70 دولة تشترك فـي “مارشال العراق” لإعمار المناطق المتضررة

صوتها – بغداد

بعد إعلان تحرير “كامل” أراضي العراق من داعش، في كانون الاول الماضي، بدأت الحكومة توجه تحركاتها نحو اعمار المناطق المحررة، وتحقيق “ازدهار اقتصادي”، تكون أولى خطواته عبر مؤتمر الكويت المقرر عقده في شباط المقبل.
وتأمل الحكومة العراقية، أن يتحول المؤتمر المرتقب الى مارشال لمعالجة آثار الحرب ومعالجة قطاعات السكن والصحة والتعليم في المناطق المتضررة من الارهاب.
ويوم أمس أعلن أن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، سيعقد يوم 12 من الشهر المقبل، ويستمر ثلاثة أيام لجمع مبلغ 100 مليار دولار، بمشاركة ممثلين عن 70 دولة والبنك الدولي.
فيما قالت واشنطن، انها ستقدم للعراق خلال العام الحالي 150 مليون دولار، للمساهمة في اعادة الاستقرار الى المناطق التي سيطر عليها “داعش” لثلاث سنوات.
ويقول رئيس الوزراء حيدر العبادي، ان بلاده مقبلة على إعمار جميع مناطقها وعلى ازدهار اقتصادي.
وترى بغداد، ان العالم مدين للعراق ببرنامج مماثل لبرنامج مارشال، الذي وضعته الولايات المتحدة، لإعادة الاعمار في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وأعلن، يوم أمس، أن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، سيعقد يوم 12 من الشهر المقبل، ويستمر ثلاثة أيام لجمع مبلغ 100 مليار دولار بمشاركة ممثلين عن 70 دولة والبنك الدولي، فيما قالت واشنطن انها ستقدم للعراق خلال العام الحالي 150 مليون دولار، لإعادة الاستقرار لمناطقه المحررة من سيطرة تنظيم داعش.
وبحث الامين العام لمجلس الوزراء، مهدي العلاق، مع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، القضايا التنظيمية لمؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي سيعقد في دولة الكويت في شباط المقبل، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة ممثلين عن 70 دولة والبنك الدولي.
وقال العلاق، في بيان صحافي انه بحث في الكويت مع نائب وزير خارجيتها خالد الجار الله، الامور التنظيمية لمؤتمر الكويت الدولي، لاعمار العراق، منوها إلى أنّ المؤتمر “جاء بمبادرة قيمة من دولة الكويت بعد سلسلة من اللقاءات المشتركة للاتفاق على أوراق العمل الخاصة بالمؤتمر وبحوثه، حيث انه لن يكون تقليديا، خاصة وأن الفرص الاستثمارية التي سيعلن عنها ستشكل دعامة رئيسية. كما سيتم اعداد خطط استثمارية وتقارير عن حجم الاضرار للمدن المحررة والحاجة لإعادة الاعمار وفق دراسات ميدانية متخصصة”.
وأوضح، ان المؤتمر سيناقش موضوع تأمين العمليات الانسانية في المناطق المحررة، مؤكدا ثقته بانجاح الكويت للمؤتمر.
ولفت الى أن في الـ13 من الشهر الجاري، سيتم وضع تقرير تفصيلي عن حجم الدمار والمبالغ اللازمة، لإعادة إعمار العراق، سينشر على الموقع الالكتروني الرسمي للمؤتمر.
وأشار العلاق إلى، أنّ المبلغ الذي يحتاجه العراق لإعادة الاعمار لا يقل عن 100 مليار دولار، لدعم القطاع السكني الذي تضرر على نحو كبير، اضافة الى قطاعات النفط والاتصالات والصناعات والخدمات الاساسية ومنها توفير الماء والصرف الصحي.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، أهمية مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، مشيرا إلى أنّه يعقد في ظل ظروف حرجة. وقال خلال مؤتمر صحافي مع العلاق، ان دعم بلاده للعراق “لم ولن يتوقف لان امن واستقرار العراق من امن واستقرار الكويت والمنطقة”.
وقال، إن المؤتمر سيعقد في 12 من الشهر المقبل ويستمر ثلاثة أيام.
وأضاف، ان “دولة الكويت بدأت الاستعداد للمؤتمر منذ اعلان اميرها قبل أشهر عزمه استضافة المؤتمر وتم التنسيق بشأنه مع الجانب العراقي والبنك الدولي”.
