صوتها – متابعات
مع بداية فصل الشتاء تظهر مشاكل جلدية عدة كنتيجة لتراكمات حصلت بسبب التعرض الزائد لأشعة الشمس في فصل الصيف. وهنا تظهر الحاجة إلى اللجوء إلى العلاجات المناسبة لكل حالة بالاستناد الى تشخيص الطبيب المختص.
الطبيب الاختصاصي بالأمراض الجلدية رامي عبادي يشير هنا إلى أحدث العلاجات الفاعلة المتوافرة لتجدّد البشرة واستعادة نضارتها وإشراقها والتخلص من كل المشاكل التي ظهرت فيها نتيجة التعرض الزائد لأشعة الشمس في فصل الصيف، مشدداً على أهمية اللجوء إلى الطبيب المختص لتحقيق النتيجة المرجوة، والتي تعتبر العلاجات الحديثة المتوافرة اليوم كفيلة بتحقيقها شرط أن تكون مناسبة للحالة أو المشكلة.
– في مطلع فصل الشتاء، تبدأ مشاكل جلدية في الظهور مع زوال اللون البرونزي الذي تم اكتسابه في فصل الصيف، ما أنواع هذه المشاكل التي يمكن أن تظهر؟
مع بداية هذا الفصل، تظهر بوضوح مشكلة الجفاف في البشرة نتيجة التغيير في الطقس وتزيد أمراض الإكزيما.
كما تظهر في هذه الفترة المشاكل التي تراكمت في فصل الصيف كالتصبّغات الجلدية والكلف والنمش والتجاعيد، وكلّها ناجمة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، مما يسبب الكثير من الأذى وردود فعل من الجلد، والتي لا بد من معالجتها سريعاً في فصل الشتاء لتعود البشرة إلى طبيعتها.
– هل سبب هذه المشاكل هو حصراً التعرض المفرط لأشعة الشمس؟
عندما نتحدث عن التصبّغات، يكون للتعرض المفرط لأشعة الشمس الدور الأساسي في حصولها في الجلد. مع الإشارة إلى أننا عندما نشير إلى أشعة الشمس، لا نكون نقصد بذلك حرارة الشمس فقط، بل الأشعة ما فوق البنفسجية، فهي تلعب دوراً سلبياً إذ تسبّب تصبّغات في الجلد، إضافة إلى الاستعداد الوراثي طبعاً.
– هل هذا يعني أن كل شخص لا يُعتبر عُرضة لهذه المشكلات عند التعرض لأشعة الشمس؟
عند التعرض المفرط لأشعة الشمس تظهر علامات التقدم في السنّ بصورة أسرع في البشرة، وهذا أمر يشمل الجميع. إذ تظهر النتائج السلبية للتعرض المفرط لأشعة الشمس لدى الجميع، وتظهر علامات التقدم في السنّ بشكل أسرع عندها، لكن ثمة مشاكل قد ترتبط أكثر بالعامل الوراثي والجيني.
ونعطي مثالاً هنا أن علامات التقدّم في السنّ تظهر بشكل أسرع لدى الأوروبيين فنراهم مختلفين جداً في سنّ مبكرة عمّا هم عليه في سنّ متقدمة، مقارنةً بذوي البشرة السمراء.
وبالتالي، من الواضح أن للتعرض الزائد لأشعة الشمس الدور الأكبر في الظهور السريع لعلامات التقدّم في السنّ، خصوصاً عندما تجتمع مع عوامل أخرى مساعِدة كالعوامل الجينية.
– ما التقنيات العلاجية التي يمكن أن تساعد على تجدّد البشرة واستعادتها إشراقها ونضارتها عندها؟
ثمة علاجات كثيرة، لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن النصيحة الأساسية تبقى بتفادي أضرار الشمس أصلاً وتجنّبها قدر الإمكان والوقاية منها. أما بالنسبة إلى الذين يتعرضون لها فمن الضروري استخدام كريم الوقاية من الشمس باستمرار.
