صوتها – بغداد
لم تستطع الدراما العراقية ان تتواصل على مدى سنواتها الطوال منذ دخول التلفاز الى المجتمع العراقي بعد العام 1956 وتحوله الى محطة استراحة وجمع شمل للأسر العراقية يتلقفون ما يقدمه من برامجيات وافلام بشوق ومتعة , ومنذ ان بدأت الخطوات الاولى للفرق الاهلية المسرحية في تقديم اعمالها الحية عبر شاشته ، والتلفزيون العراقي يشهد اقبالا ومتابعة كبيرين حتى قيل انه نافس المسرح والسينما في مجال استقطاب المشاهدين ليس في العراق فقط بوصفه البلد الاول في الشرق الاوسط الذي حل فيه التلفاز ضيفا مرحبا به وانما في انحاء العالم الشاسع الذي شهد ولادة هذا الجهاز .
ويشكو العديد من صنّاع الدراما والقائمين عليها والمخرجين والممثلين، من هذا التلكؤ في حين يرون أن الحكومة هي المقصرة بهذا الجانب، ويطالبوها بشكل مستمر بدعم الفن من أجل النهوض بواقعه المتردي.
هل الفن “حرام” ؟!
في هذا السياق وللحديث بشكل عام عن الفن في العراق، هذا اللقاء مع واحد من رواد الفن العراقي الفنان الممثل التلفزيوني والمسرحي الكبير غازي الكناني، الذي تحدث شاكياً هذا التراجع للفن العراقي، معتبراً “قادة العراق السياسيين وراء هذا التردي للفن لأنهم يعتبرون الفن سواء المسرح أو السينما أو التلفزيون محرم ولا علاقة لهم به”.
ويضيف الكناني، إن “تجار الخردة غزو واستحوذوا على المرافق الفنية من مسرح وسينما وتلفزيون وليس لهم أي علاقة بالفن، ولا يوجد أي منتج من الممكن أن يجازف بإنتاج عمل فني”، مؤكداً أن “الفن أصبح في خبر كان”.
وتابع الكناني حديثه عن السينما العراقية معتبراً أن تلكؤها جاء بسبب نفس الأسباب التي تسببت بتردي الدراما، في حين تحدث مستذكراً العديد من الأسماء الفنية من الرواد سواء من الذين رحلوا تاركين إرثاً فنياً وممن ما زالوا يقدمون المزيد من العطاء.
واستذكر الكناني رحلته الفنية الطويلة وأعماله مع فنانين ومخرجين عالميين ورحلته إلى هوليود وتقصير الإعلام العراقي في استذكار الفنانين العراقيين الرواد، فيما طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي، برعاية الفن والفنانين.
- لا تدهور في الدراما العراقية !
أما الفنانة رانيا احمد رأت ان : هناك تصاعد في المنجز الدرامي برايي انه لايوجد تدهور في الدراما العراقية بل ان هناك تصاعد في المنجز الدرامي ورغم كل هذه الظروف الصعبة وانا بدوري اشعر انها في نهوض ونهوض جيد جداً وكثير من الاعمال اشتغلناها هنا في بغداد ولم نذهب الى بلد اخر وانا عن نفسي في شهر رمضان اشتغلت في ستة اعمال والحمد لله على هذا الامر وعملت في مسلسل الدهانة ومسلسل النخلة والجيران والزمن واعمال اخرى لاتخطر في بالي الان وانا متفائلة بمستقبل الدراما العراقية بشكل عام .
الفنان سنان العزاوي شخص الامر من زاوية اخرى وقال ان الخلل الاكبر لدى المنتج والامر الاول عندما ياخذ العمل كمنتج منفذ من محطة ما يعطي نسبة من اموال الانتاج الى عدة اشخاص واذا بنا نرى ان ميزانية الانتاج بدأت بالهبوط والامر الثاني ياتي المنتج للمؤلف ويقول للمؤلف اريد عمل فني اغلب مواقع تصويره داخلية وهنا تخلي عن الجانب الجمالي لان التصوير في الاماكن المفتوحة الخارجية وفيها احيانا مناظر طبيعية جميلة جداً تضفي على العمل الفني اهمية كبيرة والامر الثالث والاخطر هي عندما يقول لي المنتج لاتتطرق الى مواضيع سياسية حساسة دعه موضوع عائم حتى يسوق وهذا اكبر خطأ لانه لدينا خزين كبير من المواضيع في الواقع العراقي مايعادل خزين نفط العراق وهي مهمة لان تفاعل الفن مع هموم المجتمع امر لابد منه صحيح ان الفن لايصلح لكنه يشخص ويسلط الاضواء على مايحدث وهذه في تقديري بعض مكامن الخلل في الوضع الدرامي العراقي حالياً .
