صوتها – متابعات
شهد “الوعي التام” شعبية كبيرة، حيث يعتمده الكثيرون كترياق للقلق وضغوط الحياة الحديثة، إلا أن هذا النهج الفكري قد يجعل ممارسيه أكثر أنانية وفقا لادعاءات طبيب نفسي متخصص.
ويعرف الوعي التام أو “mindfulness” بأنه نهج فكري ونفسي يهدف إلى التركيز على الأحداث الداخلية والخارجية التي تحدث في اللحظة الراهنة، ويمكن تطويرها من خلال ممارسة التأمل وبعض التدريبات الأخرى.
وقالت الدكتورة أليسون غراي، من الكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن التأمل يجعل من السهل على الناس البدء في تحليل حياتهم بشكل مفرط، ليصبح تركيزهم متمحورا حول “الذات” وهو ما يجعلهم أكثر أنانية.وقالت الطبيبة النفسية، إن “الوعي التام يصبح أكثر فائدة إذا ما حصل الشخص على مساعدة من المجتمع مثل الدين، من أجل محاربة الإجهاد”.
وصرحت غراي لصحيفة “ديلي تلغراف” قائلة إنه “بقدر ما يجعل الدين الناس مرتبطين ببعض، إلا أن الروحانيات يمكن أن تتحول إلى أنانية”.
وادعت الدكتورة غراي أن الذهن قد يجعل من يمارس “الوعي التام”، أكثر وعيا بالمشاعر السلبية، والتي لها تأثير على “زعزعة الاستقرار”، مشيرة إلى أنه “عندما تنظرون إلى أنفسكم من الداخل، يمكن أن تجدوا مشاعر سلبية مما يزعزع الاستقرار، لذلك تحتاج إلى المجتمع من حولك لمساعدتك في معالجة القضايا الشائكة في ذهنك والحفاظ على صحتك”.
وأصبح الوعي التام، وفقا للمعهد الوطني للرعاية الصحية في بريطانيا، ذا شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة حيث يوليه الكثيرون المزيد من الاهتمام خاصة وأن المعاناة من التوتر والقلق تتزايد يوما بعد يوم.
ويشمل هذا النهج الفكري ممارسة أنشطة مثل التأمل وتمارين التنفس، ويزعم الخبراء أن من يمارسون “الوعي التام” قادرون على اكتشاف علامات التوتر والقلق والتعامل مع العواطف بشكل صحيح.وتأتي تعليقات الدكتورة غراي بعد أن تم تعليم تلاميذ المدارس هذا النهج الفكري كجزء من الحملة الحكومية لمكافحة القلق.
ففي شهر مايو الماضي، بدأ الأطفال البالغون من العمر 8 أعوام تعلم تمارين التنفس في المدارس بينما يعطى التلاميذ الأكبر سنا دروسا لمدة ساعة في مجال الصحة العقلية.