– هل من شروط معينة وقواعد لاستخدام كريم الوقاية من الشمس؟
من الضروري إيضاح أن كريم الوقاية من الشمس لا يُستخدم فقط في فصل الصيف كما يعتقد كثر، بل يجب استخدامه في الصيف وفي الشتاء، وإن كان الطقس غائماً وحتى عند المكوث في المنزل أو الجلوس في الفيء.
مع الإشارة إلى أنه يوضع مرات عدة في اليوم حيث يدوم مفعوله 3 أو 4 ساعات تقريباً عند استخدامه بالشكل الصحيح. ففي الصيف يجب معاودة وضعه كل 4 ساعات، وعلى شاطئ البحر كل ساعة، أما في الشتاء فيوضع مرتين في اليوم.
– ماذا عن الأشخاص الذين واجهوا هذه المشاكل الجلدية نتيجة التعرض للشمس، وما العلاجات التي يمكن أن يلجأوا إليها؟
تُعتمد العلاجات عادةً في فصل الشتاء، ويُعتبر كريم الوقاية من الشمس أساسياً في كل الأوقات. كما تتوافر كريمات تبييض البشرة التي تجدّد خلايا البشرة وتزيل التصبّغات وتُستخدم بشكل خاص في هذا الفصل، مع التشديد على كريم الوقاية أيضاً في هذه الحالة.
هذا إضافة إلى كريمات تقشير البشرة التي تُعتمد في هذه الفترة من السنة لتفادي الأذى الناتج من التعرض لأشعة الشمس. وثمة تقنية علاجية حديثة هي الـMicro needling التي تشبه إلى حد ما علاج الميزو وتساعد على تجدّد البشرة، ويتم فيها اختيار المواد التي تُعتمد بشكل فردي لكل مريض بحسب الحالة والسبب وراء العلاج والمشكلة التي يعانيها… فتدخل فيها فيتامينات معينة لهذه الغاية وتُحقن في البشرة لتصغير المسام وإزالة التصبّغات وتنشيط إفراز الكولاجين في البشرة.
وثمة علاجات أخرى أيضاً كالليزر للتخلص من النمش والحد من أذى الشمس، وتظهر فاعلية كبرى حيث نحقق حالياً نجاحاً نسبته 90 في المئة في إزالة النمش. وفي حال التعرض للشمس وظهور النمش مجدداً، يمكن معاودة اللجوء إليها مرة في السنة. إضافة إلى تقنيات عدة يمكن اعتمادها.
– إلى أي مدى تُعتبر هذه التقنيات العلاجية مؤذية للبشرة؟
هنا تبرز أهمية اللجوء إلى اختصاصي، لأن لكل بشرة ولكل حالة علاجاً مختلفاً يجب اللجوء إليه بالشكل الصحيح والمناسب للشخص. فالطبيب الاختصاصي وحده يحدّد الحاجة والعلاج المناسب للمشكلة.
– ما الإجراءات الوقائية المطلوبة بعد اللجوء إلى هذه العلاجات؟
يجب اللجوء إلى هذه العلاجات في فصل الشتاء لا في فصل الصيف، لأن الطقس يكون غائماً وأشعة الشمس أخف. أيضاً من الطبيعي أن يكون كريم الوقاية من الشمس أساسي هنا لحماية البشرة، إضافة إلى كريمات الترطيب التي تعتبر ضرورية في حال التعرض للشمس.
– هل يُمنع منعاً باتاً اللجوء إلى هذا النوع من العلاجات في فصل الصيف؟
لا يصح الخضوع لهذه العلاجات أبداً في فصل الصيف تجنباً لإلحاق الضرر بالبشرة. فالنتيجة تكون أكثر سرعة في الشتاء أولاً، وهذا يضمن عدم تعرض المريض لأشعة الشمس في هذه الفترة من السنة، خصوصاً أنه في حال تعرّضه لأشعة الشمس في فترة العلاج من نوع التقشير مثلاً، يُخشى على البشرة من ردود فعل تؤدي إلى ظهور المزيد من التصبّغات، فيكون الوضع أكثر سوءاً بعد ويصبح الأذى أكبر مما هو عليه من دون اللجوء إلى العلاج بدلاً من الاستفادة منه. لهذا تُترك العلاجات لفصل الشتاء للحصول على نتيجة فضلى.