وأوضح، ان المؤتمر يتضمن ابعادا تنموية ومشاركة القطاع الخاص للإسهام في اعادة اعمار العراق. كما ان البنك الدولي سيشارك بصفته مساهما رئيسيا في المؤتمر لتوفير الضمانات المطلوبة للقطاع الخاص للمشاركة في تنمية العراق.
وعن اعمال المؤتمر، أوضح الجار الله أن اليوم الاول منه سيناقش دور منظمات المجتمع المدني، فيما سيخصص اليوم الثاني للقطاع الخاص، والثالث لإعلان الدول عن مساهماتها في صندوق اعمار العراق.
وعلى الصعيد نفسه، اعلنت الولايات المتحدة يوم أمس تقديم 75 مليون دولار إلى العراق، للمساعدة على تحقيق الاستقرار بعد تحرير مناطق البلاد بالكامل من تنظيم داعش.
وقال السفير الاميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان، ان حكومة بلاده تعتزم تقديم ما مجموعه 150 مليون دولار لجهود تحقيق الاستقرار في العراق عام 2018، وبذلك يصل إجمالي مساهمة الولايات المتحدة في هذا المجال إلى 265.3 مليون دولار منذ عام 2015.
وأضاف، “أن التزامنا تجاه الشعب العراقي لا ينتهي بالقضاء على داعش، حيث يواجه ابناء المناطق المحررة الآن تحديا هائلاً يتمثل في إعادة بناء حياتهم واستعادة تراثهم الثقافي”، كما نقل عنه بيان رسمي للسفارة الاميركية ببغداد، اطلعت عليه “العالم”.
وأشار البيان إلى، أنّ هذه الاموال ستساعد في اعادة الخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء حتى تتمكن الاسر العراقية من جميع الخلفيات الإثنية والدينية من العودة إلى ديارها بشكل آمن وطوعي وبكرامة.
وأوضح، أن هذه الأموال ستقدم إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث تقوم 24 جهة مانحة دولية بدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحقيق الاستقرار والذي يدار بتعاون وثيق مع حكومة العراق على الصعيدين الاتحادي والمحلي.
وعن الاهداف المتوخاة من هذه الاموال، بيّن السفير سيليمان هي مساعدة سكان المناطق المحررة على العودة إلى ديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية من خلال استعادة الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، كما يدعم البرنامج التوظيف الموقت من خلال برنامج الاجر مقابل العمل وكذلك المنح المقدمة إلى المشاريع التجارية الصغيرة للنهوض بالاقتصادات المحلية. إضافة إلى توفير احتياجات الأقليات الإثنية والدينية الضعيفة، لا سيما أولئك الذين وقعوا ضحايا للأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قد أبلغ رئيس الوزراء حيدر العبادي في تموز الماضي، استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار العراق، عقب إعلانه عن تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش في العاشر من ذلك الشهر.
وكانت القوات العراقية قد تمكنت من تحرير مساحات واسعة من البلاد وطرد التنظيم بعد أن كان قد احتل ثلث العراق وأجزاء كبيرة من سوريا عام 2014، فيما أعلن العبادي في كانون الأول الماضي، الانتصار على “داعش” بعد ثلاث سنوات من القتال.
وفي غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان بلاده مقبلة على إعمار جميع مناطقها وعلى ازدهار اقتصادي.وقال العبادي في كلمة خلال حضوره احتفالية الشرطة العراقية بالذكرى 96 لتأسيسها، إن قوات بلاده “ما زالت تلاحق فلول الارهاب المنهزمة في الصحراء والجزيرة وستقضي عليها”، منوها إلى أنّ العراق مقبل على إعمار لجميع مناطقه وازدهار اقتصادي.
وقال، “مثلما حققنا الانتصار على الارهاب سنحقق رفاهية وإعمار البلد”.

شاهد أيضاً

السفير البرزنجي يستقبل مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في الأردن

استقبل سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ عمر البرزنجي، بمكتبه في مبنى السفارة، …

error: Content is protected !!