهم”. بشأن إنفعالاتها قالت: “أنهار أمام نظرة حرمان في عين طفل؛ لهذا أشعر بغربة مستمرة عن عالم لا رحمة فيه لضعيف.. بل مع الاسف الكل يتملق الاقوياء؛ ما يجعلني أردد آية في “الكنزاربا – الكتاب المقدس للصابئة المندائيين، وظفها الشاعر الراحل زهير الدجيلي في أغنية “البارحة” التي شدى بها الفنان سعدون جابر، من ألحان محسن فرحان: جن الدنيا تبعد وابعد وياها وإسمعك”.

تكره الفنانة ايناس طالب المجاملات لكن ترتضيها مبينة: ” المجاملات مطلوبة.. ضمن حدود لكي لا تجرح انسانا او تفرط بفرصة طيبة، طالما تلك المجاملة لا تسفح كرامتك او مالك وترضي آخرين”.

و اضافت : “الصراحة الصادمة.. أحبها واتمنى ان يتقبلها الناس.. في الفن والثقافة واللياقة الاجتماعية؛ الامر الذي يجعلني أردد لازمتين حاضرتين أرددهما بمناسبة ومن دون مناسبة، هما “الحمد لله” و”إن شاء الله” وهما لازمتان تمكناني من مواجهة الاستفزازات بلامبالاة، متفائلة في عموم حياتي.. فنيا واجتماعية.. من دون عقد، بل اوظف ما وهبني الرب من وعي مرن، في تفتيت العقد، وهذا منهج سلوك مكنني من تخطكي معوقات زرعها مغرضون في طريقي لكن نصرني الله بالقفز فوقها من دون ان أتأثر ولا أكيل لهم العداوة بقوة ردة الفعل الواجبة.. ترفعت عن الثأر في حلات كثيرة حققت بها الآية القرآنية الكريمة: وادفع بالتي هي احسن، فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم”.

عدت الفنانة ايناس طالب، الامومة حدثا غير مجرى حياتها: “انذر نفسي لتربية بناتي وتنشئتهما على أسس حضارية متقدمة، مع أقدام ثابة على رسوخ أصالتنا العر اقية”. تعيد ايناس طفولتها ببنتيها، متابعة القول: “تعلق مرافئ الطفولة بذاكرتي.. قويا لذا أحاول إضفاء ما يحسن للبنتين، مستفيدة من طفولتي بتأمين عيشا مسترخيا لهما”.

سؤال اخير ما هو جديد الفنانة طالب: “إضافة الى مسرحية “ماكو مثلنة” تاليف دورنيمات واخراج طلال هادي، أتهيأ لأكثر من مسلسل ما زالت في طور المداولات سأشرع بواحد منها قريبا”.

شاهد أيضاً

علياء الحسني.. الكتابة سري الكبير وعشقي الذي كلما غادرته رجعت له بحماس

ابنة الاختصاص كما يطلق عليها فتفوقها بالعمل الحقوقي والقانوني جعلها متميزة بين قريناتها المحاميات ، …

error: Content is protected !!