– هل تعتبر نتيجة هذه العلاجات نهائية، أم أن ثمة حاجة إلى اللجوء إليها بشكل دائم ومستمر للحفاظ على النتيجة؟
يختلف ذلك باختلاف السبب الأساسي الذي استدعى اللجوء إلى العلاج. إذا كانت المشكلة الأساسية هي كثرة التعرض لأشعة الشمس أو دبغات أو التلوّن في الجلد بعد التعرض الزائد لأشعة الشمس أو لسبب محدد كحروق معينة، يكفي العلاج ويكون نهائياً وما من داعٍ للجوء إليه مرة جديدة.
أما إذا كانت المشكلة وراثية أو جينية أو في التكوين، كما قد يحصل مع النمش خصوصاً في حال التعرض في الوقت نفسه بشكل زائد لأشعة الشمس، ففي هذه الحالة يُعتمد العلاج المناسب الذي يعطي النتيجة المطلوبة والمُرضية، ومن ثم توصف العلاجات المكمّلة كنوع من “الصيانة” بهدف الحفاظ على هذه النتيجة والكريمات.
أما التعرض مجدداً للشمس في الموسم التالي من دون اتخاذ الإجراءات الوقائية فقد يحتاج إلى معاودة العلاج. وفي حال التقيّد بالتعليمات، يمكن الحفاظ على النتيجة لمدة أطول.
– هل من حالات لا تتجاوب مع العلاجات المعتمدة لتجدّد البشرة ولا تظهر نتيجة مُرضية؟
هنا أيضاً نذكر أهمية اللجوء إلى طبيب اختصاصي للحصول على نتيجة مُرضية. فبحسب الحالة نعطي العلاج المناسب لها، وعادةً لا بد من الوصول إلى نتيجة في حال التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب لها.
– يواجه البعض مشكلة البثور في موسم الصيف وعند التعرض لأشعة الشمس، فيما لا تظهر المشكلة في الأوقات الأخرى، ما سبب ذلك؟
يختلف السبب باختلاف الحالة، فماء البحر والشمس قد يلعبان دوراً إيجابياً أحياناً في جفاف البشرة بشكل موقت. لكنهما إذ يساعدان في حينه، يؤديان لاحقاً إلى ظهور المشكلة مجدداً وبشكل أسوأ.
ولا بد من التأكيد أن هذا الموسم يعتبر الوقت الأمثل للخضوع إلى العلاجات القوية والفعالة لحبّ الشباب بسبب غياب مشكلة التحسّس الزائد نتيجة التعرض لأشعة الشمس.
– في الختام، لتجنب كل هذه المشكلات في الأساس، ما النصيحة الذهبية التي يمكن إعطاؤها؟
ثمة نصائح عدة تتعلق بالتعرض لأشعة الشمس ولا بد من إسدائها. فلمحبّي التمدّد على شاطئ البحر صيفاً، يجب عدم التعرض للشمس بين الحادية عشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر حيث تكون أشعة الشمس في ذروة حدّتها. من الأفضل أن يحصل ذلك إما في الصباح الباكر أو بعد الساعة الثالثة أو الرابعة.
وفي حال التواجد على شاطئ البحر في هذه الفترة، يُنصح بعدم التعرض لأشعة الشمس، بل يمكن تناول وجبة الغداء في الظل. أيضاً يُنصح باعتمار قبعة تقي من أشعة الشمس. وطبعاً يبقى استخدام كريم الوقاية من الشمس النصيحة الأساسية هنا.