المخرجة والكاتبة انتصار علي تطرقت في وجهة نظرها استسهال عملية الانتاج من قبل البعض وقالت: من اهم اسباب تدهور الدراما العراقية هو استسهال عملية الانتاج لان عملية الانتاج عندما تكون فقيرة وتخصيصاتها المالية ضعيفة دائما تكون على حساب جودة الدراما سواء كان مسشرحي او تلفزيوني او سينمائي وهذا الاستسهال جعل المنتجين او الشركات الانتاجية تتعامل مع كتاب ليس لهم علاقة بفن او واقع الدراما بسبب قلة الأجور ولاتتعامل مع كتاب دراما مرموقين لانتهم يطلبون مبياغ مالية عالية مما يجعل الشركات الانتاجية تلجأ الى كتاب دراما ضعفاء وطارئين على الدراما العراقية ممل يؤدي الى انتاج اعمال درامية ضعيفة وسطحية وهذا سبب مهم وكبير في تدهور الدراما العراقية الان وثمة امر اخر ساهم في هذا التدهور الا وهو ان المنتجين والشركات الانتاجية يعتمدون على العلاقات الشخصية عندما ينوون انتاج عمل او مسلسل وهذه العلاقات تاتي بالشخص غير المناسب وهناك عيبي كبير ساهم في تدهور الجدراما العراقية وهو انتاج مسلسل من ثلاثين حلقة ومؤلف المسلسل لم يكتب بهذا المستوى من قبل فأي جرأة هذه ومثل هذه المسلسلات الطويلة تحتاج الى كتاب بارعين وذوي خبرةوثقافة عالية وهذه جزء من الاسباب برأيي وضمن اسباب كثيرة لايسعنما الوقت للتحدث عنها الان .
* ظلم يطال الدراما العراقية
الفنان علي فرحان رأى ان هناك ظلماً للدراما العراقيةلا بهذا التوصيف القاسي وذكر: في الحقيقة هذا التوصيف الا وهو التدهور في الدراما العراقية قاسي بعض الشئ وبتقديري ان مركز نجاح اي عمل فني هو الانتاج في الدرجة الاولى لان الانتاج الجيدج يتيح للمؤلف ان يكتب بشكل جيد لان المادة اصبحت عصب الحياة في كل شئ في العمل الدرامي واحد روافد نجاح العمل الفني هو وفرة المادة لانه عندما يشعر الفنان انه مرتاح مادياً يكون هاجس الابداع لديه عالي جداً وهذا امر طبيعي وانا بتقديري اقول انه لايوجد تدهور بل هناك نهوض وعندما نرى نهوض الدراما العربية في الوقت الحاضر نراها نهضت بعد الدعم المادي الكبير لها من قبل الدولة وحققت مثلا الدراما السورية نتائج كبيرة على مستوى العالم العربي ومطلبنا الاول والاخير لكي تنهض الجدراما العراقية هو توفير المستلزمات الانتاجية والدعم المادي لها .
* مسؤولية الفضائيات عن تراجع الدراما
الفنانة فاتن الورد رمت الكرة في ملعب الفضائيات ومسؤوليتها عن هذا التدهور واكدت : بصراحة هناك عدة اسباب لتدهور الدراما العراقية في الوقت الحاضر ربما يكون السبب الاول هو ضعف الانتاج والثاني تدهور الوضع الامني بعد عام 2003 والثالث ان اكثر فنانين تركوا البلاد وهاجروا الى الخارج وهذه الاسباب مجتمعة او احدها سيؤثر سلبا على واقع الدراما العراقية صحيح ان هناك بعض الفضائيات تنتج بعض الاعمال الفنية لكنها تبخس الفنان حقه وتعطيع اجور قليلة ولاتنصفه وانا على سلبيل المثالشاركت وصورت في فترة سابقة مسلسل معين وتفاجأت بعد انتهاء التصوير عندما اعطاني المنتج مبلغ تسعين او مئة الف دينار ولم استطع استيعاب ذلك وانا على مدار ثلاثة ايام اصور منذ الصباح الباكر الى المساء ويكون هذا هو المبلغ الذي نستلمه فتصور حجم الظلم الذي نعانيه وهذا هو احد الاسباب الذي يساهم في تدهور الدراما العراقية وانما رغم ذلك اقول ان مثل هذه الامور لن تبقى وسيتغير واقع الدراما العراقية الى الافضل وانشاءالله تصحح الامور والاوضاع و ستهتم الفضائيات العرقية بوضع الفنان العراقي في المستقبل بالشكل اللائق به .