صوتها – بغداد
أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، يوم أمس، ان العبادي يحقق في حادثة اعتداء عناصر حمايته الشخصية على إعلاميين، خلال احتفال بالنصر على “داعش” في محافظة النجف، وسط دعوات إلى السلطات بتحقيقات عاجلة وشفافة في الاعتداءات على الصحافيين.
وأكد المكتب الإعلامي، أن الإعلاميين وعملهم المهني “محط احترامنا وتقديرنا ونرفض رفضا قاطعا اي تعامل يسيء اليهم ولعملهم”.
وأشار في بيان صحافي أنّ العبادي “يولي اهتماما وحرصا كبيرين لان يقوموا بعملهم دون مضايقات وان تتوفر المعلومات لهم وكافة الامور التي تؤدي إلى إنجاح عملهم ضمن مبدأ الحرية والمسؤولية وكان وسيبقى من اوائل الداعمين لعملهم ورفض التضييق الذي يُمارَس بحقهم فكان قراره منذ استلام الحكومة هو التنازل عن جميع القضايا التي تخص الإعلام في الاعوام الماضية”.
وأضاف المكتب، ان “ما جرى في مدينة النجف اثناء نقل احتفالية النصر الكبير في المحافظة يتم التحقيق بشأنه والجهة التي قامت به ورئيس الوزراء يتابع التحقيق بنفسه ويؤكد رفضه لأي اعتداء على اي إعلامي او صحفي او اي مواطن وعدم التهاون مع من يثبت تجاوزه وتقصيره بحق الإعلاميين”.
وأشار إعلاميون، من جهتهم، إلى أنّ عناصر حماية العبادي قاموا باحتجاز عدد من الكوادر الإعلامية خلال تغطية زيارته إلى المدينة كما تم منعهم من دخول المؤتمر الصحافي الذي عقده.
وقبل ذلك، قالت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، ان مجموعة مِن كوادر القنوات التلفزيونية احتجزوا في احدى غرف قصر الثقافة من قبل حماية رئيس الوزراء، بعد منعهم من دخول مؤتمره الصحافي في النجف وإلحاق أضرار بمعداتهم و كاميراتهم.
وأشارت في بيان صحافي، حصلت “العالم”، عليه، إلى أنّ القنوات التي تعرضت لهذا الاجراء هي فضائية الاتجاه المراسل (عصام الفتلاوي) والمصور (وليد خالد)، فضائية NRT عربية المراسل (حسام الكعبي) والمصورين جاسم العامري واوس العبساوي، فضائية هنا بغداد المراسل حسنين الرفيعي ومراسل قناة اسيا الفضائية حيدر صالح.
واوضحت، ان حماية العبادي “اعتدوا في مرات سابقة على مجموعة من الكوادر الإعلامية خاصة اثناء زيارته إلى محافظات بابل و ميسان والكوت في حين ان العبادي كان قد ادعى ان الصحافة في العراق تحظى بحرية وباشادة عالمية وهذا الحادث يثبت كذب ادعاءات رئيس الوزراء”.
ودانت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، “احتجاز حماية العبادي للكوادر الإعلامية وعرقلة عملها”.
وطالبت المنظمة، رئيس الوزراء بفتح تحقيق مباشر وفوري مع عناصر حمايته الذين قاموا بالاعتداء كوّن الامر مخالفة دستورية في حين مناط برئيس الوزراء تطبيق الدستور والقوانين العراقية.فيما عبرت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، عن قلقها تجاه الاعتداءات والتهديدات التي تطال الصحافيين والإعلاميين.
وأشارت المفوضية إلى، أنّها “تابعت بأسفٍ بالغٍ ما تعرض له الصحافيون والإعلاميون من اعتداءات وتهديدات متكررة مثلت انتهاكا صارخا لحرية التعبير عن الرأي وممارسات واساليب مرفوضة تتعارض مع الدستور العراقي والقوانين ذات العلاقة والاتفاقيات والمواثيق الدولية”.وأكدت في بيان صحافي، انها “في الوقت الذي تعبر فيه عن قلقها جراء تكرار هذه الحوادث واستمرارها فإنها تدين أي اعتداء يقع بحق المواطنين العراقيين، فضلا عن الصحفيين والإعلاميين”.
وحذرت المفوضية الحقوقية، من أن ما رصدته خلال الايام الماضية لجملة من الاعتداءات والتهديدات ضد الصحافيين والإعلاميين مطلع العام 2018 ينذر بخطر كبير ويضر بسمعة العراق وآخرها ما حدث في النجف، اثناء احتفالية النصر الكبير بحضور العبادي من تجاوز على القانون الذي يكفل حماية وحرية العمل الصحافي.يذكر أن العراق يحتل المرتبة 158 من بين 180 دولة في الحريات الصحفية، كما قال تقرير لمنظمة مراسلون بلاد حدود الدولية، مؤخرا، موضحا انه لا يتحدث فقط عن حرية الصحافيين في الحركة، وإنما ايضا عن حرية التعبير وتعامل السلطات معها بشكل عادل.