عد احدب بغداد والمصير ونسرين وكتب اخرى .. يُطلق الآديب رياض القاضي روايته “بيت القاضي” بعد فترة وجيزة من عودته من القاهرة الى لندن حيث مقر اقامته وكان سعيدا جدا بالنجاخ الذي حققه في روايته “مولانا السيد” التي وللاسف لم تسمح لها بالعرض في معرض بغداد الدولي .. ولكنه ابدى سعادته بأن قراءه مازالوا يبحثون عن كل جديد له ..
وفي لقاء بعد ان اعلن في الصحف انتهائه من كتابة روايته قال القاضي معارض الكتب تزداد يوما بعد يوم تالقا واحتضانا للادباء .. ومانراه من تزايد عدد القراء هي بشارة خير تشير الى ان القراءة بين العرب بدأت تنتعش رغم ظروف المنطقة الصعبة ..
واضاف هناك موضوع اشرت اليه في احدى لقاءاتي التلفازية حول اهتمام ابناء العراق رغم الحروب بالكتب … وهذه اشارات قوية ودلائل تشير الى الثقافة وحب القراءة باقية في نفوسنا … وان القراءة في زمن الحرب هي مهمة لان ابن البلد رغم الحروب يهتم ويقتني الكتب وهذا قياسا للبلاد التي تعيش في السلام يعتبر اهم نقطة في معرفة جوهر المواطن العربي ..
وبشأن خططه المستقبلية قال القاضي “أنا الان اتعامل مع مجموعة من المترجمين لترجمة اغلب رواياتي الى اللغات الاخرى بعدما نصحني احد اصدقائي وهو بريطاني يعمل في “ديلي تلغراف” اللندنية بأنه سيوفر لي كل الاجواء المناسبة لانجاز هذا المشروع”.
واشار القاضي الى “ان اغلب الجوائز للكتب تذهب بأتجاه معاكس تماما لما هو مفروض ان يكون .. فروايات عديدة لاتستحق الفوز فاجأت القراء بفوزها وهذا امر خطير ان تفوز رواية لاتستحق الفوز بينما تُهمل روايات قّيمة واعمال ادبية وبكل بساطة .. وهذا الشئ ان لن يعالج فالرواية العربية ومكانتها بين العالم ستكون ضعيفة” .
وعن روايته الجديدة “بيت القاضي” قال انها ليست رواية تاريخية وانما رواية اشخاصها كانت لها دور بارز في تغيير مجرى المستقبل السياسي والاقتصادي في العراق .. و”لكن هناك امور لااستطيع الكشف عنها لانني اريد القارئ ان يكتشفها بنفسه .. ولانها على وشك النشر فأنا افضل الحديث عن احداثها في الوقت المناسب”.
وعن تركيزه على احداث بداية تأسيس الدولة العراقية والملكية رغم انه لم يعشها قال القاضي “كل شئ قديم هو مرغوب الان .. الناس بدأت تعشق الزمن القديم اكثر من الان لان لها طعم خاص واجتماعيات صادقة بعيدة عن التكنولوجيا والاجهزة الذكية التي باعدت الاسرة عن بعضها .. تستطيع ان تقول هو عشق بالدرجة الاولى وتوثيق ثانيا وحب التذكير لهذا الجيل وربطه بذكريات الماضي ثالثا “.
وذكر ان” الناس بدأت تتفرج على افلام الابيض والاسود وتعشق السيارات القديمة بل وتقتني الكتب القديمة ايضا كل هذا يعني انهم يريدون ان يعيشوا في ذكريات اصيلة لم تشوبها المصالح … وتوثيق الماضي شئ جيد للجيل القادم … ومع ذلك فهذا الوقت احسن بكثير من القادم المجهول وانا على يقين من قولي هذا”.
من جانب آخر اوضح القاضي ان قراءة الكتب لها طعم خاص تعيش مع رائحة الكتاب وملمس صفحاته السحرية .. كالقهوة بالضبط .. فانت ان ترى صورة فنجان القهوة على محمولك عكس ماترى فنجان القهوة امامك بعبقها ورائحتها الزكية التي تضيف الى النفس الرائحة والهدوء .
واعرب عن تمنيه للكُتاب الناشئين ان يختاروا ويهتموا بالادب العربي والغربي العالمي وان يخرجوا بأنتاجات ضخمة بعيدة عن الاسلوب الركيك كما هو شائع الان بين المؤلفين .. “فاغلب الروايات الان لا علاقة لها بالادب ولا علاقة لها اساسا بما يدور في مجتمعاتنا “.
وشدد على انه “لو خرج اغلبهم بانتجات تليق بالادب العربي فأنهم سوف يغيرون اشياء كثيرة تخدم الجيل القادم كما فعلوا الادباء ممن سبقونا باعمالهم الضخمة والتي اصبحت ضمن الانتجات العالمية” .